عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 5  ]
قديم 2006-08-23, 4:19 PM
geier139
عضو نشط
الصورة الرمزية geier139
رقم العضوية : 9499
تاريخ التسجيل : 15 - 9 - 2005
عدد المشاركات : 314

غير متواجد
 
افتراضي
نكتفي بهذا القدر لننتقل إلى روايات تتعلق بفاطمة سلام الله عليها :

ا - روى أبو جعفر الكليني في أصول الكافي أن فاطمة أخذت بتلابيب عمر ، فجذبته إليها ، وفي كتاب سليم بن قيس ( أنها سلام الله عليها تقدمت إلى أبي بكر وعمر في قضية فَدَك ، وتشاجرت معهما ، وتكلمت في وسط الناس وصاحت ، وجمع الناس لها ) ص 253 .

فهل كانت عرمة حتى تفعل هذا ؟

2 - روى الكليني في الفروع أنها سلام الله عليها ما كانت راضية بزواجها من علي عليه السلام إذ دخل عليها أبوها عليه السلام وهي تبكي ، فقال لها : ما يُبكيكِ ؟ فو الله لو كان في ( أهلي ) خير منه ما زَوَّجْتُكِه ، وما أنا زَوَّجتُكِ لكنَّ اللهَ زَوَّجَكِ ، ولما دخل عليها أبوها صلوات الله عليه ومعه بريده : لمَا أَبصرتْ أباها دلت عيناها ، قال ما يبكيك يا بنيتي ؟

قالت : ( قِلَّةُ الطُّعم ، وكثرةُ الهَمِّ ، وشِدَّةُ الغَمِّ ) ، وقالت في رواية : ( والله لقد اشتد حزني ، واشتدت فاقَتِي ، وطال سَقمي ) كشف الغمة 1/149 - 150 وقد وصفوا علياً عليه السلام وصفاً جامعاً فقالوا :

( كان عليه السلام أسمر مربوعاً ، وهو إلى القصر أقرب ، عظيم البطن ، دقيق الأصابع ، غليظ الذراعين ، خمش الساقين ، في عينه لين ، عظيم اللحية ، أصلع ، ناتئ الجبهة ) مقاتل الطالبين ص 27 .

فإذا كانت هذه أوصاف أمير المؤمنين كما يقولون ، فكيف يمكن أَن ترضى به ؟ ونكتفي بهذه النصوص حرصاً على عدم الإطالة ، وكانت الرغبة أن ننقل ما يرد من نصوص بحق كل واحد من الأئمة عليهم السلام ، ثم عَدلْنا عن ذلك إلى الاكتفاء بخمس روايات وردت بحق كل واحد ، ثم رأينا أن الأمر أيضاً يطول إذ نقلنا خمس روايات وردت بحق النبي صلوات الله عليه ، وخمساً أخرى بحق أمير المؤمنين ، وخمساً أخرى بحق فاطمة سلام الله عليها ، فاستغرق ذلك صفحات عديدة ، لذلك سنحاول أن نختصر أكثر حتى نَطَّلعَ على خفايا أكثر .

نقل الكليني في الأصول من الكافي : أن جبريل نزل على محمد صلى الله عليه وله فقال له : يا محمد ، إن الله يبشرك بمولود يُولَد من فاطمة ، تقتله أُمَّتُكَ من بعدك فقال : « يا جبريل ، وعلى ربي السلام ، لا حاجة لي في مولود يُولَدُ من فاطمة تقتله أمتي من بعدي » ، فعرج ثم هبط فقال مثل ذلك : « يا جبريل وعلى ربي السلام ، لا حاجة لي في مولود تقتله أمتي من بعدي » فعرج جبريل إلى السماء ، ثم هبط فقال : يا محمد إن ربك يُقرِئُكَ السلام ويبشرك بأنه جاعل في ذريته الإمامة والولاية والوصية ، فقال : إني رضيت ، ثم أرسل الى فاطمة أن الله يبشرني بمولود يُولَدُ لك تقتلُه أمتي من بعدي ، فأرسلتْ إليه أن لا حاجة لي في مولود تقتله أُمَّتُك من بعدك ، وأرسل إليها أن الله عز وجل جعل في ذريته الإمامة والولاية والوصية ، فأرسلت إليه إني رضيت ، فحملته كُرْهاً ... ووضعَتْه كرهاً ، ولم يرضع الحسين من فاطمة عليها السلام ولا من أنثى ، كان يُؤْتَى بالنبي صلى الله عليه وآله فيضع إبهامه في فيه فيمص ما يكفيه اليومين والثلاث .

