
2010-12-02, 7:34 PM
|
قفي ساعة .. رائعة من روائع البرغوثي
قفي ساعـةً يفديكِ قولي وقائلُه
*********** ولا تَخـذِلي مَن بـاتَ والدهـرُ خاذِله
أَنا عالِـمٌ بالحُـزن منـذ طفولَــتي
*********** رفيقي فما أُخْطِـيــهِ حين أقـابلـه
وإنَّ لـهُ كَفَّـاً إذا ما أَراحَها
*********** على جبـلٍ ما قام بالكفِّ كاهلُه
يُقَـلِّـبُـنـي رأساً على عقِبٍ بها
*********** كما أَمْسكت ساقَ الوَلِيـدِ قَوَابـِـلُه
ويحملني كالصَّقر يحملُ صيدهُ
*********** ويعلـو به فوقَ السَّحابِ يُـطَاوِله
فإن فَــرَّ من مِخْلابــِهِ طاحَ هَالِـكاً
*********** وإن ظَلَّ في مـِخْلابــِهِ فَهو آكِـلُه
عزائي منَ الظـُّلاَّمِ إن مِـتُّ قبلهم
*********** عُمُومُ المنايا مالها من تجامِله
إذا أَقْصَدَ الموت القتيل فإنَّهُ
*********** كذلكَ ما ينجُو من الموت قاتله
فنحن ذنوب الموت وهي كثيرةٌ
*********** وَهُمْ حسناتُ الموت حين تسائله
يقومُ بها يوم الحساب مدافعاً
*********** يَـرُدُّ بها ذَمَّامَهُ ويجادله
ولكنَّ قتلاً في بلادي كريمةً
*********** ستبقيهِ مَفقُودَ الجَوابِ يحاوِلُه
ترى الطفلَ من تحت الجدارِ منادياً
*********** أبي لا تخف والموت يـَهطُلُ وابــِلُه
ووالدهُ رُعباً يُشِيرُ بكفِّه
*********** وتعجزُ عن ردِّ الرَّصاص أنامله
على نشْرة الأخبارِ في كلِّ ليلةٍ
*********** نرى موتنا تعلو وتهوِي معاوِله
لنا يـَنْسِج الأكفانَ في كلِّ ليلة
*********** لخمسين عاماً ما تـَكِلُّ مَغازِلُه
أرى الموت لا يرضى سِوانا فريسة ً
*********** كأنـَّا لَعَمري أهلهُ وقبائله
وقتلى على شطِّ العراق كأَنهم
*********** نقوشُ بساطٍ دقَّقَ الرَّسم غازله
يُصلَّى عليه ثمَّ يوطأ بعدها
*********** ويحرِفُ عنه عينه متناوِله
إذا ما أَضعنا شامـَها وعراقـَها
*********** فتلكَ من البيت الحرام مداخله
أرى الدَّهر لا يرضى بنا حـُلفاءَه
*********** ولسنا مُطـِيقيهِ عدواً نـُصـَاوِلُه
فـَهل ثمَّ مـِن جـِيلٍ سـَيـُقبــِلُ أو مضى
*********** يـُبادلـُنا أعمارنا ونبادله
_____________
تميم البرغوثي
|