أخي الشقيق
نعم.. أنت أخي، وأنا جزء منك، وأنت جزء مني، خرجنا من أم واحدة ونشأنا في بيت واحد وطعامنا واحد.
ألا تتذكر لحظات الطفولة لما كنا نمرح سوياً في فناء منزلنا الصغير؟ أنسيت تلك الأيام التي جمعتنا فيها أحلى الذكريات؟.
إنها أيام جميلة ودقائق غالية نحتت في فؤادي ذكريات لن أنساها.
أخي الغالي: وهذه الأيام تجري وربما فرقت بيننا الظروف والحوادث ولكن لك في القلب مكان لا يزول.
ولتعلم أنك مهما أخطأت علي فإن حسناتك قد غمرتني وحبك الصادق قد أحاط بي.
ولقد رباني أبي على أن لا أنسى أخطاء المحبين فكيف أهجرك بسبب خطأ لا يسلم منه بشر.
أخي الحبيب: أعترف بتقصيري في العناية بك أو الاتصال عليك والتقصير في وصالك ولكنها الحياة بهمومها تلقي بنا في بحار النسيان فأتمنى أن تقبل عذري.
أخي: يجب أن نجدد العهد سوياً ونربط بيننا حبال الشوق ونرتدي ثياب التغافل عن الخطأ والتقصير.
نعم.. لا بد أن نحذر من الدنيا وفتنتها، فكم فرقت بين إخوة وكم أزالت من مودة، وكم أصابت من محبة.
وها هو التاريخ المعاصر يحدثنا عن إخوة تهاجروا لأجل قطعة أرض أو بقية ميراث أو بسبب خلاف بين الزوجات.
أخي: ألا تعترف معي بتقصيرنا في البر بوالدينا، وحسن العشرة معهما فكم أخطأنا وكم انشغلنا عنهما بسبب هموم الدنيا.. والله المستعان.
أخي الشقيق: لن أطيل عليك إنما هي خواطر ساقها القلب وجرى بها القلم فأودعك إلى لقاء آخر وأذكرك أن تحتفظ برسالتي هذه في قلبك.
سلطان العمري