أيها الأحبة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..وبعد
أروي لكم هذه الحكاية المأثورة عن الإمام الحسن البصري رحمه الله وابن سيرين :
كان بين الحسن البصري وبين ابن سيرين هجرة .. فكان إذا ذُكر ابن سيرين عند الحسن يقول :
دَعونا من ذكر الحاكَة ! ( كناية عن عدم رغبته الخوض في التحدث عن بن سيرين وهو في هجرٍ له ، حيث كان بعض أهل ابن سيرين حائكاً ) ..
فرأى الحسن في منامه كأنه عُريان !! وهو قائم على مزبلة !! يضرب بالعود !!
فأصبح مهموماً برؤياه .. فقال لبعض أصحابه :
امض إلى ابن سيرين ( وكان مشهوراً بتفسير الأحلام ) ، فَقُص عليه رؤياي على أنك أنت الذي رأيتها ..
فدخل على ابن سيرين وذكر له الرؤيا..
فقال ابن سيرين :
قل لمن قال هذه الرؤيا : لا تَسأل الحاكَةَ عن مثل هذا !
فأخبر الرجلُ الحسن بمقالته .. فَعَظُمَ لديه ، وقال :
قوموا بنا إليه ..
فلما رآه ابن سيرين ، قام إليه وتصافحا ، وسلم كل واحد منهما على صاحبه ، وجلسا يتعاتبان .. فقال الحسن :
دعنا من هذا ، فقد شَغَلتِ الرؤيا قلبي !
فقال ابن سيرين :
لا تشغل قلبك .. فإن العُريَ عُريٌ من الدنيا ، ليس لك منها عُلقَة ..
وأما المزبلة فهي الدنيا ...
وقد انكشفت لك أحوالها .. فأنت تراها كما هي في ذاتها ..
وأما ضربك العود ، فإنه الحكمة التي تتكلم بها وينتفع بها الناس ..
فقال له الحسن :
فمن أين لك أني رأيت هذه الرؤيا ؟!!
قال ابن سيرين :
لما قَصَّها عليّ فكّرت ، فلم أر أحداً يصلُح أن يكون رآها غيرك ..
( لاحظ أخي أن ابن سيرين استخدم أمرا خارج الرؤيا..أفراسة هي؟ أم ذكاء ؟أم حاسة سادسة؟أم الهام؟أم ماذا؟) سبحان الله.....