(من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة )
مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْم )
: وَهُوَ عِلْم يَحْتَاج إِلَيْهِ السَّائِل فِي أَمْر دِينه
( فَكَتَمَهُ )
: بِعَدَمِ الْجَوَاب أَوْ بِمَنْعِ الْكِتَاب
( أَلْجَمَهُ اللَّه )
: أَيْ أَدْخَلَ اللَّه فِي فَمه لِجَامًا
( بِلِجَامٍ مِنْ نَار )
: مُكَافَأَة لَهُ حَيْثُ أَلْجَمَ نَفْسه بِالسُّكُوتِ .
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : الْمُمْسِك عَنْ الْكَلَام مُمَثَّل بِمَنْ أَلْجَمَ نَفْسَهُ , كَمَا يُقَال التَّقِيّ مُلَجَّم فَإِذَا أَلْجَمَ لِسَانه عَنْ قَوْل الْحَقّ وَالْإِخْبَار عَنْ الْعِلْم وَالْإِظْهَار بِهِ يُعَاقَب فِي الْآخِرَة بِلِجَامٍ مِنْ نَار وَخُرِّجَ هَذَا عَلَى مَعْنَى مُشَاكَلَةِ الْعُقُوبَةِ الذَّنْبَ . قَالَ وَهَذَا فِي الْعِلْم الَّذِي يَتَعَيَّن عَلَيْهِ فَرْضه كَمَنْ رَأَى كَافِرًا يُرِيد الْإِسْلَام يَقُول عَلِّمُونِي الْإِسْلَام , وَمَا الدِّين وَكَيْفَ أُصَلِّي , وَكَمَنَ جَاءَ مُسْتَفْتِيًا فِي حَلَال أَوْ حَرَام , فَإِنَّهُ يَلْزَم فِي مِثْل هَذَا أَنْ يَمْنَعُوا الْجَوَاب عَمَّا سُئِلُوا عَنْهُ وَيَتَرَتَّب عَلَيْهِ الْوَعِيد وَالْعُقُوبَة وَلَيْسَ الْأَمْر كَذَلِكَ فِي نَوَافِل الْعِلْم الَّذِي لَا ضَرُورَة لِلنَّاسِ إِلَى مَعْرِفَتهَا اِنْتَهَى . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ , وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حَسَن هَذَا آخِر كَلَامه