عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 120  ]
قديم 2006-08-21, 8:01 PM
الدكتور فهد بن سعود العصيمي
المشرف العام على الموقع
الصورة الرمزية الدكتور فهد بن سعود العصيمي
رقم العضوية : 2
تاريخ التسجيل : 2 - 8 - 2004
عدد المشاركات : 9,376

غير متواجد
 
افتراضي

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة taghreed

فضيلة الشيخ جزاك الله خيرا انشاء الله انا وبحمد الله عمري 31 عاما على قدر من الجمال متعلمة وموظفة. سبق وان عقد قراني على قريب لي ولم يتم الزواج به . ومن ثم عقد قراني على ابن خالتي ولم يتم الزواج ايضا لاسباب غير مقنعة ايضا وبدون سابق انذار طبيعتي مرحة جدا بشوشة الوجه هادئه لدرجة عالية احب الناس ولكن تغيرت طبيعتي واصبحت انطوائية اشعر بضيق مستمر وشعور بالبكاء بدون اسباب تقدم لي الكثير الكثير من الشبان ولكن بدون جدوى تتحول علاقتي باي شخص يحاول خطبتي او التقرب منى الى عداوة وجفاء احاول ان ابتعد عنه ولا ادري لماذا احاول دائما ابداء الرفض بدون السبب بالاضافة الى البكاء من مجرد طرح الموضوع امامي وكان احد سيقتلني في الفترة الاخيرة بدأت اقنع نفسي بضرورة الارتباط وان المشكلة مني انا ولكن والله يا فضيلة الشيخ كل ما تقرب لي شخص وتقدم لخطبتي ويبدي اعجابه بي بدرجة عالية وبعد الاتفاق عل كل شي وبدون سابق انذار يحل كل شي ... فقدت عملي بدون اسباب والحمد الله وتوكلت على الله قدمت طلب وظيفة الى اكثر من مكان ولكن الحمد الله بعد الاتفاق على الدوام والراتب يتم تبليغي من قبل مدير المكتب بانه لا يوجد نصيب.. احبطت الى درجة كبيرة ولكن بحمد الله ايماني بالله جعلني صابرة محتسبه اجري عند الله ولكن في فترة شعرت وكأن ايماني بالله خف كثيرا الى درجة انني بدأت لا أؤمن بالقضاء والقدر واكره الدين والمسلمين عدا كلمات الكفر التي بدأت تنطلق من فمي وشتم الذات الالهية والعياذ بالله اللهم عفوك يارب..اصبحت الكوابيس ترادوني كل ليلية ومع تطور الموضوع اصبحت ارى الكوابيس في وضح النهار او خلال الليل وبدون ان انام ارى الجان يهددونني ويلاحقونني ...اصبحت لا اطيق النوم خوفا من ان ارى شيئا من الكوابيس ..في عدة مرات وانا اصلي صلاة العشاء والله يتغير اتجاه صلاتي وتصبح القبلة لظهري وافيق وانا اصلي عندما يرتطم رأسي بخزانة ثيابي والله وعندما اقيم الليل واقرأ القرآن ليلا تطفئ الانوار علي والحمد لله اثبت واتابع صلاتي وقرائتي للقرآن..اصبح الامساك والصداع حلفائي ولكن والحمد لله وبفضله تعالى بدأت امي تقرأ القرآن على رأسي وتسقيني ماء مقروء عليه الى ان هداني الله لطاعته مرة اخرى والحمد لله توفقت وبعد ضيق بعمل بسيط الحمد لله رب العالمين في الآونة الاخيرة خلال شهر تقدم لي 8 شبان والحمد لله ولكن باءت جميع المحاولات بالفشل ولنفس السبب .......... قرأت انا وامي آيات الرقية على الماء واشربه كل يوم بكثرة ..اغتسلت في الماء المقروء عليه مرتين خلال هذا الاسبوع ولكن بعد الاغتسال اشعر بجميع اعضاء جسمي مكسرة ولا استطيع ان احركها حاليا تقدم لي شاب محترم الحمد لله وانا مقتنعة به وهو معجب بي لديني واخلاقي ولكن يراودني خوف كبير من ان لا يتم الموضوع كغيره ارجو من حضرتك مساعدتي بعد التوكل على الله هذا بعض الذي كنت وما زلت اعانيه حتى هذه اللحظة
أختي الفاضلة، مشكلتك هذه هي مشكلة كثير من الشباب والشابات، بل والأزواج والزوجات، فنراهم تنهدم علاقاتهم حال الخطبة أو بعيد الزواج، والأسباب تافهة بسيطة، وقد قلت مرارا وتكرارا؛ أن الشيطان يجد في هدم العلاقة الزوجية أكبر أمانيه، فالأسرة إذا تهدمت خرب البيت، وتشرد الأولاد، وقد ينحرفون، وصار اليأس ملاصقا للزوج والزوجة ويأتي بعده القنوط من رحمة الله، وأي شيء يريده الشيطان غير القنوط واليأس والتخذيل؟
الزواج كان ولا يزال سنة الرسل، لقد تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتزوج أصحابه، حتى قال أحدهم رضي الله عنه:
لو لم يبق من عمري إلا عشرة أيام، لتزوجت فيها حتى لا ألقى الله عزباً. الزواج فطرة، لا يستطيع الإنسان أن يعيش وحده، ولما خلق الله آدم خلق له زوجة، وقال له: «اسكن أنت وزوجك الجنة» فلا معنى إذا عاش الرجل فيها بغير أنيس، وبغير من يسكن إليه، ولهذا خلق الله لآدم زوجة يسكن إليها.
بل الزواج فطرة من فطر الكون كله، ليس هناك شيء، إلا وله زوج، إلا وله مكمل، سواء كان هذا في الحيوانات أم في النباتات أو حتى في الجمادات، في الكهرباء، نرى الموجب والسالب، بل في الذرة ايضا. في ظل الأسرة يوجد السكون والمودة والرحمة «ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة» آية من آيات الله مثل خلق السموات والأرض، مثل الآيات الكبرى في هذا الكون، أن ينضم رجل الى امرأة، وتنضم امرأة الى رجل، ويتكون منهما النواة الأولى والخلية الأولى لهذا المجتمع.
ثم بعد ذلك تتسع الدائرة.. دائرة المودة ودائرة المحبة والألفة والتناصر والتعاون بالمصاهرة «هو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً، وكان ربك قديراً». الزواج كذلك حماية للإنسان من السقوط الغريزي، ركب الله في الإنسان غريزة، هي سوط يسوقه إلى بقاء النوع، وهذه الغريزة المركبة لحكمة آلهية، لم يأت الإسلام بمصادرتها، ولم يأت الإسلام بما يستأصل الفطرة والغرائز، بل بما يهذبها ويكملها ويسمو بها.
لهذا لم يسر مع أولئك الذين حرموا أي تصريف للغريزة، واعتبروها رجساً من عمل الشيطان، ونظروا اليها نظرة استفزاز، ولم يطلق لها العنان كما فعل أولئك البهيميون، الذين يعتبرون الإنسان والحيوان شيئاً واحداً، وليس عندهم حلال ولا حرام، إنما وقف موقفاً وسطاً، فحرم السفاح وأباح النكاح، جعل هناك مصرفاً شرعياً لهذه الغريزة بالزواج، لا حرج على الإنسان أن يستمتع بهذه الغريزة في حدود ما أحل الله «هن لباس لكم وأنتم لباس لهن». «نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم» لا حرج على الإنسان في ذلك، لم يضيق الشرع في هذا، بل أباح ووسع، ونادى النبي صلى الله عليه وسلم الشباب عامة، فقال: «يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء».
المشكلة نحن الذين خلقناها، نرجع الى أسباب هذا فنجد الناس وضعوا عقبات كثيرة في سبيل الزواج. هناك عقبات مادية، عقبات اجتماعية، عقبات نفسية.
