نماذج لقهر الله تبارك وتعالى:
قهر السماوات والأرض(( فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ)).
•قهر الشمس والقمر ((لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (يّـس:40).
•قهر الليل والنهار((يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ )).
•قهر العدم((هَلْ أَتَى عَلَى الْأِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً)) (الانسان:1) ألم تكونوا عدما فمن ذا الذي جعل من العدم أناسا تتحرك وسفن فضاء وطائرات ومراكب وبشر؟ من الذي قهر العدم، من الذي قهر التراب وجعله ينطق ؟! أيصدق احد أن يصعد التراب إلى القمر لو أن قهره – تبارك وتعالى- وقال له انطق فكان انسان يتكلم ويتحرك!.
•قهر الهواء فلا يُرى.
•قهر العصاة بالأمراض والأوجاع واسألوا عن مرض الإيدز.
•قهر البشر عن رؤيته فلا تدركه الأبصار – سبحانه وتعالى – انظر إلى موسى (( قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً )) (لأعراف:143) لم يحتمل رؤية المتجلى عليه –الجبل- فكيف برؤية الله –عزوجل -؟! ثم مكنا في الجنة أن ننظر إليه ونراه ((وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ*إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)) (القيامة:23،22).
قهر الأمم الظالمة ((فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ))
إياك أن تظن أنه والعياذ بالله نساك فالقهار موجود، ولكنه يتركهم ويمهلهم ليصلوا لمنتهى القوة ويأخذهم فلو أخذهم وهم ضعفاء فأين ستكون العبرة ((أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ *إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ *الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ *وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ *وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ *الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ*فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ*فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ*إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ)) (الفجر14)
انظر ماذا فعل في قوم لوط عندما انتشرت فيهم الفاحشة ((فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ)) (الحجر:74) . "قالوا في تفسيرها جاء جبريل ورفعهم على جناحه فصعد بهم إلى السماء حتى سمع أهلها نباح كلابهم ثم وضعها على رأسها فخسف بهم الارض وأمطرهم بطين مشتعل من سجيل منضود ((مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ)) (هود:83) " فكل حجارة مكتوب عليها اسم من ستقتله.
•القهار الذي قهر إرادة البشر لإرادته فأنت تريد شيء والله يدبر مايريد وانظر إلى الآية تقول (( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ )) (لأنفال:24) ، المأمون أحد حكام المسلمين يحكى عنه كان هناك شخص يكرهه كرها شديدا وهو سجين لديه وفي أحد الأيام وفي مجلسه يقول له أحدهم أن فلان مسجون لديك فيتذكر غضبه منه وينادي رئيس الشرطة ويقول له فلان يُصلب ويكتب كتابا بذلك ويعطيه إليه فذهب رئيس الشرطة وأطلق سراحه فغضب المأمون غضبا شديدا واستدعى رئيس الشرطة وسأله عما فعل وقد قال له أن يُصلبه ، فرد قائلا : لا يا أمير المؤمنين لقد كتبت إلي يُطلق وأعطاه كتابه فوجد مكتوبا عليه يُطلق ،فغضب المأمون وأخذ ورقة ثانية وتكرر الموقف حتى المرة الثالثة فقال رئيس الشرطة : لا يا أمير المؤمنين والله لقد أخطأت الثالثة كتبت والله ليُطلقن ، فسكت المأمون وفقال : نعم.. نعم يُطلق فمن أراد الله له أن يُطلقه لا يستطيع المأمون أن يُصلبه.
إنه يقهر الأشياء بأضدادها كيف؟ فمن معاني قهره يؤلف بين المتنافرات! لأعطيك مثلا الماء مم يتكون في الكيمياء؟ H2O ذرتين هيدروجين مادة مشتعلة وذرة أكسجين مادة تساعد على الاشتعال فالقهار – تبارك وتعالى- يجمع المتضادات ويخرج منها ضدها فالماء يطفئ النار!! ليثبت لك أنه هو القاهر – تبارك وتعالى – انظر إلى الماء الذي هو أصل حياة الكون بأسره أصله أشياء مشتعلة تذكر ذلك المثل وأنت تشرب الماء تخيل لو كانت نارا، ولم اختار هاتان المادتين ؟ ليعلمك أنه قادر على كل شئ، فاخشع، ثم يعود فيقهرها يوم القيامة ((وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ)) (الطور:6) فيقهرها مرة أخرى يوم القيامة حيث يركض الناس ليطفئوا بماء البحر النار فيجدوه نارا !، قهر الأشياء فجعل لها خواص ثابتة لا تتغيركدرجة غليان المياه وانصهار المعادن؛ لينتشر العلم وتتقدم الأمم.
