لا أنا ولا الكعب
أما قصة هنادي فمختلفة.. حيث لم يسقط منها العصير.. بل سقطت هي بأكملها:
حاولت والدتي إقناعي قائلة: يا حبيبتي لا ترتدي هذا الكعب العالي قد يعيق حركتك لكني رددت عليها: أوووه أمي هل تريدين أن يقول عني قصيرة أرجوك دعيني..
ودخلت وكلي حياء ورهبة وقلبي تتضارب به المشاعر من خوف وفرح ولكن.. لم تدم تلك المشاعر طويلا لأني ما إن دخلت حتى اشتبك كعب حذائي في سجادة المجلس وطرررررربك (طبعا طحت وش تنتظرون؟) في هذه الأثناء تذكرت نصيحة أمي ولكن بعد ماذا؟؟!! بدأ أبي يلطف الجو ويضحك ويعلق مما زادني حياء ولكن والحمد لله تمت الخطوبة على خير بل علق زوجي بعد ذلك إنه رأى ما يدعوه إلى نكاحي (بعد وش يبي انسدحت عنده!).
أقبل رأسك.. أرجوووك.. تزوجني!!
قصة طريفة جداً.. ترويها س.ع فتقول:
حين دخلت صديقتي للمجلس فإذا بخطيبها ووالدها جالسين فبدأت بالسلام على والدها وقبلت رأسه، وحين وصلت لخطيبها كانت قد "اندمجت" مع الموضوع فأمسكت رأسه وقبلته بحماس!! ووالدها مستغرب وغاضب من هذا التصرف! وحين استوعبت ما فعلت كادت تموت خجلاً..
ولا زال زوجها حتى الآن يقول لها أنا بصراحة وافقت على الزواج منك لأنك قبلت رأسي راجية أن أرضى بك.. ولولا ذلك لم أوافق فقد "كسرت خاطري"!
مبخرة.. ونظرات حاقدة.
أما أمل م. فتقول:
يوم رؤيتي الشرعية يوم لا ينسى.. يوم بكيت فيه كثييييييراً.. فقد دخلت لأول مرة ومعي مبخرة حيث أنه لم تكن تعجبني فكرة العصير (وحدة تراثية جداً)، وحين دخلت أسرعت ووضعت المبخرة على الطاولة أمام خطيبي والدخان يعلو منها ثم هربت بسرعة من شدة الارتباك، وكان المسكين يتحدث مع والدي ولم ينتبه لدخولي كما أن الدخان المنبعث من المبخرة لم يسمح له برؤيتي. فقال لوالدي أنا لم أرها أرجو أن تطلبوا منها الحضور مرة أخرى!
وحين قال لي والدي ذلك أخذت أبكي وأصيح ورفضت الدخول وقلت: وهل أنا سلعة حتى يراني كما يشاء! كلا لن أدخل! وحاولت أمي إقناعي وأنا أبكي وأرفض وأقول خلاص لا أريده إذا كنت لم أعجبه فأنا لا أريده!!
وفي النهاية لم يجد والدي بداًً من إجباري بالصراخ و"بالعين الحمراء" على الدخول وأنا أمسح دموعي وحين دخلت كنت غاضبة وحاقدة عليه جداً حتى أني لم أنظر لوجهه وكنت عازمة على رفضه. فحاول المسكين أن يسألني ويتحدث معي لكني أرد عليه بصرامة ونبرة كره!
ولا أعرف كيف سكت ورضيت به بعد ذلك بعد التفكير الجاد.. وحتى اليوم يقول زوجي لا أنسى نظراتك الحاقدة ذلك اليوم.. لقد كنت مخيفة حقاً!!
يوم رؤيتي أتعس أيام حياتي!
