كل الأيام في الدار تبدو متشابهة فمن لا يعرف الدار فقط يغمض عينيه
ويتخيل أنه في مستشفى أو مدرسة كبيرة نوعا ما لأنها
أقرب ماتكون لهما وهي بعيدة كل البعد عن المنازل والبيوت الأخرى , ومنذ
صغرنا ونحن نعيش في نظام كل شيء له وقت مخصص فالطعام له وقت
ومشاهدة التلفاز وقت واللعب وقت والنوم وقت اعتدنا على تلقي الأوامر ولم
نعتد على تنفيذها كانت الدار بمثابة المدرسة والمدرسة بمثابة الدار
ففي الدار قد نلتزم ببعض الأنظمة خوفا من العقاب بينما في المدرسة
لانخاف من شيء ولانلتزم بشيء فكنت أرى أخواتي وهن يتقافزن هنا
وهناك ويرفعن أصواتهن على المعلمات ويخرجن من الحصص بلا استئذان
ويتمردن كثيرا في تصرفاتهن ففي المدرسة يفرغن الذي يتعرضن له في الدار
وفي يوم جديد لا يختلف عن بقية الأيام انضمت إلينا أخت جديدة اسمها سلوى
كان عمرها ثمان سنوات وتدرس بالصف الثاني الإبتدائي جاءت إلينا بعد
أيام قليلة من شذى وأيضا عن طريق المدرسة حيث اتصلت المدرسة على الدار
تفيدهم بوجود ابنة من بنات الدار تتعرض لعنف أسري شديد من قبل أسرتها
كانت أم ليلى فتاة لاتتجاوز الثامنة عشر من عمرها مراهقة وقعت في حب شاب آخر
مراهقا على مايبدو وبعدها أنجبت ابنتها سلوى وهي غير شرعية وتم القبض عليهما
وبعد أن خرجت من المؤسسة تزوجت بمن تحب لا أدري إن كان زواجهما عن رغبة أم بعد
ضغوط تعرضا لها المهم أنهما جاءا للدار بعد زواجهما وطالبا بحضانة
ابنتهما سلوى وأبديا ندمهما على الماضي وأقرا بخطئهما وبعد أن شعر المسؤولون
أنهما سيصححان غلطتهما قرروا أن يسلماهما ابنتهما وفعلا استلاماها
ولا أدري إن كانت هناك متابعة لها لأنه عادة يكون هناك متاعبة من الدار للأسر
التي تحتضن أبناء الدار ولكن لا أدري عن سلوى بالضبط ولكن حين كانت سلوى
في الصف الثاني اتصلت المدرسة على الدار وأفادتها بأن سلوىتتعرض لعنف أسري
وبعد التحقيق في الموضوع اكتشفوا أن أم سلوى كانت تمارس أنواع متعددة من العنف
على ابنتها سلوى ووجدوا فيها عدة حروق في رأسها وأذنيها وبقية أجزاء جسدها
" يتبع "