•قهر خواص الأشياء فثبتها ثم عاد فقهر الأشياء بعكسها ! إن السكين يقطع ولكن لا تذبح إسماعيل! يانار احرقي ولا تحرقي إبراهيم ، ياحوت ابتلع ولكن لا تأكل يونس، البحر وهو ساكن رمز الجمال وفي الوقت ذاته إذا هاج يرمز للخوف، الهواء وهو نسمة رمز الحب والرقة وهو إعصار رمز الخوف فكيف يخلق من الأشياء أضدادها ؟!
•المعنى الثاني:
أستشعر صعوبة في إيصاله إليك إن لم تشعر بداخلك بهيبة الله –عزوجل- وبأنك ضئيل وهو القهار وأنت الفقير بين يديه، انظر ماذا يقول الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث أنه كثيرا ما كان ينهي مجلسه صلى الله عليه وسلم بهذا الدعاء" اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك"أن يجعل بينك وبين المعصية حاجزا " ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ماتهون به علينا مصائب الدنيا " اكثروا من هذا الدعاء، انظروا النبي وهو راكع في مناجاته وشعوره بالقهار" خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي " إنه احساس رائع أن تشعر أنك مقهور طائع لله –تبارك وتعالى بالقهر الجميل أن تتلذذ بهذا الشعور كباقي مخلوقات الكون أتستشعر مثل ذلك أنك ضعيف بين يدي القهار قوي بالقهار؛ لأنك أغلى مخلوقاته.
السيدة عائشة تقول تحسست النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فلم أجده في فراشه حتى تحسست باطن قدمه فوجدته ساجدا يقول:" أعوذ بمعافاتك من عقوبتك وأعوذ برضاك من سخطك لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك " إنه النبي صلى الله عليه وسلم من يقول ذلك! النبي يوم كسوف الشمس يقولون رأينا النبي صلى الله عليه وسلم يدخل ويخرج يخشى صلى الله عليه وسلم على أمته أن يكونوا فعلوا ما يغضب الله فصلى طويلا ودعا وسجد ثم قال : "يارب لم تعدني ذلك وأنا فيهم ولم تعدني ذلك وهم يستغفرون "
يقول النبي صلى الله عليهو وسلم :" لا يلج النار من بكى من خشية الله حتى يعود اللبن الضرع " هل هذا تبشير أم تخويف ؟ تبشير بالخشية لأنك استشعرت اسم الله القهار، ثم يتعدى ذلك لأن تخشى الله في معاملاتك مع الناس، انظر إلى عمر بن عبد العزيز يقول لغلامه إذا رأيتيني أضيع حق من حقوق الله أو أظلم أحد من الناس فخذني من ملابسي واجذبني وقل لي يا عمر أما تخشى الله ؟!،انظر إلى الخشية مع عمر بن الخطاب وهذه الحادثة مؤثرة جدا يوم فتح القدس الناس في فرح وهو يذهب إلى الله بالخشية كيف جاء هذا الإحساس إلى قلبه في هذه اللحظة؟! فقال : أين أبو عبيدة بن الجراح فجاء فيعانقه و يبكي وقال له : ماذا سنقول لربنا إذا قال لنا يوم القيامة ماذا فعلتم بعد رسول الله؟ فقال له : أبو عبيدة يا أمير المؤمنين لا تبكي أمام الناس وتعالى نبكي في مكان وحدنا، وظلا يتباكيا من خشية الله والناس في أفراحهم.
ذات مرة أخطأ رجلا فَهََم عمر بن الخطاب ليضربه بالدرة فقال الرجل : خوفتك بالله ، فتراجع عمر قائلا : خوفتني بعظيم ، وعند وفاة عمر يقول ليتني كنت شعره في صدر أبوبكر ليتني خرجت منها كفافا لا لي ولا علي، ويلي وويل امي إن لم يرحمني ربي يوم القيامة.
