عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2011-01-20, 6:27 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,493

غير متواجد
 
افتراضي
يغلق أحمد الهاتف وقد هانت عليه مصيبته عند مصيبة غيره فقد تمكن من المذاكرة وإنهاء المنهج ... فسولت له نفسه بالاتصال على الدافور خالد ليستعرض عليه عضلات مخه ... ويخبره أنه تمكن من المذاكرة وإنهاء المنهج ... وعندما تبادل الحديث مع الدافور بادره الدافور بسؤال عن المنهج في جزئية يعجز عنها أنشتاين نفسه فيتلعثم أحمد في الإجابة ثم يسأله عن معلومة أخرى فيخطئ كذلك ثم يسأله عن إحدى القوانين فيقول نعم أتذكر أنه مر عليّ ثم يسأله مجموعة من الأسئلة التي تثبت وتؤكد وتقطع بأنه لم يمسك من المذاكرة بشيء .... ثم يختمها الدافور بمقولته الجميلة ...( ترى الأستاذ يريد الإجابة بالنص )
فيغلق أحمد السماعة وينغلق معها كل باب يؤدي إلى التفاؤل بالمستقبل
( تعليق )
إن الانتهاء من قراءة الكتاب لا يعني استيعابه وفهمه لذا من الجيد أن تقرأ الفهارس أولاً ثم تقرأ محتويات كل باب أو وحده ثم تبدأ بقراءة إجمالية سريعة ( لا تستخدم فيها القلم للتحديد أو التأشير ) و تركز فيها على المفاهيم العامة ثم بعدما تنتهي من القراءة السريعة تبدأ بقراءة كل باب بتفصيل
وأنصحك أن تقرأ أسئلة كل درس قبل قراءة الدرس لأن العقل سيجتهد وقت القراءة في البحث عن الإجابة وهذا محور مهم في عملية التعلم والفهم
وفي هذه المرحلة يمكن لك استخدام الأقلام لتحديد المهم من القواعد والتعريفات والأمثلة (اجعل لكل نوع من المعلومات لون محدد ويفضل تجنب قلم الرصاص لأنه سالب للطاقة ) فإذا انتهيت من الباب حاول تلخيصه بذكر أهم ما ورد فيه ثم أجب عن الأسئلة آخر الباب وافعل ذلك مع كل باب
فإذا انتهيت راجع مراجعة أخيرة ولكن ليس للكتاب كله بل لما حددته ولخصته وعندها ستشعر بالتمكن والسيطرة على المعلومات وعندما يشعر العقل بالسيطرة فإنه سيمنحك الثقة بما تعلمته وفهمته وحفظته بعد عون الله وتسديده

فتعود له حالة التوتر ويقضي بقية ليله في المراجعة والتخطيط على المهم وتصفيط الأوراق التي تحتاج إلى مراجعة حتى ينهك التوتر جسده ويغلب النوم عينه فلا يصحو إلا على نداء والده لصلاة الفجر ....
( تعليق )
إن النوم هو الوقت الذي يستطيع العقل فيه تنظيم وترتيب المعلومات ليسهل على الإنسان استدعاءها وبدون النوم الكافي لا يمكن للعقل أن يسعفك بشكل فعال
ومن الجيد بعد الاستيقاظ من النوم أن تراجع مراجعة سريعة لأهم ما حددته ولخصته

يصلي الفجر ثم ينطلق إلى قاعة الامتحان فيقف عندها يراجع ويقرأ ويتحرك وكأنه أمام غرفة العناية المركزة حتى يسحبه المعلم من يديه والمراقب من رجليه ويقذفون به داخل القاعة وقد شحب وجهه من السهر وابيضت شفته من القلق ونسي قلمه من التشتت ....
( تعليق )
إن التوتر عدو التذكر إن التوتر عدو التعلم .... تذكر ذلك جيداً
لذا لا داعي للمراجعة قبيل الامتحان عند باب القاعة فهذا يزيدك توترا وخاصة عندما تقع عينك على معلومات لم تتمكن منها ... ولن أصف لك مشهد الكثير من المتوترين من حولك الذين إن بقيت بينهم أصابتك العدوى معهم

