على فكرة عندي أنا فوبيا من العالم الخارجي ومن يوم كنت طفلة
وأنا أكره العيش خارج أسوار الدار وكنت أرفض الأسر البديلة
وحتى الأسر الصديقة بس أروح لهم وقت النهار وبالليل ما أنام إلا في الدار
ولحد الآن ما أحس بالاستقرار والراحة إلا في الدار ...
وأذكر إني يوم كنت صغيرة لما تجي أسرة صديقة وتختارني يآخذوني معهم وبالنهار
عادي أتأقلم وأول مايجي الظلام ويبدأ الليل أقعد أبكي ومرة حاولوا فيني وعييت ما أسكت
آخر شي رجعوني للدار والأم قعدت تهاوشني تقول راجعة لنا الساعة وحدة كان صبرتي
لين بكرة الصبح في الأخير معد صرت أروح لأسر صديقة فقط الأمهات اللي معانا في الدار هم اللي
كنت أنام ببيوتهم إذا أخذوني معهم لأنهم أمهاتي في الدار وأحس بالأمان معهم
لكن غيرهم لا مستحيل أنام عندهم .....
نكمل القصة
كالعادة ضيف جديد وما أكثرهم ضيوف الدار لكن الغريب أن الضيف هذه المرة
لم يكن لوحده بل كانت معه والدته ...
كان طفل صغر عمره لايتجاوز العدة أشهر ومعه والدته كان غير شرعي ووالدته
أدخلت المؤسسة لتقضي محكوميتها خرجت بعد عدة أشهر وفي اليوم الذي تم فيه
الإفراج عنها حضر والدها ليستلمها ويصطحبها معه وبينما تم إنهاء الإجراءات اللازمة
تفاجأ الجميع أنها ترفض التنازل عن ابنها غير الشرعي ...
حاول الأب إقناعها لكنه لم يستطيع ولا أحد يتسطيع إجبارها على التنازل والدار لا تستلم
الطفل إلا بعد تنازل الأم عنه وهي ترفض التنازل عنه لأنه ابنها حتى وإن كان ثمرة خطأ
ارتكبته ترفض أن تتنازل عنه وقالت ابني وسأربيه ولن يربيه أحدا غيري لن أودعه بملجأ
واستمتع بحياتي وسأتحمل نتيجة خطأي وسأتحمل نظرات المجتمع القاسية لي وإن كنتم
تخشون العار فالعار وقع والكل عرف بمصيبتي ولن أعالج الخطأ بخطأ ...
أنا تبت وسأصلح خطأي وسأربي ابني ....
رفض الأب استلامها هي وابنها خيرها بينه وبين ابنها , وضعها بين نارين إما أن تترك ابنها
لتعود معه وتبدأ حياة جديدة وإما أن تبقى بجوار ابنها وتفقد أسرتها ...
لم تفكر طويلا وقالت ابني ولن أتخلى عنه ووضعت والدها أما خياراتها هي وقالت إما نذهب
معك أنا وابني أو لن أذهب بمفردي ...
اشتد النقاش لم يستطع أحدهما أن يقنع الآخر وفي النهاية رفض الأب استلام ابنته ذهب
وتركها هي وابنها في المؤسسة ....
طبعا هنا تدخلت وزارة الشؤون الاجتماعية فتكفلت بالبنت وبابنها وأودعتهم معا في دارنا
كانت لها غرفة مستقلة مع ابنها ووفرت لها الدار عملا في نفس دارنا ...
فأصبحت تعمل وتنفق على نفسها وعلى ابنها وتعتني به كثيرا والدار توفر لها كل احتياجاتها
هي وابنها مرت الأيام وأصبحت تلك الفتاة صديقة وأخت وأم لكل من في الدار أسرت الجميع
بطيبة قلبها كانت خلوقة جدا والتزمت وتقربت إلى الله كثيرا ...
كنا نراها تصلي وتدعي وتتضرع إلى الله ليلا ونهارا يبدو أنها تابت وندمت على كل مافعلت
مرت الأيام وسمعتها كانت رائعة في الدار وبعد مدة تقدم إليها رجل يقال إنه على دين
وخلق سمع بقصتها من قريبة له تعمل في الدار وتقدم لخطبتها ووافقت على الزواج منه
بشرط أن تربي ابنها وأن يقبل بذلك وافق على شرطها تزوجت وانتقلت معه لبيتهم
ومنذ ذلك اليوم لم أرها وانقطعت أخبارها عنا