عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2011-01-07, 8:30 PM
ريحانة الوجود
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية ريحانة الوجود
رقم العضوية : 92839
تاريخ التسجيل : 6 - 11 - 2009
عدد المشاركات : 8,027

غير متواجد
 
Lightbulb لكِ أنتِ لأنكِ غــــالية


آفات اللسان من كتيب لكِ أنتِ لأنكِ غــــالية

للشيخ \عبد المحسن الاحمد


كل من لم يتأدب مع الله فوق الأرض سيؤدب في كفنه تحت الأرض

هاهو قريب لي كان يكلم أخاه فقال له : أحمد ربك

فقال له هذا الشاب ( وش أحمد الله عليه )
سمعه من ؟
سمعه من بيده ملكوت كل شيء سمعه من حركه وغيره لا يتحرك سمعه من شق بصره وغيرة لا يبصر سمعه رب السماوات والأرض وهو يجحد نعمة الله

اتصل بي أخوه مباشرة وطلب مني الحضور فلما أتيت وجدته قد خرج وأمه تبكي علمت أنه أساء الأدب مع جبار السماوات والأرض التجأت إلى الله أن يلطف بحاله

في نفس اليوم يقود السيارة بسرعة مائة وثمانين

فإذا بالجبار جل جلاله يقدر القدر حتى يعرفه كلامه فإذا بالسيارة تنقلب خرق الزجاج أجزاء جسمه ثم قذفت به السيارة واشتعلت بجانبه ومن لطف الله عليه أن ما بينه وبين السيارة سوى خطوات

رأيته في الإسعاف يبكي ، وأنا أقول له : تذكر كلامك اليوم ؟

قال تعالى ( وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ )

ياغافلاً تتمادى غداً عليك ينادى هذا الذي لم يقدم قبل المنية زادا

فكم من أبكم سيحمد الله إذا رأى كيف يكب الناس على مناخرهم يوم القيامة من حصاد ألسنتهم كم من الناس من خذله لسانه في أصعب اللحظات حين اشتدت الزفرات عند الممات

فهذا أحدهم في المستشفى ومعه ابنه مرافق له لما جاءت سكرة الموت رآه ابنه يرتعش قد تغير لونه اللون شاحب البصر شاخص فجأة تجمدت القدمان حاول الابن أن ينقذ أباه ولكن

( فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ )

فعلم الابن أنه لا يستطيع أن يقدم لأبيه أي شيء فأسرع ( بلا إله إلا الله ) الأب لايرد ! قبل قليل كان يتكلم

قالها ثانية والأب كأنه لايسمع فقال الابن وعيناه تفيض بالدموع ( يبه قل لا إله إلا الله )

التفت الأب وقال : ياولدي والله إني أعرف وش معناها وودي أقولها ولكن ما أقدر

قال تعالى ( وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ )

لو كانت الشفاه رطبة بذكر الله هل سيظلمه الجبار

قال تعالى ( مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ )

فكم من النساء من صلت وصامت وتصدقت وقامت ولكنها بهذا اللسان استهانت ! فأهمس في أذنها قائلاً إذا كانت عائشة وهي عائشة رضي الله عنها التي برأها ربها ورسولنا عليه الصلاة السلام أحبها ورغم علو مكانتها

لما قالت للنبي صلى الله عليه وسلم ( حسبك من صفية كذا وكذا قال بعض الرواة تعني قصيرة فقال لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته قالت وحكيت له إنسانا فقال ما أحب أن حكيت لي إنسانا وأن لي كذا وكذا) رواه أبو داود والترمذي

سبحان الله ؟ كلمة تفسد من نتنها بحراً عظيماً ! إذن ما ظن من امتلأت صحائفها بآلاف الكلمات تفري في جلود الخلق

( إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ )

وقال تعالى ( وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ ) وهو واد في جهنم أعد لمن أطلق للسانه العنان

فكيف هو لسانك ؟ هل تقولين كل ما تريدين ؟ أم يهمك مستقبلك وحالك في قبرك وحشرك ووقوفك عند الصراط هل ستعبرين ؟ أم سيكون حصائد هذا اللسان دافع لك في النار ؟ أجارنا الله وإياك منها

فكلما نزغك الشيطان لتغتابي أو تنمي أو تكذبي فتذكري قوله تعالى ( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) فإذا استحضرت هذه الآية فاستغفري والهجي بذكر ربك فهذا ما سيسرك أن تقرأ آية في صحيفتك .



