انا بصراحة تغيرت نظرتي للقطاء بسبب قصتك لاني اسمحي لي ما اسمع عنهم الا كل شي شين سواء من ناحية الكلام او الفعل فا عشان كذا الناس يحاولون يتجنبونهم لاني سمعت انهم بمجرد مايدرون انهم لقطاء يتمردون على المجتمع ويسوون ردة فعل سلبية .
وبكلامك عن وضعكم و عن الدار وضحتي اشياء كثيرة ماكنت اعرفها لاعن الدار ولا عن وضعكم .
واول مرة اسمع عن الدار كان عمري تسع سنين تقريبا كنا في حديقة عليشة (امام جامعة الملك سعود للبنات) ان كنتي تعرفينها فكنت العب مع اخواني في الالعاب فلفت نظري مجموعة من البنات أعمارهن مابين 7-11 جالسين مع حرمة ياكلون الساندويش فاستغربت لحظتها هذا العدد من البنات مع حرمة واحدة و كانهم رايحين لرحلة بس رحلة وكان الوقت ليل فاسئلت واحدة من البنات قلت انتو منو و من وين جايين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قالت: احنا من الدار.
لحظتها انا مافهمت شيئ لاني اول مرة اسمع هالكلمة............فانا سكت و مشيت.
وبعدين عقب ماكبرت عرفت و ش تعني الدار و تذكرت هالموقف اللي صار في الحديقة. وعد التي حدثتكم عن زواجها لم تكن هي الوحيدة التي تزوجت
وغادرتنا كثيرات تزوجن غيرها بعضهن لم يفارقننا ومازلنا نتواصل
معهن حتى يومنا هذا فكثيرات من أخواتي المتزوجات يأتين لزيارتنا
ونذهب لزيارتهن , حتى وعد مازالت تزورنا وتتواصل معنا رغم أنها في بداية
زواجها كانت تقيم في مدينة أخرى , لكنها كانت تزورنا في الإجازات وتتواصل
معنا بالمكالمات , وقبل مدة انتقل عمل زوجها للرياضوأصبح تواصلنا أكثر
نزورها وتزورنا تشاركنا في العيد والاحتفالات وكل المناسبات
وهي ولله الحمد تعيش في صفاء ولا يكدر صفو حياتها إلا شيء
واحد وهو عدم إنجابها ورغم مرور عدة سنوات على زواجها إلا أنها لم ترزق بأطفال ....
لكن بعض من أخواتي منذ زواجهن انقطعن عن زيارتنا وانعدم التواصل
بيننا ربما يردن أن ينسين أنهن كن من الدار , خاصة اللاتي كان لهن
أسر صديقة فبعد زواجهن يكون أكثر تواصلهن مع أسرهن
البديلة فتشبه العلاقة بينهم وبيننا شبه مقطوعة ...
سحر من قبل زواجها وهي تردد بأنها إن خرجت من الدار فلن تعود إليها
طبعا هي كانت معنا في الدار وكان لها أسرة صديقة منذ طفولتها
يتواصلون معها ويكلمونها بالهاتف وحتى في أيام تجهيزاتها لزواجها
طبعا هي تزوجت بأحد أبناء الدار لكنهم كانوا يقفون معها ويساعدونها
في التجهيزات وفي إعداد الحفل
ويوم زواجها لم تدعو جميع بنات الدار بل اختارت عدد معين سواء
من البنات أو الحاضنات أو الموظفات وقالت إن أمها " في الأسرة الصديقة "
ستدعو عدد كبير من قريباتها وجاراتها وزميلاتها لذا هي لا تريد
أن يكون الحضور كبير من الدار كي يكون الحفل أكثر تنظيما , لم أذهب
لزواجها رغم أنها دعتني إليه لكني رفضت الذهاب وأنا أرى بعض إخوتي
الصغار يبكون ويريدون الحضور , لم أذهب لأنني كنت أراها
تهتم بمدعوات أمها من خارج الدار ولأني شعرت بأنها دعتنا فقط
من باب تأدية الجواب ولم يكن يهمها حضورنا بل ربما كانت تتمنى أن لا نحضر
ذهب عدد بسيط من الدار وحضروا الزواج , تزوجت سحر
وتركت الدار ولم تعد إليها , فصدقت حين قالت إن خرجت من الدار لن
أعود إليها أبدا ...خرجت سحر من الدار ولم تسأل عن أحد منذ زواجها
رغم مرور أكثر من سنتين ....
كنت على يقين أن سح لا تشعر بالارتباط للمكان الذي عاشت
وتربت فيه ولا تكن مشاعر لإخوتها الذين شاركوها طفولتها وحياتها في الدار
وفي كل شيء , كنت ومازلت أشعر أنه ليس بإمكاني تجاهل حياتي في الدار
حتى لو قدر لي الخروج منها يوما ما لا أستطيع نسيانها ولا نكرانها
ولا شطبها من حياتي لأنها جزءا مني
كيف بإمكاننا أن نعيش بلا ماض وبلا ذكريات وكيف ستكون حياتنا دونها ....
كنت ومازلت وسأظل أفخر بكوني نشأت وتربيت في الدار
ولن أتخلى يوما عنها أو أخجل منها ....