عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2011-01-08, 12:06 PM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي كلمات من قلب طفل غزة
كلمات من قلب طفل غزة
حسين البلوشي



على صخرة الأسى انهمرت دموع الحزن من عيني غزة المنكوبة وهي تسابق سيل الذكريات ، وجردت ردائها المرقع من ويلات الحرب والدمار لكي تواري جراحها التي لم تندمل بعد ، وأخذت تنظر إلى الأفق البعيد وهي تستنشق زفير الأيام السالفة وتحدث نفسها حديث الروح إلى الروح..
أوَّاه يا غزة الحبيبة ! أما كنتِ تلك الوردة التي زانها الرحمن بالجمال و النضرة ؟! وردة تبسمت في وجه الشمس عزًّا و رِفعة ، و جذبت طيور الأمل و التفاؤل من حوله ؟ ولكن مهلاً أيتها الأيام.. ماذا جرى في بستانها ؟ وماذا حل بكيانها؟.
أسئلة توالت وترامت على جرح غزة بلا رحمة؟ و لماذا ذبلت الوردة ؟ و لماذا أعرضت عن وجه الشمس ؟ و لماذا استكانت للضعف و اليأس؟ و لماذا تبدل حالها من السعادة إلى الكآبة ؟.
لم تتحمل غزة ألم الآهات ووضعت يدًا على خدها تمسح دمعها وهي تُجيب وجدانها الحائر بعبراتها قبل نظراتها : ربي كيف لي بالسعادة وقد استنـزف دم الحياة من عروقي وجفت أوراقي الخضراء، وسقطت على بساط الحرب وطار بها إلى دنيا الأحلام تاركة وراءها طيف الذكريات .
كيف لي بالقوة والعزة وقد افترشت الأشواك يداي بعد أن ارتوت بدماء الأبرياء ؟! إنها سيرة الملحمة الاسرائيلية في حياتي ، إنه يوم نشر براثن الشر و البؤس في حياتي ، يوم جرحوا فيه قلب أمي الحبيبة فلسطين ، و حرقوه من الحزن علي ، رباه ماذا عساي أفعل وقد سلبوني أبنائي و تركوني ثكلى على رصيف الصبر أحتسبُ و ذيول الشفقة والإحسان و تواسيني ؟!.
و لكني غرقت في بحر الدماء الطاهرة و صرخت أنادي أنقذوني من القصف و العصف أنقذوا تربتي من الدنس والعار.
لقد حول العدو الصهيوني ليلي الساحر بروعته إلى ملحمة مأساوية هزت المشاعر الإنسانية، واختنقت أنفاسي بدخان الغارات الجوية، واقتصرت رؤيتي على ما حولي من الجرحى والقتلى وأكثرهم من الأطفال و النساء، وصارت سماء دنياي ملطخة وتمزق جسدي بقذائفهم النارية والتوى قلبي بحرارة حقدهم علي وبات كياني الإنساني ضحية سهلة للهجوم الإسرئيلي الخبيث و تعالت صرخة أطفالي ونسائي مستنجدة.. وارتفعت الأكف داعية وتفاقمت مفاوضات السلام لتهدئة الأوضاع..
ولم تنته المذبحة الإسرائلية إلا وقد حل الدمار في كل صغيرة و كبيرة في حياتي وجنى الأعداءُ حصادهم الثمين من الأرواح البريئة. و تحول حريق الغدر إلى رماد ضائع و عم الهدوء القاتل أرجائي بعد العصف الهائج.
وهبت نسائم الشوق على غزة الحزينة ورفرف ريح الماضي أطراف ردائها البالي فانتفضت من غفوتها و الدموع تغمر وجنتيها الغائرتين و رددت في نفسها بــأعلى صوت : كفانا ذلاً وخذلانا كفانا جرحا و نزفا يجب أن تشرق شمس الحرية والنصر بإذن الله تعالى.. غادرت غزة صخرتها وشعور الأمل والتفاؤل يضمها والصبر والسلوان يواسيانها



توقيع يمامة الوادي




هل جربت يوماً اصطياد فكرة رائعة !؟
لـتـصوغـهـا فـي داخـلـك
وتـشحـنهـا بنبض قـلـبـك
وتعـطرهـا بطيب بروحك
وتسقـيـهـا بمـاء عـرقـك
حتى تنضج وتصنع منك إنساناً مبدعاً ؟