ولست أدري هل كان رسول الله صلى الله عليه وآله يَرُدُّ أمراً بَشَّرَهُ الله به ؟ وهل كانت الزهراء سلام الله عليها ترد أمراً قد قضاه الله وأراد تبشيرها به ، فتقول « حاجة لي به » ؟ وهل حملت بالحسين وهي كارهة له ، ووضعته وهي كارهة له ؟ وهل امتنعت عن إرضاعه حتى كان يُؤْتَى بالنبي صلوات الله عليه ليرضعه من إبهامه ما يكفيه اليومين والثلاثة ؟

إن سيدنا ومولانا الحسين الشهيد سلام الله عليه أجل وأعظم من أن يقال بحقه مثل هذا الكلام ، وهو أجل وأعظم من أن تكره أُمه حملَه ووضعَه . إن نساء الدنيا يتمنين أن تلد كل واحدة منهن عشرات الأولاد مثل الإمام الحسين سلام ربي عليه ، فكيف يمكن للزهراء الطاهرة العفيفة أن تكره حمل الحسين ، وتكره وَضْعَه ، وتمتنع عن إرضاعه ؟؟

في جلسة ضمت عدداً من السادة وطلاب الحوزة العلمية تحدث الإمام الخوئي فيها عن موضوعات شتى ثم ختم كلامه بقوله : قاتل الله الكفرة ، قلنا مَن هم ؟ قال : النواصب - أهل السنة - يسبون الحسين صلوات الله عليه بل يسبون أهل البيت !! ماذا أقول للإمام الخوئي ؟!

لما زوج أمير المؤمنين عليه السلام ابنته أم كلثوم من عمر بن الخطاب ، نقل أبو جعفر الكليني عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال في ذلك الزوج : ( إن ذلك فَرْجٌ غُصِبْناهُ !!! ) فروع الكافي 2/ 141 .

ونسأل قائل هذا الكلام : هل تزوج عمر أُم كلثوم زواجاً شرعياً أم اغتصبها غَصْباً ؟ إن الكلام المنسوب إلى الصادق عليه السلام واضح المعنى ، فهل يقول أبو عبدالله مثل هذا الكلام الباطل عن ابنة المرتضى عليه السلام ؟

ثم لو كان عمر اغتصب أم كلثوم ، فكيف رضي أبوها أسَدُ الله وذو الفقار ، وفتى قريش بذلك ؟!

عندما نقرأ في الروضة من الكافي 8/101 في حديث أبي بصير مع المرأة التي جاءت إلى أبي عبدالله تسأل عن ( أبي بكر وعمر ) فقال لها : تَوَلِّيهُمَا ، قالت : فأقول لربي إذا لِقُيتُه أنك أمرتني بولايتهما ؟ قال نعم .

فهل الذي يأمر بتولي عمر نتهمه بأنه اغتصب امرأة من أهل البيت ؟

لما سالتُ الإمام الخوئي عن قول أبي عبدالله للمرأة بتولي أبي بكر وعمر ، قال : إنما قال لها ذلك تَقِيَّة !!

وأقول للإمام الخوئي : إن المرأة كانت من شيعة أهل البيت ، وأبو بصير من أصحاب الصادق عليه السلام ، فما كان هناك موجب للقول بالتقية لو كان ذلك صحيحاً ، فالحق أن هذا التبرير الذي قال به أبو القاسم الخوئي غير صحيح .

