الموضوع
:
تسبيح الكائنات ...وكل من على الكون يسبح ..
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : [
2
]
2011-01-19, 4:36 PM
ابو سعيد salim
رقم العضوية : 139266
تاريخ التسجيل : 16 - 1 - 2011
عدد المشاركات : 22
غير متواجد
القندس..مهندس السدود
كما تم عرض فيلم عن القندس حيث يعد هذا الحيوان مهندسا بارعا و بناءا ماهرا في الوقت نفسه حيث ينشئ عشه بمهارة فائقة كما ينشئ سدا منيعا لتهدئة سرعة المياه الجارية و حماية عشه منها .. في المرحلة الأولى يقوم بتجميع كم هائل من أغصان الأشجار و يقوم بقرض الأشجار بأسنانه الأمامية لقطعها ، و لقد أثبتت الأبحاث العلمية أنه يقوم بحسابات دقيقة عند عملية القطع و يفضل العمل على ضفة المياه التي تهب عليها الرياح حتى تساعده المياه في جلب تلك الأغصان باتجاه عشه .
وفي المرحلة الثانية يقوم بتجميع الأغصان فوق بعضها لتشكيل الهيكل الخارجي مستخدما أعواد صغيرة مع كمية من الطين حيث لا يترك فيه أي فجوة أو ثقب، أما المواد التي يستخدمها القندس في بناء عشه فهي تساعد على تماسكه من جهة والحفاظ على درجة الحرارة داخله من جهة أخرى، فبالرغم من انخفاض درجة الحرارة في الشتاء إلى 35 درجة تحت الصفر فإن الحرارة داخل العش تبقى فوق الصفر باستمرار، ويقوم القندس أيضاً بإنشاء مخزن للأغذية تحت العش يتغذى منه طيلة فصل الشتاء، وفي تلك الأثناء يقوم القندس بإنشاء قنوات تحتية على شكل شبكة، ويبلغ طول هذه القنوات مترين يستطيع بواسطتها أن يصل إلى اليابسة حيث توجد الأشجار التي يتغذى عليها.
والسدود التي يبنيها تتألف من النباتات والأحجار التي يركمها فوق بعضها بالطريقة نفسها التي يبني بها العش، ويبذل هذا الحيوان جهده في رص الأغصان على شكل مثلث طويل يربط بين ضفتي المياه إضافة إلى رتق الفجوات الموجودة في السد عبر ملئها بالمواد اللازمة، وكلّ هذا يحدث وهو يسبح ضد تيار الماء ويمتطي كومة عشه في الوقت نفسه، وعند حدوث أية فجوة أو خلل في بناء السد يقوم القندس باستخدام الطين أو أغصان الأشجار لملئه ثانية، وهكذا يتحول السد إلى نوع من الحوض العميق يستطيع من خلاله أن يجعل من عشه مخبأً كبيراً للأغذية التي تساعده على الحياة طيلة فصل الشتاء، ويستطيع القندس أن يوسع من المساحة المائية داخل العش لنقل أكبر كمية ممكنة من الغذاء والمواد اللازمة لبناء العش وترميمه حتى أن هذا الأسلوب يجعل العش في مأمن من الأعداء، وفي هذا يشبه عش القندس قلعة محاطة بخنادق الدفاع يصعب الهجوم عليها.
ويتميز عش القندس بتخطيط بارع إذ يحتوي على مدخلين سفليين تحت سطح الماء ومكان خاص أعلى من مستوى الماء للتغذية وفوقه يوجد مكان خاص للنوم إضافة إلى قناة خاصة للتهوية. وتصنع القنادس سدها قويا علي هيئة قوس مقعرا إلي الداخل وهكذا يتم إنشاء السدود الحديثة لتوليد الطاقة الكهربية.
إن سلوك هذا الحيوان يعد مثالا على العقلانية والتخطيط والحساب الدقيق في كل مرحلة من المراحل، ولكن لا يمكن أن نرجع هذه الصفات إلى القندس وحده بسبب افتقاده للعقل أو أي شيء يمت بصلة إلى العقل، إذن فما مصدر سلوك الحيوان هذا؟ لا بد من وجود إجابة عن هذا السؤال، وإذا كان هذا السلوك ليس من اكتساب القندس فما مصدر هذا السلوك؟
لا شك في أن مصدر سلوك القندس ما هو إلا من صنع الله القادر على كلّ شيء الذي لا حدّ لقدرته وعلمه فهو الذي يلهم هذه الكائنات الحية ويهديها سبلها فتبارك الله أحسن الخالقين.وهكذا فهذا هو حال الكائنات التي نظن أنها لا تعقل ولا تفكر كما يقول د. محسن، ولكنها تعقل وتفكر وتصلي، كما أنها تسجد وتسبح " ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء " الحج: 18
أوقات التسبيح
وهكذا يوضح الدكتور محسن أن التسبيح له حالات..كلمات...وأوقات، وسيقتصر الحديث هنا علي أوقات التسبيح فقط حيث يقول الله تعالي في كتابه العزيز { واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا }، وقال تعالى (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى ).