الصحبة الصالحة من كتيب لكِ أنتِ لأنكِ غــــالية

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد لا يعدمك من صاحب المسك إما تشتريه أو تجد ريحه وكير الحداد يحرق بدنك أو ثوبك أو تجد منه ريحا خبيثة ) رواه البخاري

إن صديقات السوء عندما تقعين في مشكلة أو تحل بك مصيبة فإنهم يتخلون عنك ويبحثون عن غيرك

وإذا كنت لا تريدين الوقوع معهم في الحرام فإنهم يستميتون من أجل إيقاعك معهم في المعصية ويزينونها لك

قال تعالى ( وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ )

هذه قصة زميل لي في الحي الذي نسكنه كان لا يصلي إلا إذا كان معي خجلاً مني وليس خوفاً من الله سبحانه وتعالى وإذا كان في البيت صلى متى شاء حياته كانت نوماً في النهار وسهراً في الليل على الأفلام والحرام

قال تعالى ( كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى )

ففي أحد الأيام كان سهراناً على مطربته المفضلة التي كان لا ينام إلا بعد سماعها

يقول : إنني عندما أغمضت عيني فإذا بصوت يملأ المكان إنه صوت الأذان فأحسست أن الأذان طويل جداً فانفلت لساني وقلت ( ليس وقته هذا الإزعاج )

وليت لساني لم ينفلت لأنني دفعت ثمن تلك الكلمات لقد كان ثمنها غالياً جداً

يقول : سمعت بعد ذلك طنيناً خفيفاً في أذني فلم أعبأ به ونمت ولم أصل ولكن الذي سمعني لا ينام سبحانه

قال تعالى ( أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ )

يقول : عندما استيقضت نزلت إلى أهلي فوجدتهم يتكلمون ولكن لا أسمع ماذا يقولون !

فقلت لهم : لماذا لا ترفعون أصواتكم

يقول : لا أعلم أن الأمر قد قضي في السماء بأن أسلب السمع وأني لن أسمع كلمة بعد ذلك الأذان

جاءني بعدها بشكل مختلف ومعه أوراق يخرجها لي ثم أعطاني تقريراً يفيد بأنه قد فقد حاسة السمع تماماً وأنه ليس هناك أي أمل في السمع إلا أن يشاء الله بإجراء عملية زراعة قوقعة في الأذن اليمنى فقط وهذه العملية تكلف مائة ألف ريال حكى لي معاناته خلال سنتين

يقول : والله جميع الأصدقاء تركوني ! كنت أخطط للسفر معهم وقضاء الأوقات معاً ولكن تركوني جميعاً فأصبحت جالساً في البيت لوحدي فشعرت وقتها بضيق لا يعلمه إلا الله وحزن شديد لدرجة أنني فكرت أن أنتحر

يقول : تصدق أنني تمنيت أنني مولود أصم ! على الأقل يكون لدي أصدقاء أفهمهم ويفهموني بالإشارة

علمت يقيناً أن الله عظيم وأنه سمعني يوم أن لم يسمعني أحد

أخيتي متى نحس بنعم الله جل وعلا علينا ؟ فهذا فقد حاسة واحدة فقط فلم يطق العيش بدونها

قال تعالى ( إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا )

فابحثي في صداقاتك وانظري على ماذا تقوم ؟

فإن كانت في العون على طاعة الله واجتناب ما حرم سبحانه فنعم الصداقة التي تقودك إلى الجنان

وإن كانت تلك الصداقات تزين لك المعصية وتثقل عليك الطاعة فبئست الصداقة التي تقودك إلى النار وغضب الجبار

قال تعالى ( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ )

وقال سبحانه ( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا )


منقول من موقع الشيخ \عبد المحسن الاحمد





توقيع ريحانة الوجود

: لم تخرج الأنفاس بحروف أفضل من قول (لا إله إلا الله)، أثقل في الميزان من مثاقيل الجبال ومكاييل البحار...

اللهـم سخر لنا من عبادك الصالحين من يدعو لنا في ظهر الغيب.. اللهم آآمين.

((رياحين من بستان التلاوات)


وتبقى الدعوات الطيبة
((اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي))