عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 8  ]
قديم 2011-01-06, 11:18 PM
الشاعرة شماء.
عضو متميز بالمنتدى
رقم العضوية : 137282
تاريخ التسجيل : 26 - 12 - 2010
عدد المشاركات : 2,632

غير متواجد
 
افتراضي

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشاعرة شماء.

كنت أرى أن العيد في الدار جميل ففي طفولتي كنت أعشق يوم العيد
نستعد للعيد مبكرين نتسوق ونبتاع الملابس والألعاب والحلوى وكل مانريد
ليس في العيد ممنوع فبإمكاننا أن نفرط في أكل الحلوى وشرب بالمشروبات الغازية
والمشاكسة والمشاغبة فنكون مطمئنين أننا لن نعاقب فالعيد تسامح والأمهات
يتسامحن كثيرا معنا ويطلقن سراحنا لنفعل مانريد ....
نصحو مع ساعات الفجر الأولى ونستعد ونلبس ملابس العيد الجديدة الدار تخصص ميزانية
كبيرة للعيد والأمهات يتنافسن في تجهيز أبنائهن وكل أم تريد أن يكون ابناءها الأفضل من ناحية
الترتيب والشكل وكل أم تبتكر تسريحات جديدة للبنات وتهتم بمظهر أبنائها وذلك لسببين
أولا كي تحظى بالمديح من الإدارة خاصة أنه يأتي زورا من مراكز الإشراف والوزارة وكل طفل واجهة لأمه
ثانيا كسبا للثواب والأجر والبعض من الأمهات يحببن أبناء الدار ويعاملنهن كأبنائهن لكن قلة
منهن يأتين فقط للعمل وكل همهن الراتب يعاملن الأبناء بجفاء وحرمان ويعاقبونهم على أتفه الأسباب
أذكر أن هنالك أما كانت تعاملنا بقسوة ولا أدري لم لا أنكر أننا كنا نخطيء ونتخاصم وقد نزعجها لكن كانت
تبالغ في عقابنا كنا أطفال بحاجة للركض واللعب واللهو وكانت تجمعنا أمامها في الغرفة وتشغل التلفزيون
وتقول ياويل اللي يتحرك من مكانه ما أبغى أسمع نفس ولا صوت تفرجوا وإنتم ساكتين وتشغل لنا فيديو
أو فيلم كرتوني ونظل ساعات طوال على هذا الحال ومن يرد منا أن يشرب ماء أو يذهب للحمام
أكرم الله القراء عليه أن يستأذن منها تخيلوا كيف سيكون الوضع ؟؟؟؟
هل يتخيل أحدكم لو أن كان يعيش في بيته كأنه في مدرسة لا يفعل مايحلو له لايتكلم بصوت عالٍ
لا نام متى مايشاء كل شيء له وقت محدد ونظام ...
أصبحت أكره النظام وعندما كبرت صارت عندي ردة فعل عكسية وفعلت كل ماحرمت منه في طفولتي
أصبحت أسهر لوقت متأخر من الليل كانت أمنية الطفولة سهر الليل وكان السهر ممنوع إلا أوقات الإجازة
يسمح لنا بالسهر ولكن بحدود وفعلت كل ماحرمت منه في طفولتي بلا وجه حق ...
لكن الحمدلله قليلة تلك الفئة من الأمهات اللاتي يسيئن التعامل معنا أذكر أنني مرة كسرت دولاب الملابس
بدون قصد مني وعندما علمت الأم ذلك وبختني كثيرا وطلبت مني أن ألزم السرير كي أشعر بخطئي
لكني لم أشعر بالخطأ ولم أخطيء فأنا لم أتعمد كسره المهم جلست على السرير ساعات طويلة لوحدي
وباب الغرفة مقفل أسمع أصواتهم وهم يلعبون ويضحكون ومر الوقت طويلا ولم يأت أحد ليسأل عني
وأصبحت لا أسمع لهم صوت حينها قررت أن أناديهم فناديت وناديت ولم يجبني أحد صرخت مع الشباك
أكتشفت أنهم ذهبوا للعب في الحديقة ونسوا أني معاقبة في الغرفة الحديقة ليست بعيدة بل في نفس الدار
وجاءت الأم وأخرجتني بعد أن سألتها المراقبة عني أثناء تفقدها لهم في الحديقة فتذكرتني الأم وجاءت
واصطحبتني معها للحديقة طلبت مني أن لا أخبر أحدا عن ذلك كي لا تتعرض للمساءلة
فقوانين الدار تمعنع الأم من معاقبة الأبناء دون الرجوع للأخصائية لكن لا أحد يتقيد بتلك القوانين فهي حبر على
ورق ولا يطبقها أحد لم أخبر احدا فكنا نخاف منهم ونخاف عليهم أيضا لأنه أي أم تثبت إساءتها للأبناء تعاقب
من قبل الإدارة إما بتعهد أو لفت نظر أو فصل إن استدعى الأمر ذلك كثيرات الأمهات اللاتي فصلن من أعمالهن
بسبب شكوى أبناء وبنات الدار عليهم ...
...................