هناك عقبات مادية: لا يستطيع الشاب أن يتزوج إلا أن يكون الشاب صاحب مال، ومال وفير، فالشاب المتخرج الذي يقف على أول السلم، لا يستطيع أن يوفر ما يطلب منه، وما يطلب منه كثير، من الذي صنع هذا الكثير؟ الشرع لم يصنعه، هو في حاجة الى مهر يدفعه، والناس يغالون في المهور، ويتباهون به، المفاخرة والمكاثرة، والرياء الاجتماعي الزائف، بنت فلان دفع إليها كذا، وهذه بذل لها كذا، وتلك تزوجت بفندق، و كأن هذا أصبح مقياس القيمة للإنسان، أو الدخول في الجنة، ما قيمة هذا كله؟!
وفي الحديث الشريف «خير الصداق أيسره» «من يمن المرأة تيسير خطبتها، وتيسير صداقها، وتيسير رحمها». وقد خطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه الصحابة يوماً فقال: «ألا لا تغلوا صداق النساء، ألا لا تغلوا صداق النساء، فإنها لو كانت مكرمة في الدين، أو تقوى عند الله، لكان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم، ما أصدق رسول الله إمرأة من نسائه، ولا أصدق إمرأة من بناته أكثر من اثنتي عشرة أوقية، والأوقية «أربعين درهماً».
أجل، لم يزوج النبي صلى الله عليه وسلم بناته على شيء كثير، فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم سيدة نساء العالمين، تزوجت على ماذا؟ على درع قدمها إليها علي بن أبي طالب! وماذا تصنع فاطمة الزهراء بالدرع؟ هل تحارب به؟ إنه شيء رمزي.
سعيد بن المسيب سيد التابعين وأفقههم كما يقول أحمد بن حنبل يرفض أن يزوج ابنته من ابن الخليفة، ويزوجها لأحد طلاب العلم في حلقته، قال له يا ابن أبي وداعة، ماذا عندك؟ قال: والله ما عندي إلا درهم، قال: قد زوجتك ابنتي بدرهم!
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «اذا اتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه،إ لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير» وكانوا يقولون: «اذا زوجت ابنتك فزوجها ذا دين، ان احبها أكرمها، وان أبغضها لم يظلمها» لأنه يخاف الله فيها فهو يعاشرها بمعروف أو يسرحها بإحسان، ولا ينسى الفضل فيما سبق.
والمتأمل لحال الشابات أو الشباب اليوم، يجد أن هناك عوامل نفسية عند بعضهم، فبعض الفتيان يضع أمام عينيه مثالاً يحلق في خياله، يرسم مرأة مثالية يريدها زوجة له، موصوفة بكل جمال وكمال وأناقة وشياكة، وهذا لا يوجد في واقع الحياة. الحياة قلما نجد فيها الكمال المطلق، فإمرأة عندها الجمال، وأخرى عندها المال، وأخرى عندها النسب، أما ان يوجد فيها كل شيء، فقلما يجتمع فيها هذا.
وكذلك بعض الشابات تضع في ذهنها صورة خيالية، فهي تريد رجلا جميلا وأنيقا وذا راتب جيد، وتريد أن تعيش وحدها وفي بيت مستقل، وقد تشترط خادمة مع أن بيتها لا يوجد فيه غيرها وغير زوجها، وكيف ستلبس لزوجها وتتجمل له، وتغريه بالبقاء عندها والخادمة تعيش معها في نفس البيت؟ ولا تقول الفتاة سألبس في غرفة النوم، فالبيت كله يمكن أن يكون غرفة نوم بأناقتك ولبسك لزوجك، وتنظيمك لبيته، ومعرفة نفسيته.
أختي الفاضلة توكلي على الله وتعوذي بالله من الشيطان الرجيم، واستيري ثم استشخيري، وبالتوفيق.
التعديل الأخير تم بواسطة الدكتور فهد بن سعود العصيمي ; 2006-08-21 الساعة 8:05 PM.


توقيع الدكتور فهد بن سعود العصيمي


والله أعلم، وليُعلم أن التعبير بالظن ، والظن يخطىء ويصيب.

قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب:
علم التعبير صحيح يمن الله به على من يشاء من عباده،ويثاب المرء على تعلمه وتعليمه.


الصفحة الرسمية على تويتر: د. فهد العصيمي @FahadALOsimy