لكن أم شادن فتتحدى أمل وتقول أن يوم رؤيتها كان أتعس أيام حياتها لكثرة مشاكله وأحزانه ولكثرة ما بكت فيه، إذ تقول:
كنت الابنة الكبرى التي تتزوج في الأسرة، في يوم رؤيتي الشرعية وقبل دخولي فوجئت بأبي يستغرب من قدومي ويقول ما هذا؟! كيف تريدين الدخول بلا عباءة؟ فقلت له يا أبي هذا هو المشروع والمتعارف عليه.. فقال: (إلى أين؟! عيب.. ألا تستحين؟! تريدين الدخول هكذا؟! ارجعي والبسي عباءتك).. فقلت له على استحياء: "ولكن يا أبي ما الفائدة من الدخول بالعباءة..؟" فرفض وأصر على رأيه وأخذ يصرخ علي بصوت عال.. فرجعت لغرفتي وأخذت أبكي ورفضت الذهاب، وبعد قليل أتت أمي بعد أن أقنعت والدي وحادثته بالأمر، وطلبت مني النزول فرفضت بل ورفضت حتى الزواج من شدة تأثري وحزني.
وبعد قليل دخل والدي وصرخ علي قائلاً كفى دلعاً هيا انزلي.. فذهبت وعيناي حمراوان من شدة البكاء.. وحين جلست قال لي والدي: ارفعي رأسك.. انظري إليه!! فخجلت ولم أستطع فقال بصوت أعلى: أقول.. انظري إليه!! فرفعت رأسي خوفاً منه، وإذا بالدموع تنزل من عيني بلا إرادة ثم خرجت مسرعة.. والخاطب المسكين مستغرب مما حصل حيث أنه اعتقد أني صدمت من رؤيته، لكن الحمد لله انتهى كل شيء على خير.
ماذا لو لم يقبل بي؟
إذا لم يشأ الله سبحانه وتعالى أن يكون هناك نصيب بينكما، فلا تحزني ولا تقلقي فأنت لا تعلمين أي خير عظيم قد يكون لك بتوقف هذا الزواج. وقد يرزقك الله من هو خير منه كما حصل مع الكثيرات.
هذه ليست نهاية الدنيا، بل هي تجربة تستفيدين منها بإذن الله. كما أن رفضه الآن خير من استمراره بالزواج منك رغم عدم وجود مشاعر حب تجاهك لا سمح الله.
ورفض الخاطب لك لا يعني عيباً أو نقصاً بك بل ربما هي مسألة قلبية لا علاقة للشكل بها.
فكم من فتاة جميلة لم يعجب بها خاطبها، وكم من فتاة عادية ومتواضعة الجمال أعجب بها خاطبها، فالشكل ليس له علاقة أساسية في الموضوع.
احمدي الله سبحانه وتعالى على قضائه وقدره، ولا تفقدي ثقتك بنفسك أو تتأثري بذلك يل أقنعي نفسك أن هذه هي مسألة قلبية لا علاقة لها بالشكل. واسألي الله أن يعوضك من هو خير منه.
وفي النهاية احرصي على السرية والكتمان فمن غير اللائق أن يعلم الجميع عن هذه التجربة إذ ليس هناك من داع لذلك وأنت أول من يتضرر من ذلك .
رؤية بالحناء
أما أم فراس فلها موقف طريف لا تحسد عليه إذ تقول:
ذات يوم عادي كنت قد أعددت الحناء لوضعه فوق شعري وبدأت أضع الحناء على هامتي وأبالغ في ذلك، وبالطبع كنت أرتدي ثوباً قديماً بالياً، وإذا بأبي يأتي فجأة ويقول لي تعالي بسرعة بسرعة!.. قلت ماذا هناك؟ قال هناك امرأة جارتنا عجوز قد أدخلناها المجلس وأمك ليست موجودة تعالي رحبي بها، فقلت ولكن الحناء في رأسي فقال لا بأس.. إنها كبيرة في السن بالكاد ترى.. فترددت خجلاً من مظهري، فإذا بأخوتي الصغار أيضاً يأتون ويقولون لي بسرعة لا تحرجينا المرأة لوحدها هناك!.. ولا أعرف كيف ألهمني الله أن أسحب إيشارباً صغيراً وأضعه على رأسي لأني استحيت من شكل الحناء الرطب المتراكم على رأسي.. وحين دخلت المجلس.. يا الله.. إذا بي أجد شاباً أنيقاً يجلس أمامي ووالدي يسرع بالجلوس قربه..!!!
