عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2006-09-09, 4:46 AM
roqyah2004
Guest
رقم العضوية :
تاريخ التسجيل :
عدد المشاركات : n/a

 
افتراضي هذا حـالـي مـع من اغـتـبـتـُه .. وهـذا كـان ردُّهَُ عـلـي !!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طبعاً بداية أقول لكم أن الموضوع منقول والغرض من نقي هو لتأخذوا منه الفائدة كما أخذتها أنا

علّنا نخرج بفائدة من دخولنا للمواقع والمنتديات

والآن أترككم مع كاتب القصة أو الرواية

جمعنا البارحة عشاء عمل بدعوة من أحد الأصدقاء القدامى دعى فيها نفراً قليلاً من زملاء المهنة ( الذبيحة لم يتجاوز وزنها بالكامل 6 أو 7 كيلو ) ، وقد كان عشاءً لذيذاً وبصراحة لي فترة لم آكل لحماً بهذه الطريقة .



المهم .. بعد أن انفضَّ السامر بقينا أنا وصاحب الدعوة وثالثنا أحد الزملاء ، جلسنا نتجاذب أطراف الحديث ، حتى أتينا على ذكر أحد زملائنا ، وهنا بدأ ( الحـشُّ ) في الرجل ، حتى أننا نسينا أننا قد قمنا للتو من أكل اللحم ، حتى بدأنا في نهش لحم أخينا .



صحيح أن في أخلاقه ودينه وطريقة تعامله ( وخصوصاً في الدرهم والدينار ) ما فيها ، لكن .. كل ذلك لم يكن مبرراً أبداً للخوض في سيرته ، وذكره بالسوء في حالة غيابه .



طريقتي - ولله الحمد - في كل المجالس التي أجلسها في العمل أو مع الأصدقاء أو الجلسات العائلية وخصوصاً عندما تكون جلسة من النساء ( والدتي - حفظها الله - زوجتي وأخواتي وبناتهن ) ، أنني أحرص أشد الحرص على أن لا نغتاب أحداً ، وإذا حصل وبدأ أحد بالغيبة بادرت إلى إقاافهم عن الكلام وتغيير الموضوع ، حتى صاروا يعرفون طبعي ويتحاشون غيبة أحد في حضوري ( الظاهرة " الغيبة " خفَّت كثيراً حتى في غيابي ولله الحمد ) .



إذن مالذي حصل هذه المرة ؟



هل لأن لهذا الرجل مواقف ليست جيدة معي في الفترة الأخيرة ( موسم الحج ) ، لم أستطع منع نفسي من مشاركتهم والوقوع في الذنب الذي كنت أنهى عنه ؟



وهل هذا يبرر لي غيبته وهو غير موجود ؟



وإذا كان موجوداً في الجلسة ، هل كنت سأتحدث عنه بهذه الطريقة ؟



وهل سأرضى أن يتحدث عني أحد في مجلس مماثل بمثل هذا الحديث ؟ ويكون هو جالس معهم يشاركهم ، أو على الأقل يسكت ويستمع دون أن يدافع عني ؟



هذه التساؤلات ظلت تدور في رأسي فترة من الوقت ، حتى وجدتني أخرج جوالي وأتصل به .



طلبته على رقمه الأول ، فكان الجوال مغلقاً .



طلبته على جواله الآخر ، ردَّ علي بعد أن استمر الجرس فترة ، لكن الأهم أنه ردَّ أخيراً ..



السلام عليكم .. كيف الحال يا أبو فلان ؟ أخبار ؟ علوم ؟ الحمدلله على السلامة ( أخبرني أنه وصل للتو من السفر ) .



أريد أن أخبرك بأمر ، وأرجو ألا تغضب مني أولاً ، وتسامحني ثانياً .



كنت في مجلس ، ذُكِرتَ فيه فاغتبتك ، وأنا الآن أرجو أن تسامحني .



موقفه فاجأني : ( سامحك الله دنيا وآخرة ) ( عرضي حلال عليك ) .



والله بقدر ما فرحت بأنه سامحني ، فقد خجلت من كلامه وكرمه أكثر من خجلي من غيبته .



وبعد أن تبادلنا بعض الحديث ، ودعني وأنهى المكالمة .



لماذا أذكر هذا الموضوع ؟



* أن نعرف أننا بشر نخطيء ونصيب ، وأننا في يومٍ ما قد نقع في نفس وجنس ما ننهى عنه غيرنا من ذنوبٍ ومعاصٍ ، ونتمنى أن يـُلتمَسَ لنا العذر وأن نـُنصحَ بالحسنى ، فوجب علينا أن نستخدم هذا الأسلوب مع غيرنا في نصحهم .



* أننا نتهيب أحياناً ( بل غالباً ) أن نعتذر لمن أخطأنا عليه أو اغتبناه ، ويكون الأمر أسهل كثيراً مما نظن ، فتخيلوا لو أنني لم أتصل وأعتذر ، كم من الذنوب كنت سأتحمل ، وذنب الغيبة ليس كأي ذنب فعقوبته مشدَّدَّة حتى أنه عُدَّ من الكبائر .

حتى لو أننا واجهنا عتاباً ممن أخطأنا عليه فالأمر - مقارنة بعقاب الآخرة وغضب الله تعالى - أسهل بكثير بل لا مقارنة بينمها أصلاً .



* أننا مقصرون في أعمالنا ، لا نؤدي الفرائض على وجهها فضلاً عن النوافل وأوجه البر والطاعة الأخرى ، ومع هذا التقصير نأتي وننثر هذا القليل الذي جمعنا ( إن قبله الله منا أصلاً ) ، ونتصدق به على هذا وذاك ، ونحن نعلم أن بعض من اغتبناهم لهم ذنوبٌ ربما بعملنا هذا نحن من سيتحملها عنهم يوم القيامة ، إذا فنيت حسناتنا ولم توفِّهم حقوقهم .



* ما هو الداعي لأن نذكر فلاناً وفلانة وعلاناً وعلانة ، ما هو العمل الإيجابي الذي نستفيده من هذا الحصاد السيء لألسنتنا ؟ ماذا نستفيد في دنيانا ، ناهيك عن آخرتنا . وقد ذكر علماؤنا الأفاضل حالات نادرة جداً هي فقط التي تجوز فيها الغيبة . ( تزكية الزواج ، شهادة الشاهد عند القاضي ، وبين الحال كقول : فلان الأعور ، وبعض الحالات النادرة الأخرى ) .



* أن أقصر الطرق لنُـصحِ شخصٍ ما ، هو الشخص نفسه ، لا أن نذكر عيوبه وسقطاته وزلاته عند الآخرين ، فلن نستفيد بشيء من هذا التصرف سوى أن نجمع على أنفسنا ذنوباً نحن في غنىً عنها ، إذ أن ذنوبنا التي تقترفها تكفينا ، وهذه النصيحة ( إن جاز تسميتها كذلك ) لن يستفيد منها الشخص الذي اغتبناه ، بل ستوغر الصدور وتبعث الأحقاد في النفوس إذا وصله خبر بطريقة وبأخرى أن فلاناً اغتابه أو انتقصه ، وكم سمعنا من المشاكل التي كان سببها قال فلان وقالت فلانة .



أحبتي .. اسمحوا لي ، واعذروني على الإطالة ، فوالله ما كتبت الموضوع إلا تأديباً لنفسي الأمارة بالسوء أولاً ، وثانياً : لعل أحداً يستفيد من هذه الكلمات التي أسأل الله أن تكون خالصة لوجهه الكريم .


نقلته لكم أختكم في الله

roqyah2004