عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2010-12-02, 7:34 PM
ـ أم عبدالرحمن ـ
عضو جديد
رقم العضوية : 135152
تاريخ التسجيل : 2 - 12 - 2010
عدد المشاركات : 56

غير متواجد
 
افتراضي قفي ساعة .. رائعة من روائع البرغوثي

قفي ساعـةً يفديكِ قولي وقائلُه
*********** ولا تَخـذِلي مَن بـاتَ والدهـرُ خاذِله

أَنا عالِـمٌ بالحُـزن منـذ طفولَــتي
*********** رفيقي فما أُخْطِـيــهِ حين أقـابلـه

وإنَّ لـهُ كَفَّـاً إذا ما أَراحَها
*********** على جبـلٍ ما قام بالكفِّ كاهلُه

يُقَـلِّـبُـنـي رأساً على عقِبٍ بها
*********** كما أَمْسكت ساقَ الوَلِيـدِ قَوَابـِـلُه

ويحملني كالصَّقر يحملُ صيدهُ
*********** ويعلـو به فوقَ السَّحابِ يُـطَاوِله

فإن فَــرَّ من مِخْلابــِهِ طاحَ هَالِـكاً
*********** وإن ظَلَّ في مـِخْلابــِهِ فَهو آكِـلُه



عزائي منَ الظـُّلاَّمِ إن مِـتُّ قبلهم
*********** عُمُومُ المنايا مالها من تجامِله

إذا أَقْصَدَ الموت القتيل فإنَّهُ
*********** كذلكَ ما ينجُو من الموت قاتله

فنحن ذنوب الموت وهي كثيرةٌ
*********** وَهُمْ حسناتُ الموت حين تسائله

يقومُ بها يوم الحساب مدافعاً
*********** يَـرُدُّ بها ذَمَّامَهُ ويجادله

ولكنَّ قتلاً في بلادي كريمةً
*********** ستبقيهِ مَفقُودَ الجَوابِ يحاوِلُه



ترى الطفلَ من تحت الجدارِ منادياً
*********** أبي لا تخف والموت يـَهطُلُ وابــِلُه

ووالدهُ رُعباً يُشِيرُ بكفِّه
*********** وتعجزُ عن ردِّ الرَّصاص أنامله

على نشْرة الأخبارِ في كلِّ ليلةٍ
*********** نرى موتنا تعلو وتهوِي معاوِله

لنا يـَنْسِج الأكفانَ في كلِّ ليلة
*********** لخمسين عاماً ما تـَكِلُّ مَغازِلُه

أرى الموت لا يرضى سِوانا فريسة ً
*********** كأنـَّا لَعَمري أهلهُ وقبائله



وقتلى على شطِّ العراق كأَنهم
*********** نقوشُ بساطٍ دقَّقَ الرَّسم غازله

يُصلَّى عليه ثمَّ يوطأ بعدها
*********** ويحرِفُ عنه عينه متناوِله

إذا ما أَضعنا شامـَها وعراقـَها
*********** فتلكَ من البيت الحرام مداخله

أرى الدَّهر لا يرضى بنا حـُلفاءَه
*********** ولسنا مُطـِيقيهِ عدواً نـُصـَاوِلُه

فـَهل ثمَّ مـِن جـِيلٍ سـَيـُقبــِلُ أو مضى
*********** يـُبادلـُنا أعمارنا ونبادله


_____________
تميم البرغوثي