[السمو الروحي]

الدكتور الأديب غازي القصيبي :


سبحان الّلهـ مكث هـذا المقال يراودني كتابتهـ في شعبان ثم في رمضان و لكن شاء اللّهـ أن أُسطّر غازي القصيبي من ضمن العمالقهـ الراحلين .

نشأ رحمهـ اللّهـ يتيم الأم خالي الأصحاب مما أولد عندهـ حافزاً أدبياً قوياً وشِعراً حاملاً العديد من الإستفهامات و روايات ليس لها نهايهـ .

تقلّد عدداً من الوزارات , وكان سفيراً للملكهـ في أكثر من دولهـ , كان شغوفاً رحمهـ اللّهـ بالشعر والروايهـ بالرغم من مناصبهـ وأعمالهـ الصعبهـ , أيضاً بالرغم من وقوف الكثير في وجههـ وإنتقاد قصائدهـ و رواياتهـ , وإتهـام نيّتهـ , إلآ أنهـ لم يتوقّف عن النشر وعن الكتابهـ أحياناً بأسماء مجهولهـ .

لهـ روايات عَدهـ كان آخرهـا الجنّيهـ , ولهـ رواية شِقة الحُريهـ و العصفوريهـ ورواية أبو شلاّخ البرمائي و التي كان لـها جماهريهـ مؤيدهـ ومُعارضهـ ... وغيرهـا العديد من الروايات .

كما ألّف دواوين في الشعر منهـا صوت من الخليج , الأشج , أشعار من جزائر اللؤلؤ , و الشهـداء والتي خفّفت عنهـ بعض النقد .

ولهـ مؤلفات في مجالات عمل شتى منها على سبيل المثال "حياة في الإدارهـ ".

بالرغم أنني لستُ من متابعين قصائد غازي القصيبي إلّا ما يُنشر في الصُحف إلآ أنني أعترف أنهـ أديب لن يتكرر كثيراً وأتمنى أجـد مٌتسعاً من الوقت لـ أتذوّق أبياتهـ .

تناقل الناس طُرفةً على لسان الدكتور غازي رحمهـ اللّهـ وهـي يقول الدكتور غازي عندما كُنت وزيراً للكهرباء إنقطع الكهربـاء على بعض المنازل فتوالت الإتصالات على الشركهـ فجاء إتصال على السنترال فقمتُ أنا بالرد عليهـ وكان مواطناً غاضب جدّاً فقال لي ( قل لوزيركـم الشاعر يتركـ عنهـ الشعر ويهتم في وزارتهـ يقول غازي فرددت عليهـ بقول : رسالتكـ وصلت ! فسكت المُتصل قائلاً وش تقصد فرد الدكتور : أنا الوزير . قال المُتصل إحـلـف ؟ فقلت واللّهـ وما كان منهـ إلّا أن أغلق الخط في وجهـي ) .

أزف الـفـراق ...فـهــل أودع صـامـتـا .. أم أنـــت مـصــغ للـعـتـاب فـأعـتـب
هيـهـات مــا أحـيــا الـعـتـاب مـــودة .. تغـتـال ...أو صـــد الـصــدود تـقــرب
يا سيدي ! في القلـب جـرح مثقـل .. بالحـب ...يلمسـه الحنيـن فيسكـب
ياسـيـدي ! والظـلـم غـيـر مـحـبـب .. أمـــا وقـــد أرضـــاك فـهــو مـحـبـب
سـتـقـال فـيــك قـصـائــد مــأجــورة .. فـالـمـادحـون الـجـائـعــون تـأهــبــوا
دعوى الوداد تجـول فـوق شفاههـم .. أمــا القـلـوب فـجـال فيـهـا أشـعـب
لايسـتـوي قـلــم يـبــاع ويـشـتـرى .. ويـراعــة بـــدم الـمـحـاجـر تـكـتــب
أنـا شاعـر الدنـيـا ...تبـطـن ظهـرهـا.. شعـري ...يـشـرق عبـرهـا ويـغـرب

أسأل اللّهـ أن يعفو عنّا وعنهـ ويغفر لنـا ولهـ إنهـ أرحـم الراحمين .

