الــخـــيرو مــــتر
--------------------------------------------------------------------------------
لإن كان لكل شيء جهاز يقاس به فالحرارة لها مقياسها والمسافة لها مقياسها والأوزان والزلازل وغيرها فلماذا لا يكون هناك جهاز يقيس ارتفاع الإيمان وانخفاضه؟
من هنا فكرت ملياً في اختراع جهاز بقيس هذا الشأن واستطعت أخيراً اكتشاف جهاز يقيس ارتفاع الإيمان من انخفاضه، ولقد جرّبته فوجدته صحيحاً ودقيقاً، وكذلك جرّبه كثيرون غيري فكان نعم المقياس ولذلك أسميت هذه المقياس بـ "الخيرومتر".
ولأكن صادقاً معكم فهذا الجهاز قد سبقني إلى استعماله كثيرون وقد أدركوا قيمته، وأنتم أيضاً قد استعملتموه ولكن ربما لم تفطنوا له كوحدة لقياس المنسوب الإيماني، والجميل في هذا الجهاز أنه لا يتأثر بالمناخ حراً وبرداً، وبالأشخاص شكلاً وسناً ولغةً، ويستطيع اقتنائه الغني والفقير كلٌ سواء، وليس في حاجة إلى إبعاده عن متناول الأطفال فليس ثمة خطر في استخدام هذا الجهاز.
أعرف أني قد أطلت عليكم في وصف جهاز "الخيرومتر"، وأنكم متشوّقون لمعرفة كنه هذا الجهاز، وأعتقد أنه يمكنكم أن تتعرفوا عليه بعد أن أدركتم مميزاته.
أخي الحبيب كم مرة رأيت رجلاً ساجداً باكياً، وبعبارة أدق كم مرّة بكيت أنت ساجداً، فهل سجداتنا تتّسم بالطول والحرارة الإيمانية...
إن العلاقة بين طول السجدة وحرارة الإيمان ليست علاقة طردية فليس كل مطوّل في السجود خاشع، ولكن الخاشع يطيل السجود.
ألا ما أجمل اقتراب الأحباب، ففي وضع السجود تكون قريباً من مولاك، وإذا كنت قريباً منه وقت السحر الذي يكون فيه المولى قريباً من عبده فتقترب ويقترب وتحصل المناجاة ويحصل الأنس وتسمو الروح حتى تتكثّف فتهطل أمطار العين بالدموع.
ما أجمل العبد وهو في السجود في المقام الأدنى وينادي سبحان ربي الأعلى.
السجود يا أحباب وما أدراكم ما السجود !!!
تعجز الكلمات في وصف جماله وفضله والآثار المتعلّقة به .
جرّب أخي وأختي جهاز (الخير متر) وأنت الحكم
م
ن
ق
و
ل