أكمل لكم عن العيد في طفولتي كنت أشعر أن للعيد
فرحة كبيرة ونكهة مميزة فكل شيء في العيد يبدو جميلا حتى الدار
تبدو جميلة و مختلفة ففي ليلة العيد تزين الدار بالورود والألوان المختلفة
في فجر العيد بعد أن نستيقظ ونتجهز نذهب لصلاة العيد في المسجد نذهب بجماعات متفرقة
وكل جماعة يذهبون بحافلة مع مرافقة سعودية لمسجد ونتفرق على عدد من المساجد لأن عددنا
كبير ومن الصعب أن نتكدس فس مسجد واحد طبعا من سن سبع سنوات ومافوق هم من يذهبون
لأداء الصلاة في المسجد ...
في المسجد كنا نجلس في صف واحد بجانب الأم المرافقة وحسب شخصية الأم نتصرف فإن كانت قديمة
وقوية فإننا نخاف منها ونجلس هادئين وإن كانت جديدة أو ضعيفة شخصية فإننا نفعل مايحلو لنا ونلعب
ونسبب الفوضى والإزعاج بعد الصلاة أخرجت بعض السيدات حلويات ونقود من حقائبهن وبدأن بتوزيعها
على الأطفال في المسجد وكعادتنا نحن أطفال الدار ذهبنا مسرعين إليها نتسابق على الحلوى والريالات
الدار عودونا أن نأخذ ولا نعطي حتى أن أغلبنا أصبحت الأنانية صفة ملازمه له فمنذ صغرنا وهم يعطوننا
وفاعلي الخير يأتون ليعطوننا والزوار يعطوننا والموظفات يعطوننا وفي المدرسة المدرسات والمدرسين
يشفقون علينا ويعطوننا فاعتدنا على أن نأخذ ممن نعرف وممن لا نعرف بل لا مانع أن نطلب ولا نعرف
القناعة أبدا وحين كبرت أدركت أن الدار هم السبب في ذلك فهم من عودونا على العطاء لم يعلمونا
كيف نعطي لم نذهب يوما لزيارة المرضى في المستشفيات لنواسيهم ونشاركهم لم نتعود على المشاركة ...
المهم بعد أن ركبنا الحافلة وبينما كنا بانتظار السائق جاءت سيدة ودخلت الباص وسلمت علينا ثم قالت
أنتم عيال الدار ؟؟؟ طبعا الحافلة كان مكتوب عليها وزارة الشؤون الاجتماعية والعنوان بالتحديد فعرفت أننا
أيتام وأخذت تسألنا واحد واحد كيف حالكم ؟؟؟ هاعساكم مرتاحين في الدار ؟؟؟ طيب وش تآكلون
ووش تشربن عسى يعطونكم أكل زين ؟؟؟ لبسكم حلو دايما يلبسونكم وإلا بس عشانه عيد ؟؟؟
هنا طفح كيل الأم المرافقة فقالت لها ياخالة الله يهديك هذولا عايشين أحسن عيشة ويمكن أحسن
مني ومنك والحكومة ماتقصر معهم أبد فقالت لها السيدة : الله يجزاهم ويجزاكم خير هذولا أيتام مساكين
وإنتم مأجورين بعملكم عليهم وانصرفت بعد أن أعطت كل واحد منا مبلغ مالي بسيط ....
لم تكن تلك أول ولا آخر مرة نتعرض لمثل هذه المواقف فكل من يعلم أننا من الدار يسألنا نفس الأسئلة
ماذا نأكل وماذا نلبس وكيف نعيش وكأننا من كوكب آخر ؟؟؟؟؟
عدنا للدار وكانت الدار أيضا تحتفل بالعيد معنا فالبالونات والزين معلقة في كل مكان والبوفيه مفتوح
والحلويات والعصائر متوفرة والاستريو يصدح بالأغاني وبدأ عيدنا بدأنا بالرقص واللعب والأكل والشرب
وكالعادة جاء الزوار يعيدون علينا استقبلنا الكثير منهم سواء موظفي وموظفات الوزارة والإشراف أو حتى
الزوار الآخرين وما إن انقضى ذلك اليوم حتى انتهى العيد معه وباقي أيام العيد كنا نقضيها في الرحلات
والنزهات وأحيانا في الشاليهات والمخيمات والاستراحات كان العيد جميلا ومميزا أيام طفولتي
بعكس العيد الحالي رغم أنه لم يتغير لكن لم أعد اشعر بتلك الفرحة التي كنت اشعر بها وأنا صغيرة
ربما الأطفال فقط هم من يفرحون بالعيد ....
" يتبع "
..............
اقتباس:
الله يزيدك خير ..وهذا من حقك طبعا لأنك مواطنة

لكن سؤال اذا مافيه تطفل
هل تعملين ؟
هل هم (دار الرعاية) حاليا يعطونك مصروف معين

حاليا لا أعمل عرض علي العمل في قطاع الشؤون الاجتماعية
لكني رفضت لا أريد أن أعمل في نفس البيئة التي تربيت فيها
وإن قررت العمل يوما سأعمل خارج نطاق الشؤون الاجتماعية
كي أرى جوانب أخرى من الحياة وأناس آخرين ...
بالنسبة للمصروف فنعم لي مصروف شهري استلمه عن طريق الدار
ولي أيضا حساب يودع فيه مبلغ شهري منذ أول يوم دخلت فيه الدار
وحتى يومنا الحالي والمبلغ يودع بصفة آلية نهاية كل شهر
وهذا حال كل أبناء الدار والآن أنا في عمر يسمح لي بالتصرف فيه بحسابي
الخاص ...
.............................. .............


توقيع الشاعرة شماء.
جروح%




اللهم عليك بالشيعة ومن شايعهم والنصارى ومن ناصرهم واليهود ومن هاودهم!!!
اللهم إرحم الأختين ( يارب الجنة يارب/بشاير الرحمة)!!!