بسم الله الرحمن الرحيم
كفاكم الكلام في الناس .. لقد اغتبتوهم ، و لقد استهزئتم بفلان .. فقالوا : " استغفر الله و أتوب إليه " .. ثم ما لبثوا أن رجعوا لغيبة فلان و غيره ..
( اذكروا الله ) .. فقالوا : " استغفر الله ، لا إله إلا الله " .. ثم رجعوا للحديث .. !!!!!
فأيّ استغفار هذا ؟ و أيّ تـوبــة هذه ؟
الله لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصاً لوجهه الكريم ، و موافقاً لما جاء به نبيه صلى الله عليه وسلم ..
فإن أدركت هذا ، فلا تستغفر إلا و قلبك حاضر ، واعياً ما تقول ، ثم اعزم على عدم الرجوع للذنب .. فهذه توبة نصوح ..
أما أن تستغفر ، ثم تعود للذنب ، فليس هذا هو المقصد من الاستغفار ..
ثم إن الـمــؤمــن يزلّ و يخطأ ، ثم يستغفر و لا يعود له ، و ليس يستغفر ثم يكرر و يعيد الخطأ !! بل لابدّ من تصديق ذلك بالعمل الصالح ، و الاستغفار ، و الندم ، و العزم على عدم الرجوع ..
قال تعالى ( إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بـجــهـــالــة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليماً حكيماً ) سورة النساء 17
فانظر و تدبّـر ما ورد في الآية .. ( بجهالة ) و ( من قريب ) ..
فـعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: { إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة } قال: من عمل السوء فهو جاهل، من جهالته عمل السوء .
ومعنى قوله تعالى: { من قريب } أن يبادر المذنب والعاصي إلى التوبة بعد فعل المعصية، من غير أن يتمادى في غيه ومعصيته؛ وهو بمعنى قوله صلى الله عليه وسلم: ( وأتبع السيئة الحسنة تمحها ) رواه الترمذي .
فهل استغفارك و توبتك كذلك ؟ ..
فاسـتـغــفــروا الله .. و اتـّـقــوه .. و مـا الله بـغـــافــل عـمـا تـعـمـلـون
.