وقال أيضا ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن الليل فسبحه وأدبار السجود )، وقوله تعالى: {فَسُبْحَانَ الله حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُون} والمراد من هذه الآية الأمر بالتَّسبيح والتَّنزيه والحمد والصَّلاة له في جميع أوقات الليل والنهار، وقد أُمر المؤمن بالتَّسبيح في هذين الوقتين المتعاقبين، لأنهما آيتان حسِّيتان من آيات قدرة الله، وبإمكان المؤمن أن يشهدهما كلَّ يوم، فيستقبل نهاره بتنزيه الله عن جميع صفات النقص، ويصفه بجميع صفات الكمال، ويقرن تسبيحه هذا بالحمد والشكر على نعمائه سبحانه وتعالى، وكذلك يكون حاله عند إدبار النهار وإقبال الليل، وما الصلوات الخمس الَّتي يؤدِّيها المسلم في أوقات متعاقبة إلا بعض مظاهر التَّسبيح العملي لاشتمالها عليه وعلى الحمد أيضاً.
كما سخر الله الجبال لداود يسبحن معه بالعشي والإشراق {إنَّا سخَّرنا الجِبَال معه يُسبِّحنَ بالعَشيِّ والإشراق}،وسيدنا زكريا حين بشر بيحيي "فخرج علي قومه من المحراب فأوحي إليهم أن سبحوا بكرة و عشيا".
وعلي هذا يوضح الدكتور محسن عبد الحي أن الكائنات علي ثلاثة أوجه في موضوع التسبيح:
1- كائنات تسبح طوال الليل والنهار وهم الملائكة فهم يسبحون دائما دون توقف أو ملل ودون انقطاع.
2- كائنات تسبح في أوقات معينة .
3- كائنات تسبح في أوقات لا يعلمها إلا الله وهي كل الكائنات الأخرى عدا الإنس والجن والملائكة.
ويستشهد الدكتور محسن بآية "ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون" ( فصلت:37)
" فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون" فالملائكة تسبح طوال الليل والنهار دون سأم أو ملل ودون انقطاع، هذا هو حال الملائكة أما بالنسبة للإنسان فهو لا يستطيع أن يفعل شيئين في وقت واحد، موضحا أن الله سبحانه وتعالي يريد أن يعلم الإنسان أن يتقن العمل كما يتقن العبادة، فمن يعمل عليه أن يركز في العمل وكذلك من يسبح، ومن ثم فقد حدد الله سبحانه وتعالي أوقات للتسبيح لتنظيم ذلك.
وفي النهاية يؤكد الدكتور محسن علي أن الإنسان إذا سبح أصبح هناك تناغم وانسجام بينه وبين كل الكائنات ويدخل في إطار المسبحين، موضحا أن المرضي ومن يملك عضو مريض عليه أن يعرف أن هذا العضو المريض هو الآخر يسبح، فإذا سبح المريض سيحدث تقدم غريب في حالته لأنه سينسجم مع عضوه المريض مما يجعل هناك أبلغ أثر للدواء.
إن في تســبيح العوالم لله، وقيام جميـع الكائنـات به ـ ما عقل منهـا وما لا يعقل ـ تعليماً وإرشـاداً للإنسان بأن يعترف بفضل الله عليه، فيشكر نعماءه ويسبِّح بحمده، لئلا تكون تلك المخلوقات الَّتي فضَّله الله عليها أكثر ذكراً لله، وأفضل منه شكراً وعرفاناً بعظيم فضله عليها.
فقد علمنا أن كل الكائنات تسبح لله ولكننا لا ندرك ذلك ...فهل آن الآوان أن يستحي الإنسان حين يعلم أن كل شيء يسبح لله وهو ما زال في غفلته، ندعو الله أن نكون من المسبحين وليس من الغافلين.
اقتباس
ابو سعيد salim
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها ابو سعيد salim