تجمدت في مكاني وأنا أرى أخوتي ينظرون لي بسخرية.. وأمرني والدي بالجلوس فجلست وقد أيقنت أن هذا الزواج لن يتم بأية حال فكيف سيوافق علي وهذه الروائح تفوح مني ورأسي يرتفع 5 سم لأعلى (وكأني مخلوق فضائي) وملابسي أقرب لملابس الشحاذين..؟
المهم جلست وقد ماتت مشاعري تماماً، فإذا بالشاب يسأل ويسولف ويضحك وأنا مصدومة وصامتة لا أرى ولا أسمع ولا أتكلم.. وحين خرجت كان قد أعلن موافقته المباشرة علي أمام والدي!
وقد علمت فيما بعد أن زوجي قد خطب عشرات الفتيات قبلي فلم يعجبنه رغم جمالهن وأناقتهن وشاء الله أن أعجبه وأنا بالحناء على رأسي.. سبحان الله!!
كلنا إخوان واحد.
وتقول سحر ف. :
لا أنسى يوم رؤيتي الذي كان حافلاً بأنواع الإحراجات ففي البداية دخلت على العريس "كاشخة" بالبلوزة الجديدة والدليل بطاقة السعر الكبيرة التي تتدلى خلفي دون أن أشعر!!.. والألطف أني لما دخلت جلست في نفس اتجاهه وكان الوالد في الطرف الآخر (الجهة المقابلة) فكان العريس متورط وجهه على والدي ولا يستطيع الالتفات كثيراً! فكان يحاول أن يتحدث معي، فسألني في أي كلية أنتِ؟ قلت كلية الخدمة الاجتماعية، فقال: في أي تخصص؟ قلت بخجل: (كلنا إخوان واحد!)
أقصد تخصص واحد لأن كلية الخدمة ليس فيها إلا تخصص واحد.
وقوف.. جلوس!
ح.م. تقول:
لا تذكروني بيوم رؤيتي.. لقد كنت طفلة ساذجة تخرجت للتو من الثانوية، ولو عادت بي الأيام الآن لما رضيت بتلك الإهانة! فقد أتى زوجي مع أمه، وحين دخلت عليهما كانت معي أمي فسلمت وجلست، وإذا بأمه تأمرني بالوقوف فوقفت ببلاهة فقالت.. امشي قليلاً!! فمشيت.. ثم قالت خلاص اجلسي..!!
كانت تريد أن ترى طولي وعرضي جيداً وأنا أطيعها بكل سذاجة! أما أمي فقد لجمتها الصدمة وكانت صامتة تماماً!
أخطاء شائعة في الرؤية الشرعية
هناك الكثير من المفاهيم المغلوطة لدى البعض حول كيفية الرؤية الشرعية بين الخاطب والمخطوبة ومنها:
يجب أن يرى الخاطب مخطوبته وهي لا تدري: حيث أنه قد يراها وهي في وضع لا تحب أن ترى عليه، أو قد تكون مبتذلة ورثة بشكل غير طبيعي مما ينفر الخاطب منها، أو ربما بدا منها ما لا يجوز ظهوره، وهذه الحالة تجوز في حال لم يستطع أن يراها إلا دون أن تعلم.
ا لمبالغة في التزين ووضع المكياج وإخفاء العيوب في البشرة كوضع كريم الأساس لتفتيح اللون وتغطية البثور وغير ذلك : إذ في هذا غبن وخداع للخاطب، وحتى لو قبل الخاطب بهذه الفتاة الآن فستتضح له الحقيقة بعد الزواج وحينها يكون الرفض مؤلماً أكثر لها.
الدخول والخروج بسرعة خاطفة: وهذا خطأ إذ يجب أن تراها ويراها بشكل بيّن واضح، حتى يستطيع كل منهما تكوين فكرة عن الآخر ولا يكون هناك لبس لا سمح الله فيما بعد.
حضور الكثير من الأقارب عند الرؤية: مما يحرج المخطوبين ويقلل من فرصتهما بالحديث والرؤية، بينما المفروض أن يقتصر الحضور على محرم واحد، ويفضل أن يكون الأخ أو أم الفتاة مثلاً حتى يقل ارتباكها وحرجها.
السماح بالرؤية الشرعية قبل التأكد من صفات الخاطب وقبل الموافقة عليه : بينما المفروض أن تكون الرؤية بعد التأكد من جدية الخاطب، وبعد الموافقة عليه، حتى لا يحصل تعلق قلبي بينهما ثم تفك الخطبة لا قدرالله.