عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 18  ]
قديم 2011-01-06, 11:46 PM
الشاعرة شماء.
عضو متميز بالمنتدى
رقم العضوية : 137282
تاريخ التسجيل : 26 - 12 - 2010
عدد المشاركات : 2,632

غير متواجد
 
افتراضي
نكمل القصة

كانت أمي جوسي فقط أمي في مرحلة طفولتي المبكرة حينما كنت وليدة
لكن كانت موجودة في الدار تعمل وبعد ذلك انتقلت معنا لنفس الدار الأخرى
وكنت أراها كثيرا بصفة دائمة حتى غادرت خروج نهائي يعني لم تنقطع علاقتي بها إلا بعد
أن غادرت للفلبين ...
انتقلت لأمي الثانية حين كان عمري تقريبا خمس سنوات وطبعا كانوا الأمهات يعملون
بفترات متعاقبة فواحدة تأتي الصباح وأخرى المساء وهكذا يعني كان لي عدة أمهات
لكن الأم الدائمة التي معنا بصفة دائمة كانت من الجنسية المصرية وكنا نتأثر بكل أم تتولى حضانتنا
فكنا نحفظ معها الأغاني المصرية ونجيد الرقص الشرقي بل نردد كلمات كثيرة باللهجة المصرية
أذكر أنني في المرحلة التمهيدية أو الصف الأول الإبتدائي كنت أردد بعض الكلمات باللهجة المصرية
في كلامي فحين أريد شيئا أقول عاوزة , وحين أريد أن أعبر عن حدوث مصيبة أو كارثة أقول يامصيبتي
ويالهوي وغيرها من الكلمات حتى إن زميلاتي كن يسألنني إن كنت مصرية فأجيبهم بلا أنا سعودية
فيقولن لي : طيب ليش تتكلمين مصري ؟؟؟
لم يكن كلامي مصري بل كان سعودي مكسر ومزيج من اللهجتين السعودية والمصرية مثل بعض
المتجنسين حاليا ....
كثيرات هن الأمهات اللاتي تولين رعايتي منذ طفولتي إلى أن كبرت وصرت إلى ما أنا عليه اليوم
بعضهن كن متسامحات وأخريات نظاميات وأخريات طيبات وأخريات قاسيات مررت بكل أنواع الأمهات
كنت أناديهن بماما كثيرات هن اللاتي كنت اناديهن بهذي الكلمة ...
وبعد أن وصلت إلى عمر الثامنة عشر تقريبا توقفت عن لفظ هذه الكلمة ولم أعد أنادي بها أحد
لأن أمهاتي اللاتي كنت أناديهن بهذه الكلمة لم يعدن موجودات فهناك من رحلت وهناك من استقالت
وهناك من فصلت وهناك من تقاعدت وهناك من انتقلت لمكان آخر ...
وكل الأمهات الجدد اللاتي حضرن للدار لم أعد أناديهن بماما لأنهن جئن وأنا كبيرة وأدرك انهن لسن
أمهاتي ولا يستطعن أن يكون أمهاتي أصبحت يتيمة من جديد حين تخليت عن هذه الكلمة فأغلب الأمهات
الجدد في أعمار صغيرة أخجل من أن أناديهن بماما وكبرت وأنا مازلت أفتقد هذه الكلمة وحرمت حتى
من نطقها وافتقدتها كما افتقدت أشياء كثيرة غيرها ...
حين كنت صغيرة كنت أسمي أي حاضنة أمي وكنت أنادي جميع الحاضنات بماما وكذلك الحال بالنسبة
لنا جميعا وحين كبرت أصبحن الأمهات صديقات وزميلات وأخوات لأنهن في أعمار مقاربة لعمري
ولربما بعضهن يصغرنني عمرا ....
مرت الآن عشر سنوات وأنا لم أنطق تلك الكلمة كنت أنظقها وأنا يتيمة في طفولتي ومراهقتي
وحين افتقدتها شعرت أني حقا أصبحت يتيمة من جديد ...
"يتبع "


توقيع الشاعرة شماء.
جروح%




اللهم عليك بالشيعة ومن شايعهم والنصارى ومن ناصرهم واليهود ومن هاودهم!!!
اللهم إرحم الأختين ( يارب الجنة يارب/بشاير الرحمة)!!!