عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 10  ]
قديم 2010-12-24, 7:19 PM
حياتي بايماني
عضو نشط
رقم العضوية : 50578
تاريخ التسجيل : 19 - 4 - 2008
عدد المشاركات : 328

غير متواجد
 
افتراضي

وقفةٌ حول أعياد رأس السَّنة الإفرنجيَّة
خالد بن عبد الرَّحمن الشَّايع
الحمدُ لله ربّ العالمين ، و صلَّى الله و سلَّم على نبيِّنا محمَّدٍ ، أما بعدُ :
فإنَّ للنَّصارى مِنَ ( الكاثوليك ) و ( البروتستانت ) أعياداً متواليةً في رأسِ السَّنةِ الإفرنجيَّة ، و أبرزها عيد ميلاد المسيح عيسى ابن مريم عليه السَّلامُ ، و الذي يحرصُ ملايينُ النَّصارى ( و بعضُ جهَّال المسلمين ) على إظهارِ حَفَاوَتِهم به عبرَ تزيينِ الأشجارِ و إرسالِ بطاقاتِ عيدِ الميلادِ إلى الأصدقاءِ و الأقاربِ ، مع نَشْرِ الدُّمى و الصُّوَر التي ترمزُ إلى ( البابا نويل ) .
و مِنْ عادةِ كثيرٍ مِنَ النَّصارى التَّجمُع ليلة عيد الميلاد في ( بيت لحم ) حيث يذكرون أنَّ المسيحَ قد ( وُلِدَ ) هناك ، لإقامة قدَّاس منتصفِ اللَّيلِ ، إضافةً لما يعملونه في الأعيادِ الأخرى في هذه الفترةِ ، و منها عيد ( الغطاس ) الذي تزعمُ النَّصارى أنَّ يحيى ( عمَّد ) فيه عيسى عليهما السَّلام ( أي غسله بماءٍ لتطهيرهِ مِنْ ذنوبهِ ، و هو اليوم عند النَّصارى رمزٌ لدخولِ الإنسانِ في المجتمع النَّصرانيّ ) ، و لذا يتبرَّكون بهذا ( التَّعميد ) ، و كذا عيد ( الفُصح ) و غيرها .
و تصاحبُ أعيادَهم هذه مظاهرُ عديدةٌ كتزيينِ البيوتِ ، و إيقادِ الشُّموع ، و الذَّهابِ للكنيسةِ و تزيينها ، و صناعةِ الحلوى الخاصَّة ، و الأغاني المخصَّصة للعيدِ بترانيمَ محدَّدةٍ ، و صناعة الأكاليل المضاءة ، و غير ذلك مِنْ طُقُوسِهم .
و في ضَوْءِ ما تقدَّم ، و حيثُ إننا في وقتِ إقامةِ النَّصارى لاحتفالاتِهمفينبغي أنْ يُعلَم أنَّ جميعَ ما لدى النَّصارى و ما لدى عمومِ الكفَّارِ مِنْ تلك الأعيادِ بدعةٌ و ضلالةٌ ، فوق ما عندهم مِنَ الكفرِ بالله ، قالَ الله تعالى{ وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَاك َتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ } - الحديد : 27
و قد أغنى الله أهلَ الإسلامِ بما شرعَ لهم مِنْ عيدي السَّنةِ : الفِطْر و الأضحى ، و بما جعلَ لهم مِنَ العيدِ الأسبوعيّ في يوم الجمعةِ ، و هي أعيادُ فرحٍ و عبادةٍ لله تعالى ، فليسَ بعد هذا الحقِّ إلا الضَّلالُ ، و لأجلِ ذلك نبَّه العلماءُ إلى تحريمِ مشاركةِ الكفَّار في شيءٍ مِنْ أعيادِهم ، سواءً أ كان ذلك بحضورِها أو التَّشبُّه بهم في أعمالهم فيها ، أو بإعانتِهم عليها ، أو بتهنئتهم بها ، فكلُّ ذلك مما يخالفُ ما جاءتْ به الشَّريعةُ مِنْ وجوبِ مفاصلةِ الكفَّار و الحذَرِ مِنْ مشابهتِهم أو موافقتِهم في أعيادِهم و عباداتِهم .
