الهجمة المرتدة..!!
- - - - - - -
سمعته يتحدث إلى بعض زملاء العمل ، عن مباراة في كرة القدم ،
وأخذ يصف ويحلل ويعلق ، غير أن ما استرعى انتباهي من كلامه كله
هذه العبارة :
الكرات المرتدة قد تكون هي الأخطر ، إذا لم تكن منطقة الدفاع يقظة بكاملها ..!
..
ووجدت نفسي أبتسم ابتسامة عريضة ، وأخذت أدير فكري في عبارته تلك ،
وتنبه أحدهم إلى ابتسامتي ، فسألني عن ذلك .. فلم أتردد وقلت على الفور
والجميع يتابع :
إذا حمل عليك الشيطان بهجمة مباغتة ، أعني كرة مرتدة ، ليقذف في قلبك
الوساوس والشبهات والشكوك ، وألوان الهموم و المتاعب النفسية ، فيلزمك أن
تكون يقظاً ، وإلا فقد يسجل الشيطان هدفا قاتلاً ، ولذا ينصحك الخبراء في هذه
الحالة أن تقول لنفسك وأن تسمعها ما تقول :
ما دام الله معي ، فلن أضيع ، ما دمتُ مقبلاً على الله بالشكل المطلوب ، فأنا
في أمان ، وليخسأ الشيطان مهما حاول استغلال الكرات المرتدة ..!!
قلها وأعدها ، واسمعها نفسك ، وكررها عشرات المرات ، وبادر بعمل طاعة
جديدة مع كل هجمة من قبل الشيطان عليك ، وحاول أن تجمع خلال تلك الطاعة
قلبك ، واجهد أن تتضرع بين يدي الله ، أن ينجيك من هذه الهجمة المرتدة
للشيطان عليك ..!
فإذا أحسنت السير في هذا الطريق ، ستكتشف أن هجمة الشيطان هذه عليك ،
قد انصبت لصالحك في النهاية ، لما تجده من برد يقين ، وحلاوة إقبال ..!!
..
قد تفشل في البداية ، ولا تجد لهذه الطريقة فاعلية ، ولكنها في الحقيقة تركت
بصمتها في غور قلبك ، ومع مواصلة الطرق عليها ، وتكرار المحاولة لها ،
والإصرار على إسماع النفس هذه الإيحاءات ، لابد أن تجد بركتها ولو بعد حين !
كان الجميع يتابع في شبه ذهول ، ثم التفت إلى صاحبنا الذي كان يحلل المباراة ،
وأثنيت عليه وشكرته على اعتبار أن الله نفعني بما قاله .. ثم انصرفت متبسما!
ابو عبد الرحمن