وأمّا الحسن عليه السلام ، فقد روى المفيد في الإرشاد عن أهل الكوفة أنهم : ( شدوا على فسطاطه ، وانتهبوه حتى أخذوا مُصَلاَّه من تحته ، فبقي جالساً مُتَقَلِّداً السيفَ بغيرِردِاء ) ص 195 .

أيبقى الحسن عليه السلام بغير رداء مكشوف العورة أمام الناس ؟ أهذه محبة ؟



ودخل سفيان بن أبي ليلى على الحسن عليه السلام وهو في داره فقال للإمام الحسن : ( السلام عليك يا مُذِلَّ المؤمنين ! قال : « وما عِلْمُكَ بذلك » ؟ قال : عَمَدْتَ إلى أمرِ الأُمةِ فَخَلَعْتَهُ من عنقك ، وقَلَّدْتَه هذا الطاغية يحكم بغير ما أنزل الله ؟ ) رجال الكشي ص 153 .



هل كان الحسن عليه السلام مُذلاً للمؤمنين ؟ أم أنه كان مُعِزاً لهم لأنه حقنَ دمِاءَهم ، وَوَحَّدَ صفوفَهم بتصرفه الَحكيم ، ونظره الثاقب ؟

فلو أن الحسن عليه السلام حارب معاوية وقاتله على الخلافة لأُرِيَقَ بحر من دماء المسلمينَ ، ولَقُتِلَ منهم عددٌ لا يُحصيه إلا الله تبارك وتعالى ، ولَمُزِّقَتْ الأُمة تمزيقاً ، ولَمَا قامت لها قائمة من ذلك الوقت .

وللأسف فإن هذا القول يُنْسَبُ إلى أبي عبدالله عليه السلام ، ووالله إنه لَبَريءٌ من هذا الكلام وأمثاله .

وأما الإمام الصادق فقد ناله منهم شتى أنواع الأذى ، ونسبوا إليه كل قبيح ، اقرأ معي هذا النص :

عن زرارة قال : ( سألتُ أبا عبدالله عليه السلام عن التشهد ... قلت التحيات والصلوات ... فسألته عن التشهد فقال كمثله ، قال : التحيات والصلوات ، فلما خرجتُ ضرطتُ في لحيتِه ، وقلتُ : لا يفلح أبداً ) رجال الكشي ص 142 .

حق لنا أن نبكي دماً على الإمام الصادق عليه السلام ، نعم ... كلمة قذرة كهذه تقال في حق الإمام أبي عبدالله ؟؟ أيضرط زرارة في لحية أبي عبدالله عليه السلام ؟! أيقول عن الصادق عليه السلام : لا يفلح أبداً ؟؟



لقد مضى على تأليف كتاب الكشي عشرة قرون ، وتداولته أيدي علماء الشيعة كلهم على اختلاف فِرَقِهِم ، فما رأيت أحداً منهم . اعترض على هذا الكلام ، أو أنكره أو نَبَّهَ عليه ، وحتى الإمام الخوئي ، لما شرع في تأليف كتابه الضخم ( معجم رجال الحديث ) فإني كنتُ أحدَ الذين ساعدوه في تأليف هذا السِّفْر ، وفي جمع الروايات من بطون الكتب ، ولما قرأنا هذه الرواية على مسمعه أطرق قليلاً ، ثم قال : لكل جواد كَبْوَةٌ ، ولكل عالم هَفْوَةٌ ، ما زاد على ذلك ، ولكن أيها الإمام الجليل ، إن الهفوة تكون بسبب غفلة ، أو خطأ غير مقصود ، إن قوة العلاقة بك إِذْ كنتُ لك بمنزلة الولد للوالد ، وكنتَ مني بمنزلة الوالد لولده تُحَتِّمُ عليّ أن أحمل كلامك على حُسن النية ، وسلامة الطوية ، وإلا لَمَا كنتُ أرضى منك السكوت على هذه الإهانة على الإمام الصادق أبي عبدالله عليه السلام .

وقال ثِقَةُ الإسلام الكليني ( حدثني هشام بن الحكم وحماد عن زرارة قال : قلت في نفسي : شيخٌ لا عِلمَ له بالخصُومةِ - والمراد إمامه ) .

