عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2011-01-06, 7:23 PM
اوصاف2010
عضو متميز بالمنتدى
رقم العضوية : 133811
تاريخ التسجيل : 14 - 11 - 2010
عدد المشاركات : 1,709

غير متواجد
 
Lightbulb .. ~ العبادة الصامتة .. ~
.. ~ العبادة الصامتة .. ~












العبادة الصامتة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:
فإن الله تعبّدنا بأنواع العبادات الظاهرة والباطنة والفعلية والقولية والبدنية والمالية والعامة والخاصة ؛
فشرع هذا التنويع ليتحقق كمال التأله لله ويندفع السآمة عن المكلف ويتجدد الشوق والرغبة في العمل .
ومن هذه العبادات النافعة والمباركة عبادة التفكر ؛
التي تتعلق بالقلب ولا يستعمل فيها اللسان وباقي الجوارح فهي عبادة صامتة .
وقد ورد في التفكر فضل عظيم في الكتاب والسنة والآثار. قال تعالى في سياق مدح المؤمنين:
(وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
آل عمران 191
وفي الإسرائيليات روي عن عيسى عليه السلام أنه قال :
(طوبى لمن كان قيله تذكراً وصمته تفكرا ونظره عبراً).
واعتنى السلف بهذه العبادة الجليلة وكان لهم فيها أحوال. قال أبو سليمان الداراني :
(إني لأخرج من منزلي فما يقع بصري على شيء إلا رأيت لله علي فيه نعمة ولي فيه عبرة)
وقال الحسن البصري : (تفكر ساعة خير من قيام ليلة)
وقال أيضا : (الفكرة مرآة تريك حسناتك وسيئاتك)
وقال سفيان بن عيينة : (الفكرة نور يدخل قلبك)

والتفكر معناه في الاصطلاح الشرعي :
إعمال العقل في أسرار ومعاني الآيات الشرعية والكونية عن طريق التأمل والتدبر وملاحظة وجه الكمال والجمال ؛
ومشاهدة الدقة وحسن التنظيم والسنن الكونية والتماس الحكمة والعبرة من وراء ذلك.
وقد خاطب الله الكفار وحثهم على التفكر في ملكوت السماوات والأرض ليعرفوا تفرده واستحقاقه للحمد ؛
فيخلصوا العبادة له وتخبت قلوبهم وتخضع له وتكفر بما سواه من الشركاء العاجزين .
قال تعالى :
(أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ).
الأعراف 185


ومجالات التفكر في الأمور الآتية :

1- آيات الله الكونية :
بأن يشاهد الانسان جمال روعة الجبال والبحار والأشجار والأنهار والسهول والطبيعة الخلابة ؛
ويلاحظ تعاقب الليل والنهار وجريان الشمس والقمر وفق نظام بديع لا يتخلف ولا يضطرب على مر الزمان .
قال تعالى :
(تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا(61)


وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا
(62))
الفرقان

2- الآيات الشرعية في آي القرآن :
بأن لاحظ بلاغة القرآن وفصاحته وحسن تنظيم الكلام و مناسبته لأغراض الكلام ومقام السياق وإعجازه وحسن عرضه لقضايا التوحيد والتشريع والسلوك والآداب. قال تعالى :
(وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)
النحل 44

3- تكوين الانسان :
بأن يشاهد تنوع الأعضاء وحسن تنسيقها وبديع صنعها ودقتها وكبير فائدتها وانسجامها في العمل ؛
فيتأمل في القلب والشرايين والأعصاب ووظائف العقل وإعجاز حاسة النطق والسمع والبصر واللمس والذوق ؛
وما يجري في هذه النفس من الدم والماء والإنزيمات التي تضمن حياته وتؤثر على تصرفاته .
قال تعالى : (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)
الذاريات 21

4- طبيعة النفس البشرية :
بأن يتأمل في نزعات النفس والرغبات التي خلقه الله عليها من حب الدنيا والرئاسة والتملك ؛
وحب الاعتداء والاستيلاء على ملك الغير وحب الخلود .
ويتأمل في غريزة حب العمارة فلو كان جميع الخلق زاهدا لما عمرت الأرض .
قال تعالى :
(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا).
الأحزاب 72
يتبع


توقيع اوصاف2010
استغفر الله ,,استغفر الله الذي لااله الا هو الحي القيوم واتوب اليه



اللهم يا ذا الوجه الأكرم , والاسم الأعظم , والعطية الجزلى


ربي اغفر لي واستجب دعائي عاجلا

اللهم أعني على ابتغاء مرضاتك