يفتح الورقة ويبدأ بترك الأسئلة السهلة وحل الأسئلة الصعبة ..... ليشعر بالإحباط لأنه لا يعرف الحل ثم يبدأ بالتفكير والنظر والالتفاتات المستغيثة حتى يقارب الوقت على الانتهاء فلا الصعب تيسر له ولا السهل أجاب عليه ....
( تعليق )
ألا بذكر الله تطمئن القلوب ... أبدأ بطلب العون من الله وقل ( يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث فأصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين )
واقرأ ما تحفظ من الآيات والأذكار وتذكر أن كل أمر سيحدث لك هو خير لك فأحسن الظن بربك وثق به فلن يخذلك سبحانه وتعالى
ثم ابدأ بقراءة الأسئلة كلها فإن قفزت إجابة إلى ذهنك فلا تتركها وتقول سأعود لها في دورها لأنها قد تذوب بنار التوتر والرهبة لذا اكتبها جانباً في مسودة وأكمل القراءة
ثم بعد ذلك ابدأ بالأسئلة التي تعرف إجابتها لأن ذلك سيحفزك لبذل المزيد من التقدم والإنجاز وسيشعرك بالهدوء أكثر .... وتذكر التوتر عدو التعلم والتوتر عدو التذكر

ولو أردنا الدخول إلى عقل أحمد فسنجده يخاطب نفسه قائلاً :
آه والله كانت على لساني .. أأه والله إني حاس إنه بيجيبها ... أوه الناس كلهم يكتبون وأنا أحس إني ما عرفت ... أوووه الطلاب طلعوا بدري .....طز أهم شيء العافية .... أووه خالد الدافور ما رفع راسه واللي قاهرني إنه يتفنن في الإجابة بالألوان ... أووه مواعد الشباب على الفطور ... أوووه عندي لجنة ثانية لازم اطلع بدري أذاكر المادة الثانية .....
( تعليق )
عندما لا تسعفك ذاكرتك فعليك بذكر الله عز وجل وهذا جلي في الآيات التي وردت في النسيان حيث كانت مقرونة بالشيطان وآمرة بذكر الرحمن ( وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ )
( فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ )
ومما يعينك ويساعدك على الحفظ والتذكر استخدام الخارطة الذهنية وأنصحك بها لاستفادة الكثيرين منها
ومن الأخطاء التي يقع فيها البعض أن ينشغلوا بمن حولهم مما يشتت تركيزهم ويرفع توترهم لذا حاول التركيز على استذكار ما لم تتأكد منه وما لم تجب عليه ولا تكثر المراجعة والتشكيك في إجاباتك
ومن الأساليب التي تزيل عنك التوتر ليسهل عليك التذكر أسلوب التنفس العميق وذكر الله عز وجل وحسن الظن به واستشعار معيته سبحانه والرضا بقضائه وقدره

فيقرر أحمد القيام فيرفع يده ويسلم للمراقب ورقته ثم يغادر القاعة .. والظريف أنه تذكر الكثير من المعلومات بعد أن سلّم ورقته

هذه قصة أحمد وربما قصة الكثيرين من حولنا ممن تحولت الامتحانات بالنسبة لهم إلى شبحٍ يطل عليهم من نافذة المستقبل ليس بسبب عجزهم بل بسبب ضعف استعدادهم
ولعلي أقدم شرحاً ميسراً لعمل الذاكرة والتي هي مرتكز التعلم وهي مما يشكو منه الكثير من الناس

إن عملية الحفظ تمر بثلاث مراحل
مرحلة الاستقبال ومرحلة التخزين ومرحلة الاسترجاع فإذا كان هناك خلل في المرحلة الأولى أو الثانية تعذر على الإنسان الاسترجاع

