البئر تسدل أستارها .. وداعاً «أم كادي»
فهد الذيابي ــ أم الدوم


أسدلت البئر ستارها، لم تصل بها القسوة كي يبقى فيها جسد منيرة أكثر من 12 يوما، الأحبة كانوا في الانتظار، رجل الدفاع المدني يخرج من القاع، يعلن للمترقبين، وجدنا الزهرة، أين من رعاها وسقاها؟ والدها مطلوب في الحال.
يحضر الزارع للمكان، والدها يطالعها، يجدها هي بكل تفاصيلها، منيرة، لكنها زهرة بلاروح، فقط غطاؤها وكساؤها الثمين موجود، أما روحها فقد ودعت المكان، بعد أن عاشت الوحدة في البئر، صرخت في البداية لمن سمعها لكنها صمتت بعد قليل، لم تشأ أن تسامر الظلام وحدها وتختاره بديلا، فضلت الوداع قائلة: أي حياة تلك التي أعيشها من دون أهلي.
رحلت منيرة وتركت أهلها يعيشون زمانا دونها، لكنهم يتذكرونها ويرونها في قطعتها «كادي»، تدمع عيونهم كلما رأوا البريئة، بيد أن السكون يلفهم بعد قول: رحم الله والدتك ياكادي. لن تبرح ملامح منيره ذكريات تحتفظ بها عقول أقاربها وتعاود سردها كلما حل ذكرها الجميل، أما سر تجذر ذكريات منيرة فهو فطرتها الرائعة وإنسانيتها العبقة، ومن بين أهم ماتستعيده العقول مداعباتهم التي شكلت بلسما لجروح من عايشهم واليوم رحلوا وتركوا المكان غير مأهول. انا لله وانا اليه راجعون الله يرحمك ويغفرلكويصبر اهليك000 ادعولها بالرحمة والمغفره يا اخواني يا خواتي في هذا اليوم الفظيل الله لا يحرمكم الاجر