يأ أغنياء جاء رجل فقير إلى عمر بن الخطاب يقول له: يا عمر الخير جزيت الجنة اكسوا بناتي وأمهن أقسم بالله لتفعلن فقال له – يختبره- : وإذا لم أفعل يكون ماذا ؟ قال: إذا أبا حفص لأمضين، قال : وإذا مضيت يكون ماذا ؟ قال : والله عنهن لتسألن يوم تساق إما إلى نار وإما إالى جنة، فجرى عمر إلى بيته ولم يجد ما يعطيه إلا عباءة فقال له : خذ هذه يوم تكون الأعطيات منا لعلي أساق لا إلى نار بل إلى جنة ".
أتعرف أن تخشع هكذا تخشع فتترك المعاصي ثم تخشع فتبكي من خشية الله ثم ترتقي فتخشع في معاملاتك مع الناس؟!، ويبقى معنى خطير وهو قهر اللسان عند الموت فلا تستطيع النطق بالشهادتين ويكون عليه أمثال الجبال مع أن الشهادة أسهل كلمة ينطقها اللسان في الدنيا ولكن عند الموت يقهر بالمعصية وندري قصة الرجل الذي لم يستطع النطق بالشهادتين عند موته و إذا حدثه أصحابه في مواضيع أخرى تحدث فذهبوا للنبي صلى الله عليه وسلم فعلم أن أمه عليه غضبى وذهب إليها إلى آخر القصة حتى إذا رضيت الأم نطق بالشهادة , وانظر إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: " كيف أنعم وصاحب القرن –الملك الموكل بنفخ الصور- قد التقم القرن وأحنى الجبهة وأصغى الأذن فينتظر حتى يؤذن بالنفخ فينفخ "(( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ ...))(الزمر:68)، وينادي الله تبارك وتعالى من بقي يا ملك الموت، فيقول : لم يبق إلا عبدك جبريل وعبدك ميكائيل وعبدك ملك الموت، يا ملك الموت: اقبض روح ميكائيل، فيقبض روحه وينادي الله تبارك وتعالى: من بقي يا ملك الموت، فيقول: لم يبق إلا عبدك جبريل وعبدك ملك الموت يا ملك الموت: اقبض روح جبريل، ينادي الله تبارك وتعالى من بقي يا ملك الموت، فيقول: لم يبق إلا عبدك ملك الموت، يا ملك الموت: اقبض روحك، وينادي الله - تبارك وتعالى- (( لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ)) فلا يجيب أحد لأنه لا أحد فيرد الله- تبارك وتعالى- (( لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ)) (غافر:16).
هنا يأتي اسم الله القهار في الدنيا والآخرة فالبداية كانت نفخة في آدم وفي النهاية نفخة في الصور، ثم يقهرك فتمشي على الصراط ثم يقهر الصراط فيظلم بعد وقفة يوم القيامة ثم يقهر البشر فيمشوا على الصراط ثم يقهر الصراط فيظلم ثم يقهره فينيره للمؤمنين ((يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جنات )) (الحديد:12) أن النبي صلى الله عليه وسلم – صعد على المنبر يوما وقال " وما قدروا الله حق قدره ،ثم قال يمجد الله نفسه ويقول أنا الملك ,أنا العزيز , أنا القهار"، يقول عبد الله بن عمر: فرأيت المنبر يرتجف بالرسول صلى الله عليه وسلم حتى تحركت خشية أن يسقط صلى الله عليه وسلم ، المنبر خشع أفلن تخشع أنت ؟!
كيف نحيا باسم الله القهار:
1.الخشية والاستسلام لله – عز وجل وأن تدعو الله بالثبات بعد رمضان فقد قهر رمضان بأن جعل القوب تهفو إليه، والقلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء لذا كان يدعو عليه الصلاة والسلام :" يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك" .
2.إياك وأن تقهر إنسان خاصة الضعفاء والأيتام ((فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ)) (الضحى:9)
3.اقهر شيطانك بطاعتك لله .
.................................................
Amrkhaled.net© جميع حقوق النشر محفوظة
يمكن نشر ونسخ هذه المقالة بلا أي قيود إذا كانت للاستخدام الشخصي وطالما تم ذكر المصدر الأصلي لها أما في حالة أي أغراض أخري فيجب أن يتم الحصول على موافقة كتابية مسبقة من إدارة الموقع