

حكمُ الاحتفالِ بعيدِ ميلادِ المسيح
خالد بن سعود البليهد
الحمدُ لله ربِّ العالمين ، و الصَّلاةُ و السَّلامُ على نبيِّنا محمَّدٍ و على آلهِ و صَحْبهِ أجمعين ، و بعدُ :
فيحرمُ على المسلمِ الاحتفالُ بعيدِ ميلادِ المسيح عليه السَّلامُ ( الكرسمس ) للأمورِ الآتية:
أوَّلاً : إنَّ الاحتفالَ بهذا اليوم يُعَدُّ عيداً مِنَ الأعيادِ البِدعيَّةِ المحدَثةِ التي لا أصلَ لها في الشَّرعِ ، و قد نهى النَّبيُّ صلَّى الله عليه و سلَّم عنِ الإحداثِ في الدِّينِ . عنْ عائشةَ رضيَ الله عنها قالتْ : قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه و سلَّم : ( مَنْ أحدثَ في أمرِنا هذا ما ليسَ منه فهو رَدٌّ ) أخرجَه البخاريُّ و مسلم ، و في روايةٍ لمسلم : ( مَنْ عَمِلَ عملاً ليسَ عليه أمرُنا فهو رَدٌّ ) .
فلا يُخَصَّصُ يومٌ بفرحٍ و احتفالٍ إلا بدليلٍ شرعيٍّ .
ثانياً : لا يجوزُ للمسلمِ الاحتفال بعيدٍ إلا بالأعيادِ المشروعةِ المأذونِ فيها في دينِنا ، و قد شرعَ لنا رسولُ الله صلَّى الله عليه و سلَّم عيدينِ : عيدَ الفِطْرِ و عيدَ الأضحى .
فقد روى أبو داود و النّسائيُّ و غيرُهما بِسَنَدٍ صحيحٍ عنْ أنسٍ رضيَ الله عنه قالَ : ( قَدِمَ النَّبيُّ صلَّى الله عليه و سلَّم المدينةَ و لهم يومانِ يلعبونَ بهما ، فقالَ : قد أبدلَكمُ الله تعالى بهما خيراً منهما يوم الفِطْرِ و الأضحى ) .
فالنَّبيُّ عليه الصَّلاةُ و السَّلامُ أبطلَ أعيادَهم حتَّى لا يضاهى بها أعيادالمسلمين ، و إذا تساهلَ الولاةُ و العلماءُ بذلك عَظَّمَ العوامُّ أعيادَ الكفَّارِ كتعظيمِهم لأعيادِ المسلمينَ .