و لا ريبَ أنَّ الأعيادَ مِنْ جملةِ الشَّرع و المناهج و المناسكِ التي قالَ الله سبحانه : { لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَ ادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ } - الحج : 67 ، فالموافقةُ فيها موافقةٌ في أخصِّ شرائعِ الكُفْرِ .
و قد كانتْ عنايةُ الشَّرعِ بهذا الأمرِ بليغةٌ و مؤكَّدةٌ ، فإنَّ الله وصفَ عبادَه المؤمنين بمجانبةِ الكفَّارِ في أعيادِهم ،و ذلك قوله سبحانه :{ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ } - الفرقان : 72 ، فالمرادُ بالزُّورِ - الذي لا يشهدُه عبادُ الله المؤمنون - في هذه الآيةِ هو : أعياد الكفار .
و روى البيهقيُّ بِسَنَدٍ صحيحٍ عنْ عبدِ الله بنِ عمرو بنِ العاص رضيَ الله عنهما أنه قالَ : " مَنْ بنى ببلادِ الأعاجمِ ، فصنعَ نيروزَهم و مهرجانَهم ،و تشبَّه بهم حتَّى يموت و هو كذلك ؛ حُشِرَ معهم يومَ القيامةِ " .
و الله جلَّ شأنه قد شرعَ لعبادهِ المؤمنين مِنَ الأعيادِ ما يستغنون به عنْ تقليدِ غيرِهم ، كما تقدَّم ، فقد روى أبو داود و النّسائيّ و غيرهما بسندٍ صحيحٍ عنْ أنسٍ رضيَ الله عنه قالَ : قَدِمَ النَّبيُّ صلَّى الله عليه و سلَّم المدينةَ و لهم يومان يلعبون فيهما ، فقالَ : " قد أبدَلَكُم الله تعالى بهما خيراً منهما : يومَ الفطر و الأضحى " ، قالَ الحافظُ ابنُ حجر رحمَه الله :و استنبط منه كراهة الفرح في أعيادِ المشركين و التَّشبُّه بهم .
قالَ شيخُ الإسلام ابنُ تيميَّةَ رحمَه الله : فأمَّا بيعُ المسلمِ لهم في أعيادِهم ما يستعينونَ به على عيدِهم مِنَ الطَّعامِ و اللِّباسِ و الرَّيحانِ و نحو ذلك ، أو إهداء ذلك لهم فهذا فيه نوع إعانةٍ على إقامةِ عيدِهمُ المحرَّمِ .
قالَ : و كما لا يُتشبَّه بهم في الأعيادِ ؛ فلا يُعَانُ المسلمُ المتشبِّه بهم في ذلك ، بل يُنهى عنْ ذلك ، فَمَنْ صَنَعَ دعوةً مخالفةً للعادةِ في أعيادِهم لم تجبْ إجابةُ دعوتهِ ، و مَنْ أهدى للمسلمينَ هديَّةً في هذه الأعيادِ مخالفةً للعادةِ في سائرِ الأوقاتِ غير هذا العيدِ لم تُقْبَلْ هديَّتُه ، خصوصاً إنْ كانتِ الهديَّةُ مما يُستعانُ بها على التَّشبُّه بهم .
و بهذا يُعلَمُ خطأ عددٍ مِنْ إخوانِنا و أخواتِنا أهل الإسلامِ الذين يتساهلونَ في هذه المسألةِ لينـزلقوا في مشاركةِ الكفَّارِ أعيادهم بأيِّ صورةٍ كانتْ ، مع ما فيها مِنَ الخللِ بالعقيدةِ .
وفَّقنا الله جميعاً لما يحبُّه و يرضاهُ ، و صلَّى الله و سلَّم على نبيِّنا محمَّد .
من تجميع الأخوات
راجية عفو ربي
الشيماء
رياحين
دواتا أفنان
أنا بنت الاسلام