الموضوع: أسيرة الرغبة
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2010-12-16, 11:32 AM
يمامة الوادي
عضو متميز بالمنتدى
الصورة الرمزية يمامة الوادي
رقم العضوية : 7644
تاريخ التسجيل : 19 - 6 - 2005
عدد المشاركات : 43,494

غير متواجد
 
افتراضي أسيرة الرغبة
أسيرة الرغبة
الشيخ. عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد العيادة

قالت:
تغيرتُ وتغيرتْ نظرتي للأشياء من حولي .. صار لي رغباتٌ متنوعة عجزت أن أحدد ما أريد.. كل يوم أنا على حال.. كان بداخلي شيء يدفعني لأن أقتحم المجهول وأجرِّب كل غريب ؛ لأشبع ذلك الفراغ الهائل في نفسي لعلي أضرب عليها بسياج من الأمن ليزيل جليد الخوف والعطش المترسب في حنايا النفس..
أغوتني الرغبة حسبما أسمع عن الفرح والمرح الذي ينتشر عبر أجهزة الإعلام ، فأطلقت لنفسي العنان وتهت بين الأفلام والمسلسلات، وتقلبت بين المحطات كالتائهة في صحراء يفتك بها العطش ، فوصلت للبحر فشربت منه لتروي ظمأها، وإذا بالعطش يفتك بها من جديد وهي تخادع نفسها بأنَّها ستجد الرغبة التي ستملأ نفسها !
ولكن طال الانتظار وبحكم التعود على التنقل والترحال من حال إلى حال في رحلة البحث عن مجهول الرغبة، انغمست في ألوان الأقمشة وروائع التفصيل محاكاةً لما أرى عبر دور عرض الأزياء التي تنقل لنا من ديار أولئك القوم عبر الفضائيات، وجمع أكبر قدر من المجلات التي تطفح بالصور المعبرة عن هذا الوادي المخيف، وظننت أنني سأكسب معرفة وثقافة من قراءتي لهذه المجلات، وإذ نتيجة الإدمان أحس بنوبة صداع تخترق ذاكرتي ولم أجد سبباً مقنعاً لهذا الصداع، ولم تعد تلك الأقراص نافعة !!
أمي تراقب شمعتي وهي تذبل شيئاً فشيئاً، ولم تحرك ساكناً، كأنها ترغمني على البوح بما اختزنته في فؤادي من ألم وضياع وصداع، كنت بعنادي المتسببة فيه بحجة كاذبة وخداع للنفس بأني حرة في تصرفي، فأنا كبيرة وفاهمة لكل شيء..
رنَّ جرس الهاتف في الهزيع الأخير من الليل، حيث لم أنم بسبب خيوط التفكير والهواجس التي سببت لي صداعاً طرد سكون النوم، فظننت المتصل أخي المسافر، فرفعتُ السماعة فكان المتحدث صوتاً يستجدي عطفي وحبي ويعلن أنَّه العاشق الولهان لأنه كان يراقبني كل يوم إذا خرجت من مدرستي وأنه يعرفني بمشيتي المميزة، وهو الآن يطلب لقائي مع تودد مبطَّن بتوعد.. فاختلط الأمر عليَّ.. وتصادمت الأمواج في نفسي والشيطان يغريني بالتجربة وتذوق الرغبة، والأمرُ أسهل ما يمكن، وبينما الذهول يدور بي ألقيت بنفسي أستجدي عطف النوم لأهرب ولو قليلاً مخافة الانهزام، وإذا بصوت الأذان يخترق السكون.. (الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله..).
أنا الآن على مفترق طرق.. رغبات ورغبات ملحة.. أسير بطريق مغمضة العينين.. حائرة ومسلوبة الإرادة، ضعيفة منهزمة.. فمن يدلَّني قبل فوات الأوان..
وأندم حين لا ينفع الندم..
التوقيع: حائرة


توقيع يمامة الوادي




هل جربت يوماً اصطياد فكرة رائعة !؟
لـتـصوغـهـا فـي داخـلـك
وتـشحـنهـا بنبض قـلـبـك
وتعـطرهـا بطيب بروحك
وتسقـيـهـا بمـاء عـرقـك
حتى تنضج وتصنع منك إنساناً مبدعاً ؟