وقد كتبوا في شرح هذا الحديث :

إن هذا الشيخ عجوز لا عقلَ له ، ولا يحسنُ الكلام مع الخصم

فهل الإمام الصادق الا عَقْلَ له ) ؟

إن قلبي ليَعْتَصرُ أَلمًا وحزناً ، فإن هذا السباب وهذه الشتائم وهذه الجرأة لا يستحقها أهل البيتَ الكرام ، فينبغي التأدب معهم .

وأما العباس وابنه عبدالله ، وابنه الآخر عبيد الله ، وعقيل عليهم السلام جميعاً فلم يسلموا من الطعن والغمز واللَّمز ، اقرأ معي هذه النصوص :

روى الكشي أن قوله تعالى : { فَلَبِئْسَ المولى وَلَبِئْسَ العَشِير } ، نزلت فيه – أي في العباس - رجال الكشي ص 54 .

وقوله تعالى: { ومَن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأَضَلُّ سبيلا } وقوله تعالى : { ولا ينفعُكم نُصْحِي إن أردتُ أَنْ أنصح لكم } نزلتا فيه ص 52 - 53 وروى الكشي أيضاً أن أمير المؤمنين عليه السلام دعا على عبدالله بن العباس وأخيه عُبَيْد الله فقال : ( اللهم العن ابنَيّ فلان - يعني عبدالله وعبيد الله - واعم أبصارَهُمَا كما عَميَتْ قلوبُهما الاجلين في رقبتي ، واجعل عَمَى أبصارهما دَليلاً على عَمَى قلوبهَما ) ص 52 .

وروى ثقة الإسلام أبو جعفر الكليني في الفروع عن الإمام الباقر قال في أمير المؤمنين : ( وبقي معه رجلان ضعيفان ذليلان حديثا عهد بالإسلام ، عباس وعقيل ) إن الآيات الثلاث التي زعم الكشي أنها نزلت في العباس معناها الحكم عليه بالكُفر والخلود في النار يوم القيامة ، وإلا فقل لي بالله عليك ما معنى قوله : { فهو في الآخرة أعمى وأَضَلُّ سبيلا } ؟

وأما أَنّ أمير المؤمنين عليه السلام دعا على ولدي العباس عبدالله وعبيد الله باللعن وعمى البصر وعَمَى القلب فهذا تكفير لهما .

إن عبدالله بن العباس تلَقِّبُه العامة - أهل السنة - بترجمان القرآن وحَبْرُ الأُمة ، فكيف نلعنه نحن ، ونَدَّعِي محبةَ أهلِ البيتِ عليهم السلام ؟!!

وأما عقيل عليه السلام فهو أخو أمير المؤمنين عليه السلام ، فهل هو ذليل ، وحديث عهد بالإسلام ؟!

وأما الإمام زين العابدين علي بن الحسين فقد روى الكليني : أن يزيد بن معاوية سأله أن يكون عبداً له ، فرضي عليه السلام أن يكون عبداً ليزيد إذ قال له : ( قد أقررتُ لك بما سألتَ ، أنا عبدٌ مُكْرَهٌ فإن شِئتَ فَأمْسِكْ وإن شِئتَ فَبعْ ) الروضة من الكافي في 8/235 .

فانظر قوله وانظر معناه :

( قد أقررتُ بأني عبد لك ، وأنا عبد مكره ، فإن شئت فابقني عبداً لك وإن شئت أن تبيعني فَبِعني ) فهل يكون الإمام عليه السلام عبداً ليزيد يبيعه متى شاء ، وَيُبقي عليه متى شاء ؟

إذا أردنا أن نستقصي ما قيل في أهل البيت جميعاً فإن الكلام يطول بنا إِذْ لم يسلم واحد منهم من كلمة نابية ، أو عبارة قبيحة ، أو عمل شنيع ، فقد نُسبَتْ إليهم أعمال شنيعة كثيرة ، وفي أُمهات مصادرنا ، وسيأتيك شيء من ذلكَ في فصل قادم