أحبت شابا في الشات ويرغب بالزواج منها وترغب بالمشورة
السؤال:
أنا فتاة أبلغ من العمر 20 عاماً ، أحببت شاباً على الشات ، والآن طلب مني أن يأتي ليخطبني من أهلي ، فهل حرام أني كلمته من الأول ؟ وماذا أفعل ؟ أوافق على طلبه أم لا ؟ مع العلم أنه شاب محترم جدّا جدّا جدّا ، وأنا متأكدة من هذا .
الجواب:
الحمد لله
نعم ، لقد وقعتِ أنت والشاب فيما حرَّم الله ، ولم يكن يباح لكِ التعرف عليه ، ولا محادثته ، ولا مراسلته ، وقد بيَّنا حكم هذا الفعل في فتاوى متعددة ،
ومن جهة أخرى لا ننصحكِ بالتزوج منه ، فالزواج الذي مبدؤه الإنترنت ثبت فشله ؛ وذلك لسببين رئيسين :
الأول : أنه ابتدأ بمعصية الله تعالى ؛ وذلك من خلال المراسلة والمحادثة وتبادل الصور ، وما مكان مبدؤه المعصية فلن يكون مؤسَّساًِ على طاعة الله ولن يبارك فيه .
والثاني : أنه مسبِّب لفقدان ثقة كل طرف بالآخر ، فكيف للزوج أن يثق بزوجته التي تعرَّف عليها بالإنترنت وكان أجنبيّاً فحادثتْه وراسلتْه ، كيف له أن يضمن عدم وقوعها في الأمر نفسه مع غيره ؟! وهي كذلك كيف لها أن تثق به وقد تعرَّف عليها من خلال الإنترنت وفعل ما لا يحل له ، فكيف ستضمن أنه لن يعيد الكرة مع غيرها ؟! .
قال الشيخ عبد الله المنيع حفظه الله :
" هذه العلاقة علاقة آثمة ، ولو كانت عن طريق المراسلة ، والزواج شيء يقدِّره الله تعالى ويهيِّئه ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) الطلاق/3،4 ، فيجب على هذه الأخت أن تتقي الله تعالى في عفافها وحشمتها وكرامتها ، وأن تطلب الخير من مصادره الشرعية ، وأن تدرك أن الرجل الذي سمح لنفسه بمراسلة فتاة أجنبية منه يبث لها الوجد والحب : سيسمح لنفسه مرة أخرى وثالثة ورابعة بمراسلة فتيات أخريات يلعب عليهن ، وفضلاً عن ذلك سيحتقر هذه الفتاة التي تجاوزت الحدَّ في كرامتها وحشمتها ، وعرَّضت عفافها للخطر ، ولن يسمح لنفسه أن تكون أمّاً لأولاده ، إلا أن تكون رجولته ناقصة ، والله المستعان " انتهى
" مجموع فتاوى وبحوث " ( 4 / 286 ، 287 ) .
والحياة الزوجية إن كانت خالية من الثقة بين الطرفين فهي محكوم عليها بالفشل ، ولا يزال الشيطان يعيد تلك الذكريات الحميمة المحرمة في مخيلة كل واحد منهما ، ولا يزال الشيطان يدفعهما لإعادة الكرة ، وما المانع وقد فَعلاها من قبل ؟!
لذا : فالواجب عليكِ الآن قطع هذه العلاقة بالكلية ، والتوبة إلى الله من هذا الفعل المحرم ، وعدم العودة إلى إقامة علاقات مع رجال أجانب عنك .
والواجب عليكِ أيضاً ترك التفكير بخطبة هذا الشاب والزواج منه ، ومثل هذه العلاقات محكوم عليها بالفشل لما بيناه سابقاً ، وهو غير مرضي الدين والخلق فكيف لكِ ولأهلك الموافقة عليه زوجاً وهو لا يتصف بهما حتى يكون زوجاً صالحاً يقيم بيته على طاعة الله تعالى ، ويربي أبناءه وبناته على الحشمة والحياء والعفاف ؟!
هذا الذي نراه ، ومن التجارب الكثيرة التي وقفنا عليها فإننا قد قدمنا لك خير ما نعلم ، ونصحناكِ بما هو خير لدينك ودنياك .
فعليك بالتوبة الصادقة ، وقطع العلاقات المحرمة ، وداومي على الأعمال الصالحة ، وأشغلي وقتك بالنافع والمفيد ، ونسأل الله تعالى أن يرزقك زوجاً صالحاً وذرية طيبة .
.
والله الموفق .
الإسلام سؤال وجواب