فمرحلة الاستقبال قد يضعفها وجود الضجيج من حولك أو عدم الانتباه لما تقرأ أو ربما أنك تستخدم حاسة واحدة في التعلم كأن تعتمد مثلا على النظر دون رفع الصوت وعدم استعمال اليد للتحديد أوالعقل للتلخيص ( كلما زاد عدد الحواس التي تستخدمها زادت نسبة التذكر )

مرحلة التخزين : قد تستقبل المعلومة بشكل جيد ولكنك لا تخزنها بالطريقة المناسبة فتبقى في الذاكرة القصيرة وسرعان ما تتلاشى و تنسى

لذا من الجيد تخزين المعلومة بشكل يبقيها في الذاكرة الطويلة وذلك من خلال تكرير المعلومة ومن خلال وضعها على هيئة لحن أو أنشودة ( كان القدماء يستخدمون النظم لحفظ العلوم ) ومن خلال تخيلها وتحويلها إلى صور أو رسمها في خارطة ذهنية وغير ذلك من وسائل الحفظ المتعددة
فإن نجحت في المرحلة الأولى والثانية كانت قدرتك على الاسترجاع أيسر وأسرع
وعلى هذا نقول أن وجود الضجيج من حولك والتلفاز أمامك والجوال بيدك أمور تشوش الفكر وتمنع التركيز وتشتت الانتباه بل حتى وجود فكرة معلقة في ذهنك قد تشوش عليك أجواء الاستذكار

وإليك مثال توضيحي : أنت تذاكر وفجأة تتذكر ثيابك في المغسلة فهذه الفكرة ستعلق في ذهنك وتقفز لك من حين لآخر .. وأسلم حل في هذه الحالة أن تكتب هذه الفكرة وتحدد وقتاً لإنجازها أو التفكير فيها مثال : ثيابي في المغسلة .. سأحضرها بعد العشاء مباشرة
هذا التحديد يزيل عنك إلحاح الفكرة وتشويشها

وبالنسبة للاسترجاع واستدعاء المعلومات فأفضل ما يكون عند الهدوء والاسترخاء
لأن التوتر يجعل العقل يفكر بسرعة هائلة تجعلك غير قادرٍ على البحث والتنقيب عن المعلومة في ملفات عقلك

وتذكر أخي الطالب أختي الطالبة

أن الناس متباينون وقدراتهم مختلفة فما يسهل عليك قد يصعب على آخرين وما تحفظه في يوم قد أحفظه في ساعة .... فاحمد الله على نعمه وقل ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ) وتذكر ثم تذكر أن التقوى مفتاح التعلم والفهم وسبيل كل خير وفلاح ونجاح

يقول الله تعالى : (وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )

ثم تأمل كم من الجهد أبذل وتبذل لنيل بعض الدرجات في ورقة صغيرة ثم تأمل بعد ذلك مقدار الجهد الذي يجب أن أبذله أنا وتبذله أنت لنيل جنة عرضها السموات والأرض

مقال أردت به زرع المفاهيم الصحيحة ونزع القناعات السلبية وتوجيه الفكر ومواجهة الخلل
كتبته بأسلوب قصصي لأتمكن من إضفاء شيء من الواقعية عليه والدعابة فيه راجياً تشويق القارئ ونفع المتأمل وتنبيه الغافل أعتذر فيه عن الإطالة وعن استخدام مفردات لا ترتقي إلى ذوق مثلك ....

اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا واكتب لنا الخير حيث كان وارزقنا الرضا بما يكون والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم / ياسر الحزيمي


توقيع يمامة الوادي




هل جربت يوماً اصطياد فكرة رائعة !؟
لـتـصوغـهـا فـي داخـلـك
وتـشحـنهـا بنبض قـلـبـك
وتعـطرهـا بطيب بروحك
وتسقـيـهـا بمـاء عـرقـك
حتى تنضج وتصنع منك إنساناً مبدعاً ؟