عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 3  ]
قديم 2011-01-06, 7:26 PM
اوصاف2010
عضو متميز بالمنتدى
رقم العضوية : 133811
تاريخ التسجيل : 14 - 11 - 2010
عدد المشاركات : 1,709

غير متواجد
 
افتراضي
أما ذات الله وصفاته فيمنع التفكر فيها ويحرم ؛


عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :


{تَفَكَّرُوا فِي آلَاءِ اللَّهِ وَلَا تَفَكَّرُوا فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ }


رواه الطبراني


لأن العقل يستحيل عليه إدراك كنه ذلك والإحاطة بعلمه .


ولأن التفكر في هذا الأمر قد يفضي إلى الوقوع في مفاسد اعتقادية من التفويض والتشبيه والتمثيل والإلحاد وطروء الشك في المسّلمات .


ولذلك لما أعمل المبتدعة من معتزلة وغيرهم عقولهم في كنه ذات الله وصفاته فسد اعتقادهم وخرجوا عن منهج الني صلى الله عليه وسلم وأصحابه .


وكل ما يتخيله الانسان ويخطر عليه فيه فالله على خلافه سبحانه كما قال :


(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)


الشورى 11


إن الانسان إذا قام بعملية التفكر في جميع خلق الله وآلائه استفاد أمورا :


1- سعة علم الله وخبرته بخلقه وأحوالهم وما يصلح لهم .


2- سعة قدرة الله ودقة إتقانه للمخلوفات .


3- سعة رحمة الله وإحسانه على خلقه .


4- عظيم حكمة الله وحسن تقديره للكائنات .


5- افتقار الانسان وتذلله وعجزه وقلة حيلته فهو أداة صغيرة في هذا الكون العظيم المسخر له .


6- عظم حق الله وفضله على خلقه .


وبتحقق هذه الأمور والمعاني تنتج فائدة وثمرة التفكر الكبرى في هدفين :





أولا : أن يستقر في قلبه عظم الخالق وغناه وتفرده بالخلق والتدبير وتكفله برزقهم ..


فكل ذلك يجعله يقر ويعترف بتفرد الخالق بالعبادة فيخضع له ويتأله له وينصرف له بالعبادة وحده دون ما سواه .


قال قتادة : (من تفكر في خلق نفسه عرف أنه إنما خلق ولينت مفاصله للعبادة).



ثانيا : أن يحدث ذلك له زيادة الإيمان :


فإنه إذا تعرف على كمال صفات الرب وجماله وجلاله من علم وقدرة وحكمة وحسن عادته ورحمته بالخلق وقيامه بمصالحهم وحلمه عليهم على مر الزمان وإنزال الرحمة عليهم مع كونهم يعصونه بالليل والنهار ؛


زاد إيمانه في قلبه لمشاهدته عظم الخالق فكلما زاد اليقين زاد الإيمان ولهذا كان العلماء أخشى الله من عباده. قال تعالى :


(إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ).


فاطر 28


ومن التفكر المحمود النظر والتأمل والتدبر في مقاصد الشارع في أحكامه وعلل التشريع والتماس الحكمة التي بنيت عليه الأوامر والنواهي الشرعية ؛


فإن هذا الباب عظيم النفع ومن أعمل فكره فيه واستفرغ جهده وكان أهلا تكون لديه ملكة فقهية وقدرة على الاستنباط وإعمال القياس الصالح في موضعه وزال عنه كثير من إشكالات العلم واعتراضات الجهال .





ومن أعظم ما يعين العبد على التفكر :


- الخلوة عن الخلق واعتزالهم .


- البعد عن شواغل الدنيا وعلائق الترف ومجالس اللهو .


بحيث يكون القلب مستجمعا للفكرة محلا صالحا للعبرة تؤثر فيه الحكمة .


ومع بيان فضل هذه العبادة وعظيم أثرها في زيادة الإيمان واليقين والتأله ؛


إلا أن كثيرا من الناس اليوم غافلا عنها معرضا عن العمل بها لشغله بالدنيا وقلة علمه وطول أمله ودخوله في الأماني الكاذبة ؛


قال تعالى :


(وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ).


يونس 92





خالد البليهد .



..اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك..




..منقول مع بعض التعديلآت..


توقيع اوصاف2010
استغفر الله ,,استغفر الله الذي لااله الا هو الحي القيوم واتوب اليه



اللهم يا ذا الوجه الأكرم , والاسم الأعظم , والعطية الجزلى


ربي اغفر لي واستجب دعائي عاجلا

اللهم أعني على ابتغاء مرضاتك