هل أصبح ولدي مشكلة ؟
/ الدكتور: يحيى ابن إبراهيم اليحيى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
هل أصبح ولدي مشكلة ؟
قال الله تعالى : { المال والبنون زينة الحياة الدنيا }
كان الناس يستبشرون ويتفاخرون بكثرة الأولاد لما يرجون من نفعهم ودفعهم ، مثال : نذر عبد المطلب إن رزق بعشرة من الولد ، فرح المسلمون بميلاد ابن الزبير ، أولاد الزبير وأبناء عبد الله بن الزبير .
.
وكان كل من حول الولد يمثل قدوة في البيت والشارع والمدرسة والمسجد . وكان ما يعده أهله له من مهمات كفيلة بأن تملأ عليه وقته ، وتسهم في سرعة نضجه، وكان المجتمع يمتاز بالتكامل والتكاتف في التوجيه والنصح .
وأما اليوم فلا تكاد تجلس إلى أحد إلا وهو يشكو ولده ويخشى عليه من هجمة الفساد وأهله ، وأصبح الولد مصدر قلق في كثير من البيوتات ، وأخذ الرقم الأول في مشاكلها ، وهجم على الأولاد عبر أجهزة الاتصال ما لم يكن في الحسبان ، وانطلق كثير من الناس يبحث عن الوقاية والحل هنا وهناك ، ولكن لا يجد إلا وصفا وتنظيرا ، وحلولا غير واقعية ولا عملية ، أو لا تواكب هذا الزخم من البث المباشر عبر أجهزة الاتصال الحديثة
ومن هنا تحول الولد إلى مشكلة عند كثير من الناس تملي عليك عباراتهم أبرز مظاهرها :
1. ولدي لا يفهمني .
1. يعصيني ولا يطيعيني
2. ولدي شخصية غير جادة .
3. يميل إلى الشلل ويصدق أقوالهم .
4. لا يحب العمل .
5. لا يقيم وزنا للعلم والدراسة .
6. لا يقيم وزنا للصلاة .
7. يتعلق بتوافه الأمور .
8. لا يتذكر ولا يتعظ .
9. يهتم بمظاهر الترف والميوعة والأنوثة .
10. متعلق بالتجول في السيارة بدون هدف .
11. يسهر في الليل وينام في النهار .
12. عنيف على إخوانه .
13. كثير الصراخ سريع الغضب .
14. لا يجلس مع الرجال ولا يخدم الضيف .
15. كثير الكذب والتحايل .
16. يرى نفسه في البيت كأنه غريب فلا يكاد يدخل حتى يخرج .
17. يعتبر طلباته ملزمة لوالديه دون أن يقدم شيئا .
18. غامض في تعامله مع والديه .
19. لا يصرح لهم بشيء عند مناقشته .
20. يسير في الحياة بدون هدف .
21. لا يثق بقدراته بل لا يعرفها .
22. يستهتر في الناس .
23. يهتم بالكمال المزيف .
24. يكثر من الحديث في الهاتف .
الأسباب المؤثرة :
كثير من الأباء يتصف بالتذمر والقناعة بأحادية السبب وأحادية العلاج ، أما أن يبحث ويقوم ، ويقارن ، ويدرس الأسباب والمسببات ويوازن بما تقدها من علاج ، والخروج بنسب دقيقة تبين قوة المقاومة ومناسبتها ، فلم يفعلها مرة واحدة ، ومن الأدلة على ذلك التركيز على أن السبب خارجي وليس داخلي خارجي .
الأسباب الذاتية الداخلية :
1. الأبوان حيث أن أكثر فساد الأولاد بسببهم كما يقول ابن القيم : إما لعدم وضوح إدارة البيت وتخصصاته ، أو غياب الأسوة فيه .
2. نقص أو فقدان الاستعانة الحقيقية بالله عز وجل .
3. عدم جدولة أولويات التربية : مثال ذلك قصة لقمان الحكيم .
4. نفاد الرصيد العاطفي أو عدم وجوده أصلا .
5. غياب الهدف من التعليم أو رداءته عند الولد حتى أصبح الطالب يروح ويغدو إلى المدرسة دون معرفة لماذا يدرس ، وإنما حمله على ذلك ضغوط من أبويه .
6. عدم القناعة بالوالدين .
7. كل مخرجات من الولد بسبب المدخلات . ( مربع المخلات والمخرجات )
8. تلبية الحاجات بدون معايير . مربع التربية بالمعايير . أربع مربعات نتيجة ثلاثة منها عقوق .
9. الخوف من المربي .
10. عدم استماع الوالدين إليه .
11. عدم الاهتمام بالتربية من ناحية الوقت ( فضول الأوقات )، والمال ، ووضوح الأهداف .
12. انشغال المربي .
13. فقدان الشعور بالمحبة من الوالدين وسماع كلمات الحب من غيرهم .
14. بروز مشاكل الوالدين للأبناء .
15. التركيز في المدح على أحد الأولاد .
16. التركيز في الطلبات على الولد السريع والخفيف .
17. غياب الهدوء وظهور التوتر والغضب والصراخ في البيت مما يفقده دفئه وأنسه وراحته .
18. غياب الأب عن البيت ولمدة طويلة أو في الأوقات الخطيرة . عمل ، شلل ، استراحات ، خرجات ..
19. تضخيم الأخطاء الصغيرة والتافهة .
20. التناقض بين ما نطالب به وما يراه في المنزل : نربي البنت ونطالبها بالحياء ثم نتيح لها أن ترى الراقصات والعاريات على الشاشة . ( ألقاه في اليم مكتوفا وقال له …
21. عدم وجود أنظمة وقواعد واضحة للسلوك داخل الأسرة .
22. عدم تقبل أخطاء الأطفال كما هم ، أي حسب مستواهم الفكري والنفسي والعمري ، حيث إن الولد أصبح مشكلة عند الأب لأنه يقارنه بإخوته أو أولاد الجيران ، أو أولاد الأقرباء ، وهذا غير صحيح فلكل طفل شخصيته المستقلة وطبيعته المتميزة
أسباب ومؤثرات خارجية .
1. جهل المعلم هدف المادة التي يدرسها فأصبح يلقي المعلومات لمجرد المعلومة أو للامتحان ، فتحولت محاضن التعليم إلى تجمعات شللية يلقح بعضها بعضا .
2. غياب القدوة في الشارع والمسجد . ( أخشى أن تسقط الصلاة من أعينهم)
3. العلاقات الاجتماعية غير المنضبطة ، والمتباينة في أساليب التربية .
4. كثرة المثيرات للشهوات .
5. اتساع مصارف الشهوة وميادينها .
6. تزايد الشلل وأصدقاء السوء بسبب سرعة الاتصال .
7. تزايد المؤثرات السلبية : الخداع الإعلامي . والدعايات التي تحكمت في عواطف الناس ، حتى من الناحية الشرائية والاستهلاكية فلا يدري لم يشتري وكيف يستهلك
8. قلة ميادين التربية السليمة وعدم استيعابها إلا نسبة قليلة جدا .
9. قلة الوقت المتاح في مراكز التربية والتوجيه .
10. ضعف مستوى المناشط التربوية وعدم مواكبتها لروح العصر .