نظركَ فيك يكفيك ..!
- - - - - - - - - -
هلا عطفتَ نظركَ إلى ذات نفسك ،
لتتعجب من زخمِ الآيات المبهرة في كيانك .!
صورة حسنة ، وشكل بديع ، وتنسيق عجيب ، وتقدير دقيق ،
وعجائب وغرائب تبهر القلب ، وتدير العقل ،
وموافقات معقدة كثيرة متداخلة فيك وفيما حولك ،
بقدرٍ أدق من ميزان الذهب ، لتصلح لك الحياة ،
فتنعم بها ، وتعربد فيها ..!!
ثم تلتفت كرة أخرى ، فترى أنك لا تملك من هذا كله شيئاً ألبته ..!
لا يوجد عظم أنت زرعته ، ولا عصب أنت وضعته ،
ولا حتى شعرة أنت غرستها في مكانها !!
ناهيك عن كل تلك الدقائق المبثوثة في أرجاء وزوايا كيانك كله ..!
ناهيك عن حكمة كل خلية ، وكل ذرة ،
وقيامها بعملها بشكل تلقائي عجيب ، على أروع وأبدع ما يكون.. !
وأنت أشبه ما تكون بتنابلة السلطان ..!!
لو أنك نجحتَ في إدارة فكرك في هذه الدائرة ،
لأيقنت أنك معجزة تمشي على رجلين ،
تهتف فيك كل خلية ، بلسان الحال ،
يسمعها من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ،
تقول : ربي ورب كل شيء الله لا إله إلا هو ، ولا شريك معه ،
ولا إله غيره ، لا أرضى به بدلاً ، ولا أبغي عنه عوضاً ..
وهو هتاف لا ينقطع ، طالما فيك نفسك يتردد ،
ولكن أكثر الناس لا يعلمون ..!
ابو عبد الرحمن