ولا يكن شكرنا فقط على الطعام والشراب .. بل كل النعم وما اكثرها واجلها ..
/
"
"
/
اعود واؤكد على مسألة ان نحمد الله من قلب صادق .. لماذا
التسخط والجزع والحزن وقد اعطانا الله نعم كثيرة .. واعظمها ان هدانا ودلنا على الخير بهذه الدعاء "الحمــــــــــدلله "
من الان اقول لكم مبارك لكل عاطل عن العمل ستجد الوظيفة المناسبة ولكل المتاخرين والمتأخرات عن الزواج بإذن الله تعالى ستتزوجون وتسعدون .. ولكل محروم من الذرية سيأتيكم الولد بحول الله وتكون ذرية صالحة .. ولكل فقير سيغنيك الله ويوسع عليك .. ولكل مريض سيشفيك الله .... الخ
بـ 3 شروط :
1- ان تلزموا هذا الدعاء " الحمـــــــــد لله " باي صيغة كانت .. وقد ذكرت بعضها في موضوعي ..
2- ان تكونوا موقنين بفضل الله وزيادته لكم من النعم ، وكيف لا توقنوا والله تعالى وعــــــــد " لئن شكرتم لأزيدنكم " " ومن أصدق من الله حديثا " .
واعلموا ان الله يجزي الشاكر في الدنيا والاخرة ، اي له ثمرات معجلة ومؤجرة .. بخلاف الدعاء والاستغفار فإن له احدى ثلاث : 1- ان يستجيب له . 2- ان يرد بها عنه سوءا 3- يدخرها له يوم القيامة .
3- المحافظة على الطاعات والابتعاد عن المعاصي لأن المعاصي ضد الحمد والشكر .
وضع نصب عينك هاتين الآيتين - خصوصا اذا شعرت باليأس - :
قال تعالى : " مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً (147) النساء
وقال جل في علاه " وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ "(7) إبراهيم .
فهالتين الايتين تعطينا قاعدتين مهمتين :
الأولى : تؤكد ان الله لا يعذب شاكرا مؤمنا .. ولا يمكن ان يكون الكافر شاكرا .. ولكن المؤمن يقصر في الشكر .. وهذا حالنا جميعا ... فلو جلس الواحد عمره كله يشكر الله ما ادى الله حقه ... فكيف ونحن اصلا لا نشكره عز وجل ولا نحمده الا نادرا ...
ولاحظ في الآية ان الله جمع بين " الشكر والإيمان " والايمان ضده الشرك
فيجب عليك ان تتعالم التوحيد وتعرف انواع الشرك لتتجنبيها فما اكثر ما يقع فيها الناس:
1- شرك اكبر.
2- شرك اصغر .
3- شرك خفي .
وهناك :
1- كفر أكبر
2- كفر أصغر
- ومن اشهر انواع الشرك الاصغر ان تعمل الاعمال الصالحة لاجل ثمرات الدنيا وليس لك ارادة للاخرة ..
لا ضير - لا مشكلة - ان تستغفر لكي يرزقك الله الذرية او الزوج.. ولكن لابد ان تكون نيتك في الاساس ان يغفر الله لك ويأجرك في الاخرة ..
لكن المصيبة مثلا من تقرأ القرآن بنية دنيوية تقرأ سورة البقرة أو يس أو غيرها لأجل الزواج او الحمل ... هذا حرام وشرك اصغر .. هناك من ستقول خلاص اجل بتركه ؟ نقول لها ايضا حرام ان تهجري القرآن .. اقرأيه للثواب .. فالاخرة اهم وخير وابقى ..
لكن لو قرأت للاجر والاستشفاء من مرض او عين او سحر او مس جاز ذلك ولها الاجر ..
وسبق ان وضحت هذا في موضوعي :
هل الاستغفار والصدقة وقراءة القرآن بنية دنيوية فقط ليس معها نية للاخرة حرام وشرك ؟ هذا القول الفصل
الاية الثانية : أكدت واعطتنا قاعدة مهمة أن من اراد الزيادة في النعمة فعليه بالشكر وحمد الله ..
وهذا لا يقتصر فقط على أمور الدنيا .. بل إن امور الدين أولى بذلك .. فمثلا :
لو أنك دعوت الله ان يزيد ايمانك ويخشع قلبك فوصلت لهذه المرحلة اصبحت رقيق القلب تتأثر عندما تسمع آيات الله تتلى وتدمع لها عينك ويقشعر بدنك ... وتجد لذة ايمانية عجيبة ... لا تكتفي عند هذا الحد ، بل عليك بشكر الله وحمده حتى يحفظ الله لك هذه النعمة ويزيدك من فضله اكثر فأكثر .. إلى أن تصل الى الفردوس الاعلى من الجنة .
كذلك العلم اذا تعلمت مسألة شرعية في دينك " مثل مسألتنا هذه " .. فاحمد الله على ذلك حمدا عظيما كثيرا ... فستجد ان الله يهبك علما حتى ربما صرت من الراسخين في العلم ... الا تتمنى هذه المنزلة ؟ لا تقل انا وين وين العلم ... صدقني انك اذا حمدت الله عز وجل سيعطيك اكثر واكثر ...
وهذا من واقع تجربتي ..
كذلك في أمور الدنيا - وهذه للاسف اهم حاجة عند البعض - ولكني بدأت حديثي عن الاخرة لانها " خير وابقى "
اشكر الله على جميع النعم الدنيوية ليحفظها الله لك ويزيدك منها .. ويرضى الله عليك ..
واجمل مافي هذه العبادة أن تحمد الله وتشكره ليس من اجل ان يعطيك ولكن لانه اهل لذلك .. فتلذذ بهذه العبادة وانت تردد " الحمد لله رب العالمين " ..
لا تفتر قلها مائة مئتين .. لا يهم العدد المهم ان تكثر منها وتقولها من قلبك وبلسانك بصدق ..
ان شاء الله تعالى كلما وقعت على قصة لمن غير حياتهم الحمد والشكر لله اضفتها لكم هنا .. واتمنى ان تتحفونا بقصصكم التي نترقبها