شكرا لمروركم إخوتي نسل الأحرار الصادر والوارد
وبالنسبة لما ذكرته أخي نسل الأحرار
من كون البعض يعتقد الكتمان هو الكذب فالكذب كله مذموم وأباحه البعض في ثلاثة مواضع، في الحرب لقول النبي عليه الصلاة والسلام الحرب خدعة ، والاصلاح بين الناس ، وحديث الرجل لزوجته لدرء مفسدة قد تحدث.
ولم يخص هذا الحديث بشيء ويستطيع من يريد كتم أمره التورية والتعريض
وإضافة لذلك فهذا شرح حسن للحديث من كتاب فيض القدير للإمام المناوي رحمه الله :
استعينوا على إنجاح الحوائج لفظ رواية الطبراني استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان بالكسر أي كونوا لها كاتمين عن الناس واستعينوا بالله على الظفر بها ثم علل طلب الكتمان لها بقوله فإن كل ذي نعمة محسود يعني إن أظهرتم حوائجكم للناس حسدوكم فعارضوكم في مرامكم وموضع الخبر الوارد في التحدث بالنعمة ما بعد وقوعها وأمن الحسد وأخذ منه أن على العقلاء إذا أرادوا التشاور في أمر إخفاء التحاور فيه ويجتهدوا في طي سرهم قال بعض الحكماء من كتم سره كان الخيار إليه ومن أفشاه كان الخيار عليه وكم من إظهار سر أراق دم صاحبه ومنع من بلوغ مأربه ولو كتمه كان من سطواته آمنا ومن عواقبه سالما وبنجاح حوائجه فائزا وقال بعضهم سرك من دمك فإذا تكلمت فقد أرقته وقال أنو شروان من حصن سره فله بتحصينه خصلتان الظفر بحاجته والسلامة من السطوات
وفي منثور الحكم انفرد بسرك ولا تودعه حازما فيزول ولا جاهلا فيحول لكن من الأسرار ما لا يستغنى فيه عن مطالعة صديق ومشورة ناصح فيتحرى له من يأتمنه عليه ويستودعه إياه فليس كل من كان على الأموال أمينا كان على الأسرار أمينا
والعفة عن الأموال أيسر من العفة عن إذاعة الأسرار قال الراغب وإذاعة السر من قلة الصبر وضيق الصدر ويوصف به ضعف الرجال والنساء والصبيان والسبب في صعوبة كتمان السر أن للإنسان قوتين آخذة ومعطية وكلتاهما تتشوف إلى الفعل المختص بها ولولا أن الله وكل المعطية بإظهار ما عندها لما أتاك بالأخبار من لم تزوده فصارت هذه القوة تتشوف إلى فعلها الخاص بها فعلى الإنسان أن يمسكها ولا يطلقها إلا حيث يجب إطلاقها