الأخفياء
أن تفعل خيرا في العلن فإن للعطاء لذة
لكن أن يكون عطائك متحصنا
في ( أسوار الكتمان )
فإنه حتما ألذ و أعذب و أصدق
..
حديثنا اليوم عن أناس لا يعرفهم أهل الأرض
لكنهم معرفون هناكعند أهل السماء
( وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ ..)
(البقرة : 271 )
هذه الآية العذبة تشعل فتيل نور في بصيرتنا
لتنبهنا عن عبادة مغيبة منا من جهلها ومنا من غفل عنها
و منا من اعتادها فتلذذ بهاإنها ( العمل الصالح الخفي )
أو (السريرة )
أو (الخبيئة )
سمها ماشئت !!
و لكن امتلك نصيبا منها
تأمل معــي:::كان سعد بن أبي وقاص في إبله . فجاءه ابنه عمر . فلما رآه سعد قال : أعوذ بالله من شر هذا الراكب . فنزل . فقال له : أنزلت في إبلك وغنمك وتركت الناس يتنازعون الملك بينهم ؟ فضرب سعد في صدره فقال : اسكت . سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن الله يحب العبد التقي ، الغني ، الخفي " .
الراوي: سعد بن أبي وقاص المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2965
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ياااااااااااه
هل تستشعرون ذلك ؟!
الله
الملك .. القدوس .. السلام ..المهيمن .. العزيز ..الجبار ..المتكبر .. يحبهم
(هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ...)
الله
الخالق ..البارئ .. المصور .. الذي يسبح له ما في السماوات والأرض .. يحبهم
(هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
يا أحباب هل تدركون معنى أن تكونوا من أحباب الله
(أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)
يا الله
مالذي يقيدنا عن اللحاق بأولئك النفر؟!!
و ما هذا العمل الذي أخفوه
حتى أوصلهم إلى هذه المنزلة؟!!
صحبوا الخفاء .. حتى ألفوه
فتلذذوا به .. و عاشوا معه
فكانوا أخفياء في أنفسهم أولا
يقول الشيخ محمد بن عثيمين في (شرح رياض الصالحين ) - رحمه الله - :
( الخفي هو الذي لا يظهر نفسه , ولا يهتم أن يظهر عند الناس , أو يشار إليه بالبنان , أو يتحدث الناس عنه ,(..) يخفي نفسه ).
..
و في أعمالهم ثانيا
إقراء بقلبك :
يقول الله جل في علاه في الحديث القدسي – عن السبعة الذين يظلهم الله - :
( ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه )
..
و أستحضر هذه الرسائل الصادقة
يقول عبد الله بن داود رضي الله عنه ، فيما أورده الذهبي :
(كان يستحبون - أي السلف الصالح- أن يكون للرجل
خبيئة من عمل صالح لا تعلم به زوجته ولا غيرها).
ويحدثنا محمد بن واسع :
(لقد أدركت رجالا يقوم أحدهم في الصف، فتسيل دموعه على خده ولا يشعر به الذي إلى جنبه).
مالسر الذي امتلكه هؤلاء وغفلنا عنه ؟!
يتبع