الدكتور بـكر الشـدي :

هـل تعرف من هـذا ؟ إنهـ شخصيهـ رسمت على وجوهـ الأطفال قبل الكبار العـلم والإبتسامهـ , إنهـ شخصية الطيّار في البرنامج التربوي الشهيـر " إفتح يا سمسم " فمن تابع في طفولتهـ ذاكـ البرنامج حتماً لن ينسى شخصية الطيّار .

كان شعارهـ رحمهـ اللّهـ " أعطني مسرحا أعطيكـ شعباً مُثقّفاً " كان يحلم بمسرح سعودي أدبي بحجم السمـاء , وبين الحلم و الأمل إنتقل إلى الولايات المُتحدهـ لنيل الماجستير ثم من أمريكا إلى ديار الأديب الإنجليزي شكسبير طالباً الدكتوراهـ في الأدب وعلوم المسرح حتى حصل عليها بتقدير ممتاز بعد إبتعاثهـ من قِبل الأمير فيصل بن فهد رحمهـ اللّهـ ليكون أول سعودي وربما عربي يحصل على الدكتوراهـ في المسرح , وبعد عودتهـ للبلاد طبّق مادرس على أرض الواقع حيث تمت الإستفادهـ منهـ في العديد من المجالات فعمل مُترجماً في الرئاسهـ العامهـ لرعاية الشباب , وعضواً في اللجنهـ الفاحصهـ لإختيار المواهب التابعهـ للجمعيهـ وهو أول سعودي يُمثّل المملكهـ دولياً حيث شاركـ في مهرجان المسرح العربي في الخارج فأظهـر الشعب السعودي بصورةٍ طيّبهـ خارج الوطن .

أوصل لنـا التاريخ العربي بطريقةٍ لن تتكرر لعقودٍ طوال , وفي أثناء إحتفالات المملكهـ في المائة عـام لتوحيدهـا ساهم رحمهـ اللّهـ بتمثيل التاريخ السعودي بشكلٍ بسيط يُساعد المُشاهـد على تنمية معلوماتهـ وإدراكـ واقع عاشتهـ البلاد بُرهةً من الزمن فكان إسلوبهـ سهلاً سلساً واضحاً بعيداً عن التكرار والإلقـاء المعهود , كذلكـ ساهـم بقوّهـ على نشر التاريخ العربي الإسلامي بعيداً عن التهريج وتزييف التاريخ .

أُطلق إسمهـ على إحدى قاعات جمعية الثقافهـ والفنون تخليداً لذكراهـ و تكريماً لهـ على جهودهـ في المسرح , ولعلّهـ بدايات للنهوض بالمسرح السعودي كما كان يحلم الدكتور بكر الشّدي .
وهــكذا رحـل بكر الشدّي تاركاً حُلمهـ قيد التحقيق , وتاركاً الأدب المسرحي السعودي فارغاً حتى الآن , وربما نساهـ الكثير إلّا القلةِ منهم .

فـ اللّهـم إرحمهـ وإغفرلهـ وأعفوا عنّا وعنهـ وأجعل قبرهـ روضةً من رياض الجّنهـ .

في حين أبت دمعتي الخجولهـ إلّا أن تخرج لـ عمالقهـ قـد رحلوآ , إلى هُنـا أكتفي .... إنتهـى .

من الواجب علينا كـ مسلمون سعوديون الإطلاّع والبحث والنشر عن عمالقهـ أخرجتهم أرضنا , حفروا أسمائهم في التاريخ و أبقوا مآثرهـم ليستفيد بهـا من بعدهـم , في حين لا يريدون منّا الآن سِوى الدعاء لـهم .

اللّهـم أُسدل رحماتكـ على أرواحهم من أبا فيصل في أول المقال وحتى أبا فيصل في آخـر المقال وأجمعنا بهم مع النبي الكريم عليهـ الصلاة والسلام في الفردوس الأعلى من الجنّهـ .

تــم بحمد اللّهـ تعالى , كتبتهـ ترجّلاً فما فيهـ من صواب فمن اللّهـ وحدهـ وما فيهـ من خطأ فمن الشيطان , يُشرّفني نقلهـ عنّي منسوباً إلي أو إلى المنتدى مع تذييل الدعاء أسفلهـ , إن أمكن ~
:
:
:

كتبهـ وبحثهـ وأعدهـ مُسبقاً :

( هـدى بنت عبدالرحمن )
السعوديهـ
الإربعـاء 5 / 1 / 2011 مـ
إلى اللقـاء ~