عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2006-10-15, 8:17 AM
صانعة في الحياة
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية صانعة في الحياة
رقم العضوية : 2573
تاريخ التسجيل : 19 - 11 - 2004
عدد المشاركات : 5,168

غير متواجد
 
افتراضي
ما الأشياء التي سترها الله في الدنيا ولماذا ؟
كم من السنين عصيت الله وسترك؟ إن الله الغفور لا يستر الذنوب فقط في الدنيا ولكنه يستر أشياء كثيرة لأن في سترها الخير. فقد ستر ليلة القدر ليعمل العباد ويجتهدوا في العبادة في العشر الأواخر من رمضان. ستر ساعة الإجابة يوم الجمعة لتدعوه اليوم كله. ستر أولياؤه الصالحين لتعظم حرمات كل المسلمين وتحترم كل المسلمين. ستر اسم الله الأعظم لتدعوه بأسمائه الحسنى كلها. ستر الأفكار فلا أحد يعرف ما يفكر فيه غيره. ستر أسماع الناس فجعلها محدودة. ستر الأعين لتكون رؤيتها محدودة، فلا نرى الفيروسات والميكروبات. ستر ساعة الموت لتستعد لها طيلة عمرك.
فمن يستر كل هذا في الدنيا يسترك أيضا يوم القيامة. هناك من الناس من يسقط لحم وجوههم يوم القيامة خجلاً من قبائح فعلوها، فيقول الله تعالى للعبد يوم القيامة (عبدي أتذكر ذنب كذا؟ سترتها عليك في الدنيا وها أنا أسترها لك اليوم فاذهب وادخل الجنة) فإن الله سبحانه وتعالى يغفر لعباده مرة تلو الأخرى ولا يفضحهم، فلنستغفره ونرجع إليه ليسترنا في الآخرة كما أنه يسترنا في الدنيا

من لا يغفر الله له:
يقول النبي صلى الله عليه وسلم (كل أمتي معافى - يغفر له إن شاء الله - إلا المجاهرون، قالوا: كيف يا رسول الله؟ فقال: يبيت الرجل فيعمل عملاً بالليل – معصية - فيصبح وقد سترهُ الله فيخبر الرجل يقول فعلت كذا وكذا، يكشف ستر الله عليه ).
ولأن الله يحب الستر فقد جعل شرط إقامة حد الزنا وجود أربعة شهداء، فمعنى وجود أربعة شهداء أنه كان على الملأ فيكون في ذلك فساد للمجتمع. وأما عدم وجود أربعة شهداء ولو حتى كانوا ثلاثة لا يجيز إقامة الحد.. لماذا؟ لأنه سبحانه وتعالى يُحب الستر
مر سيدنا عمر بن الخطاب ذات يوم بطريق فرأى رجل وامرأة يزنيان فقال أيها الناس رأيت بعيني وسمعت بأذني فقال له سيدنا علي بن أبي طالب: يا أمير المؤمنين، أمعك أربعة شهداء..؟ فقال: لا، فقال له علي بن أبي طالب: إن نطقت باسميهما جلدناك ثمانين جلدة، قال: يا علي رأيت بعيني وسمعت بأذني، فقال علي: حد في ظهرك إن نطقت باسميهما.
ولذلك فلا يجب على أحد أن يشيع الفاحشة ولا أن ينشر أخباراً عن الناس بغرض تشويههم.. لأن الأصل هو ستر المؤمنين وستر المجتمع ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) النساء الآية 19. فـ يا من زنا وسُتر.. استغفروا الله يغفر لكم لأنه يُحب الستر. قال رسول الله ( إن الله حيي ستير يحب الستر فإذا اغتسل أحدكم فليستتر ). يقول النبي (صنفان من أمتي لا يجدون رائحة الجنة - أي يتأخر دخولهم الجنة - وإن رائحة الجنة لتُشم من مسيرة خمسمائة عام.. منهم نساء كاسيات عاريات). لأن الله غفّارو يحب الستر، والكاسية العارية تكون بعيدة جداً عن اسم الله الغفّار.

