السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، بعد
من أبلغ ما قيل في الحكمة .. قصيدة للبيطار محمد العبدالله القاضي ، قال هذه القصيدة
في أواخر أيامه سنة 1184 هـ ، لخص فيها القول والنصيحة ..
يعجبني هذا الشاعر في أنه يستطيع تصوير ما يريد قوله فقد كان رحمه الله لديه تجانس
بين ما يفكر فيه ويقوله ولديه قدره تصويريه بالغة للفكرة التي يريد التعبير عنها ..
غفر الله له ولنا ولجميع المسلمين :
الصبر محمود العواقب أفعاله = و العقـل أشــرف ... مــا تـحــلا به الحــــال
والصمت به سر سعد(ن) من يناله = والهذر به شر (ن) وشوم(ن) وغربال
ولا خير في اللي ما يصدق مقاله = فعل(ن) بحــالات.. قصيرات(ن) وطوال
وشر آفــات الفتى البخل مــالـه = وشر منه المطــل .. في كـل مـا قــال
البــل معلوم(ن) بـالأيـدي عقـاله = والخيــل تزلج " بـالشبيلي " والأقفـال
والرجـل بالواجـب لسـانه عقـالـه = إلى قـال عـلـم(ن) تـم لو حـال به حـال
والمال كثره عـــــار إلى بقى له = فضــل(ن) ومعــروف إلى نـال مـا نـال
ومن جـاد جـده صار ضده أفعاله = ومن ســاءت أخـلاقـه إفـراقــه هو الفــال
ومن لا يفارق موضع الهم غاله = ( فالقهــر مثل السيف والحيف قتـــــــّال )
ومن هـاش حـاش المرجله والشكاله = ومن ذل .. ذل وكل من حـل يقـتـــال
ومن جاد ساد ومن يشح بحلاله = ما أدرك مرامــه لو صـعـد مـصـعـد عــال
والفـقـر هـدّم براسـه من سعى له = والجـود من المـاجـود هو ثــار بعـقـال
يفتخر من جــاد جـده وخــالـه = هي بالهـمــم لا بـالـرمــم مـثـلمـا قــال
الجـريـمي كـالإخــلاص إشـتـعـاله = ويصبح رمــاد(ن) خــامـد طـافي(ن) بال
ومن قلّب الدنيا ... برادي مـحــالــه = أخـطــا وصـاب له دليــل(ن) بالأقــوال
كم خيّر مـا نال فيهـا ســـؤالــــه = وكم ثـور(ن) هور سـاعفت له بالإقبـــال
وكم عاقل(ن) به حــاذق راسـمـالـه = عقله و كــم بهلول(ن) عقله جـمع مـال
السبع رزقه من جيفها خـتـــالـــه = وجند(ن) ضعيف مرغد(ن) رزقه اشكال
ومن كــوّد الأشـيا بـفـكـره بداله = ضـغـاين تـكـشـف خـفـيـّات الأمـــوال
وإن قــال رجل(ن) في عيوبك فمـا له = وزن(ن) ثقل عقلك بعقـله بمثقــــال
وتـكـشـف ضـغـاين غايته بالرسـالـة = أو لفـظ مرسـولـه بعنوان مـا قــال
ويبين لك فضل الرجـل بـمـقــالــه = إلى جــا جــدال(ن) فيه فـض الإشكال
فالصــاحب الصــافي تحمّل خمــالـه = يلزمك وإلا الضــر حـدّه على الجـــال
وإصحى تـرا .. طـرد المقفي غـدالـه = يتعبك والمقبل ... عطه وجه وإقبــال
وترا بوجه اللي ...يودك دلالـــة = و صده بمن تكـــره .. تـراهن بـالأغـــزال
و إحفظ أوصــاة اللي نزل بالرسالة = وأصبــر ولا تجزع إلى حـل بك حــــال
فالدهــر له حـال إكتـراب(ن) وحاله = يتعبك عند العسر ... في شرب فنجـال
كم صيحة (ن) ينفك مشـكـل بحاله = يا حسن منه مـا عـاد يخطر على البـال
وإن رمت راي(ن) فإستخر ثم واله = وإعزم و زم وإجزم على الـحـال بالـحـال
إلى صـدر بالـراي و الشـور قـالـه = مـا طـــاوع أرذال بـرايـه وعـــذّال
والسر له خـل(ن) وثيـق(ن)صـفا له = نـقــّاض مبــروم(ن) وبالراي فـتـــّال
إلى إحتجت راي من فـكر(ن) تخاله = يخــاطب عـواقـب كل أمر(ن) بالإجـمـال
ويبصرك باشيا مشكـلات(ن) صحا له = يوريك مـا صــوّر على صفحة البــال
وأشك الأحوال لمّن تحول بحوالة = يسعد ويبصر .... ثـم يشـّرع لك البــــال
هذا وكل من إدعى بـالـكـمـالـه = عمى و تــــاه ... بـظـلـمـة الليـل بالآل
ومن إغتّـر بالدنيــا فهـو مـن هبـالـه = مـا يعتبر بآجــال جـولات الأجيـال
صــولات دولات عـصـاة مضـى له = مـلـك(ن) وحطتهم تـواريــخ وأمـثـال
ذهبـوا وذهـب الحـال من لـه وماله = والحمد بالمـجــد ... يبقى إلى التـــال
والعـمـر في زايــل (ن) لا محــالـه = وفي الحشر ينشر من عمل وزن خردال
فـالله تـوّاب مـثـيـب(ن) نســالـه = عفوه إلى نشر الصـحـايـف والأعـمـال
وصـلّوا على المخـتار والصحـب وآله = مـا إلتـج حجّـاج بهـاتيك الأميــال
اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه و سلّم تسليما كثيرا
إنتهت القصيدة ودمتم سالمين إن شاء الله .. تقبلوا تحياتي