عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 3  ]
قديم 2010-12-24, 7:06 PM
حياتي بايماني
عضو نشط
رقم العضوية : 50578
تاريخ التسجيل : 19 - 4 - 2008
عدد المشاركات : 328

غير متواجد
 
افتراضي
ثالثاً : لا يشرعُ في دينِنا الاحتفال بمولدِ أحدٍ مهما كانَ ؛ سواء كانَ يتعلَّق بمولدِ نبيِّنا محمَّدٍ صلَّى الله عليه و سلَّم أو غيره مِنَ الأنبياءِ أو الصِّدِّيقينَ و الصَّالحينَ ، فمولدُ الأنبياءِ و مماتهم صلواتُ الله عليهم ليسَ مناسبةً دينيَّةً يتقرَّب بها إلى الله و يظهرُ فيها الفرح أو الحزن أو غير ذلك مِنْ مظاهرِ الاحتفال .
و لذلك لما كسفتِ الشَّمسُ على عهدِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه و سلَّم ظنَّ النَّاسُ أنها كُسِفَتْ لموتِ إبراهيمَ وَلَدِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه و سلَّم ، فردَّ صلَّى الله عليه و سلَّم هذا الظَّنَّ و أبطلَه كما أخرجَ البخاريُّ حديث المغيرة بنِ شعبة قالَ : كُسِفَتِ الشَّمسُ على عهدِ رسولِ الله صلَّى الله عليه و سلَّم يومَ ماتَ إبراهيمُ ، فقالَ النَّاسُ كُسِفَتِ الشَّمسُ لموتِ إبراهيمَ . فقالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه و سلَّم : ( إنَّ الشَّمسَ و القمرَ لا ينكسفانِ لموتِ أحدٍ و لا لحياتهِ ، فإذا رأيتم فصلُّوا و ادعوا الله ) .

و لذلك لم يردْ في شرعِنا دليلٌ يدلُّ على الاهتمامِ بمناسبةِ المولدِ أو المماتِ و مشروعيَّة الاحتفالِ بهما ، و لم يُنقَلْ عنِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه و سلَّم أو الصَّحابةِ أو الأئمَّةِ المتبوعينَ الاحتفال بذلك .

رابعاً :إنَّ الاحتفالَ بعيدِ المسيح فيه نوعٌ مِنْ إطرائهِ و الغُلُوِّ فيه و المبالغةِ في حبِّه ، و هذا ظاهرٌ في شعائرِ النَّصارى في هذا اليومِ .

و قد أشارَ النَّبيُّ صلَّى الله عليه و سلَّم إلى ذلك فقالَ : ( لا تُطروني كما أطرتِ النَّصارى المسيحَ ابنَ مريمَ ، فإنما أنا عبدُه ، فقولوا : عبد الله و رسوله ) رواه البخاريُّ .

و قد نهى الشَّرعُ عنْ تقديسِ الأنبياءِ و الغُلُوِّ فيهم و عبادتهم دون الله و رَفْعِهم فوق منزلتِهمُ التي أنزلَهمُ الله تعالى ، فالرُّسُلُ بعثَهمُ الله مبشِّرينَ و منذرينَ يدعونَ النَّاس لعبادةِ الله لا لأجلِ عبادتِهم و الغُلُوِّ فيهم .

خامساً : إنَّ الاحتفالَ بذلك العيدِ فيه موالاةٌ للكفَّارِ و مشاركةٌ لهم في شعائرِهمُ الباطلةِ ، و إشعارٌ لهم أنهم على الحقِّ ، و سُرُورهم بالباطلِ ، و كلُّ ذلك محرَّمٌ مِنْ كبائرِ الذُّنوبِ ، قالَ تعالى : ( يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَبَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) .

و هذا إذا لم يقصدِ المسلمُ الرِّضَا بدينِهم و الإقرارَ بشعائرِهم مِنَ التَّثليثِ و التَّعميدِ و الذَّبحِ لغيرِ الله و شَدّ الزّنار و غيره ، أمَّا إنْ قصدَ ذلك فهو كافرٌ مرتدٌّ عنْ دينِ الإسلامِ باتِّفاقِ أهلِ العِلْمِ .

و العاميُّ لا يفرِّقُ في هذا المقامِ ، و لذلك يجبُ على المسلمِ اجتناب كنائس و معابد النَّصارى في هذا اليوم و غيرهِ .