كيف نتعامل مع الغفّار؟
اكثِر من حسناتك واعمل حسنات تُحسب لك في ميزانك كبيرة كأن تخدم الإسلام والمسلمين. انظر إلى قصة الصحابي حاطب بن أبي بلتعه. هذا الصحابي شهد بدر وحين كان في المدينة أرسل لقريش يخبرهم بأن يستعدوا لقدوم رسول الله لقتالهم، - ليؤَمن أهله فقط وليس لأنه منافق - فنزل سيدنا جبريل وأخبر النبي بذلك، فحين علم الصحابة بذلك قال سيدنا عمر بن الخطاب لرسول الله أن يأذن له بقطع رأسه، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى غير ذلك وقال لعمر ( لعل الله اطّلع إلى أهل بدر فقال افعلوا ما شئتم فإني قد غفرت لكم)، فبكى عمر تأثراً لأن الله واسع المغفرة.
من وسائل الإكثار من الحسنات شهر رمضان الكريم، فلنحاول أن نُكثر من رصيد حسناتنا خلال شهر رمضان لتشفع لنا. يقال أن حسنات المسيء تشفع له. (من صام يوما لله جعل الله بينه وبين النار مسيرة سبعين خريفاً ) فما بالك بصيام ثلاثون يوماً؟ فلنصم ونقرأ القرآن ونحاول بقدر ما نستطيع الإكثار من حسناتنا.
يقول ابن تيميه أن سيدنا موسى قتل، وجر بلحية أخيه، وألقى الألواح، فكل هذه ذنوب غفرها الله له بأن وقف أمام فرعون في سبيل الله. أما سيدنا يونس فلم يكن له رصيد كبير من الحسنات، فلما أذنب ألقاه الله في بطن الحوت.. ولكن ما أخرجه هو أنه كان من المسبحين ( فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ المُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) الصافات الآية 143، 144.
حين جهز سيدنا عثمان بن عفان جيش المسلمين بماله، قال له النبي صلى الله عليه وسلم ( ما ضر عثمان ما فعل بعد ذلك).
إذا أردت الستر فاعمل شيء كبير والأمثلة على ذلك كثيرة، كتربية الولد، عمل ملجأ للأيتام، عبادة طويلة، عمل شيئاً من أجل الإسلام.

كيف نحيا باسم الله الغفور والغفّار؟
1- أكثر من الحسنات.
2- أكثر من الاستغفار.
3- استر الناس. يقول النبي صلى الله عليه وسلم (من ستر مسلما في الدنيا ستره الله في الدنيا والآخرة). ويقول صلى الله عليه وسلم (لا تؤذوا عباد الله ولا تعيروهم ولا تطلبوا عوراتهم، فإنه من طلب عورة أخيه المسلم طلب الله عورته حتى يفضحه في بيته) رواه أحمد. ( جاء أحد الأشخاص للرسول صلى الله عليه وسلم وقال له رأيت فلانا يزني، فقال له النبي هلا سترته ولو بثوبك؟ ) وستر الناس يكون بطرق كثيرة.. بإطعام أحد أو بستر عيوب الناس وأخطائهم وعدم إشاعتها.
الستر مطلوب لكي لا تشيع الفاحشة في المجتمع فتسهل الرذيلة والمعصية بين الناس، فمن إعمار الأرض الستر لتبقى الأرض نظيفة، فلذلك كان اسم الله الغفور والغفّار.

.................................................. ...

Amrkhaled.net© جميع حقوق النشر محفوظة
يمكن نشر ونسخ هذه المقالة بلا أي قيود إذا كانت للاستخدام الشخصي وطالما تم ذكر المصدر الأصلي لها أما في حالة أي أغراض أخري فيجب أن يتم الحصول على موافقة كتابية مسبقة من إدارة الموقع


توقيع صانعة في الحياة




{..اللهم اغفر لوالدي وارحمه رحمة واسعه
واسكنه فسيح جناتك..}

دعواتكم