لا يَصِحّ القول بأن مَن أرادت الزواج أو الْحَمل أن تَقرأ سورة البقرة .
إلا أن يَكون ذلك مِن باب الرُّقْيَة ، فَبَاب الرُّقْيَة واسِع ، لِقوله عليه الصلاة والسلام : اعْرضوا عليّ رقاكم ، لا بأس بالرُّقى ما لم يكن فيه شرك . رواه مسلم .
وسورة البقرة فضلها عظيم ، فالشيطان يهرب من البيت الذي تُقرأ فيه . قال صلى الله عليه وسلم : لا تجعلوا بيوتكم مقابر ، إن الشيطان يَنْفُر مِن البيت الذي تُقْرأ فيه سورة البقرة . رواه مسلم .
وقال صلى الله عليه وسلم : من قرأ بالآيتين مِن آخر سورة البقرة في لَيلة كَفَتاه . رواه البخاري ومسلم .
ويعجز السَّحَرة عن صاحِب سورة البقرة ، وكذلك عن البيت الذي تُقرأ فيه . قال عليه الصلاة والسلام : اقرءوا سورة البقرة ، فإن أخذها بَرَكة ، وتَرْكها حَسْرة ، ولا تستطيعها البَطَلة . قال معاوية بن سلاّم : بَلَغَني أن البَطَلَة السَّحَرة . رواه مسلم .
وأما تقييد قراءة البقرة في كل ثلاثة أيام ، أو أن الشياطين لا تدخله ثلاثة أيام فقد وَرَد في ذلك حديث ضعيف ، وهو بِلفظ :
إن لكل شي سناما ، وإن سنام القرآن سورة البقرة ؛ مَن قَرأها في بيته ليلا لم يَدخل الشيطان بيته ثلاث ليال ، ومَن قَرأها نهارا لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام . رواه ابن حبان . وقد أورده الشيخ الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة بهذا اللفظ برقم 1349
وصحح الحديث بلفظ آخر ، وهو : " إن لكل شيء سناماً ، وسنام القرآن سورة البقرة ، وإن الشيطان إذا سمع سورة البقرة تُقرأ ؛ خرج من البيت الذي يُقرأ فيه سورة البقرة " .
وأصل الحديث في صحيح مسلم بلفظ : إن الشيطان يَنْفُر مِن البيت الذي تُقْرأ فيه سُورة البقرة . كَما تقدّم .
وجاء التقييد بثلاثة أيام في قراءة آخِر آيتين مِن سُورة البقرة ، كما في قوله عليه الصلاة والسلام : إن الله كَتَب كِتابا قبل أن يَخْلق السماوات والأرض بألْفَيّ عام ، فأنزل منه آيتين فَخَتَم بهما سورة البقرة ، ولا تُقْرآن في دارٍ ثلاث ليالٍ فَيَقْربها الشيطان . رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي في الكبرى .
ومن لا يستطيع أن يَقرأ القرآن فليُشغِّل المسجِّل ، ويستمع إلى سورة البقرة ، فإنه تحصل به قراءة سورة البقرة .
والله تعالى أعلم .
الشيخ عبدالرحمن السحيم
__________________
جزاك الله خيرآ
ونفع بك وبما قدمتي