وضرب السلف رحمهم الله اروع الامثلة لحسن الظن بالله
حيث كان سعيد بن جبير يدعوا ربه فيقول
" اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك "
وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول
" والذي لا إله غيره ما أُعطي عبد مؤمن شيئاً خير
من حسن الظن بالله عز وجل ، والذي لا إله غيره
لا يحسن عبد بالله عز وجل الظن إلا أعطاه الله عز وجل ظنه ؛
ذلك بأن الخير في يده "
وقد ذم الله في كتابه طائفة من الناس أساءت الظن به سبحانه ،
وجعل سوء ظنهم من أبرز علامات نفاقهم وسوء طويتهم ،
فقال عن المنافقين حين تركوا النبي - صلى الله عليه وسلم -
وأصحابه في غزوة أحد : {وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية }
(آل عمران 154) ،
وقال عن المنافقين والمشركين : {الظآنين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء }
( الفتح 6) .
والمراد من الحديث تغليب جانب الرجاء ، فإن كل عاقل يسمع بهذه الدعوة
من الله تبارك وتعالى ، لا يمكن أن يختار لنفسه ظن إيقاع الوعيد ،
بل سيختار الظن الحسن وهو ظن الثواب والعفو والمغفرة
وإيقاع الوعد وهذا هو الرجاء ، وخصوصاً في حال الضعف والافتقار
كحال المحتضر فإنه أولى من غيره بإحسان الظن بالله جل وعلا
ولذلك جاء في الحديث ( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله )
أخرجه مسلم عن جابر رضي الله عنه .
فينبغي للمرء أن يجتهد في القيام بما عليه موقنًا بأن الله يقبله ويغفر له ;
لأنه وعد بذلك وهو لا يخلف الميعاد ،
فإن ظن أن الله لا يقبله ، أو أن التوبة لا تنفعه ،
فهذا هو اليأس من رحمة الله وهو من كبائر الذنوب ,
ومن مات على ذلك وُكِل إلى ظنه ،
ولذا جاء في بعض طرق الحديث السابق حديث الباب ( فليظن بي ما شاء )
رواه أحمد وغيره بإسناد صحيح .
رزقنا الله واياكم حسن الظن وصدق القول والعمل
من تجميعي
لكم كل الود