عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 2010-11-25, 10:40 PM
ربيع الحلم
اشتراك فضي
الصورة الرمزية ربيع الحلم
رقم العضوية : 91754
تاريخ التسجيل : 25 - 10 - 2009
عدد المشاركات : 4,848

غير متواجد
 
افتراضي الكتاب الأول: المهمة غير المستحيلة
الكتاب الأول: المهمة غير المستحيلة



يتكون الكتاب من مقدمتين وستة فصول وخاتمة..
في المقدمة الأولى يتحدث المؤلف بشكل عام عن سبب كتابته لهذه السلسلة، أما في المقدمة الثانية فيضع الكاتب عشرين فقرة حول الصلاة والنهضة رابطاً بينهما بعدد من النقاط ..
يقول الكاتب في المقدمة :
أنصح أي قارئ أوحى له عنوان السلسلة أن فيه (وصفة ما) للخشوع، أن يوفر ثمنه لأي شيء آخر. فليس في الكتاب ما يفيده في الخشوع بهذا المعنى المباشر. هذا إذا كان هناك على الإطلاق، وصفة جاهزة يمكن أن تخدم هذا الغرض أصلاً.
الأمور الحقيقية العميقة في الحياة، ومن ضمنها الخشوع – لا يمكن أن تأتي ابداً بوصفة جاهزة كما هي وصفات الأطعمة وكتب الطبخ. ربما الإرشادات والنصائح العامة تساعد بطريقة ما، لكن تلك الوصفات التي تضع نقاطاُ وترقمها، لا تؤدي حقاً إلى النتائج المرجوة منها، على الرغم من أنها مغرية لسهولتها.
حسناً، ماذا يضيف هذا الكتاب إلى الصلاة؟ وماهو الجديد الذي يقدمه عن الصلاة؟
أؤمن، بشكل مطلق، “بثبات الشكل وتمدد المعنى”، بمعنى أن الصلاة التي أتحدث عنها هي (الصلاة) التي يعرفها ويطبقها المسلمون منذ قرون إلى البوم، دون اي انحراف أو تحريف في شكلها ولفظها، ولكني أتحدث عن (تمدد المعاني) المرتبط بهذه الأشكال والألفاظ، وهو (تمدد) لا يلغي التراكم بالضرورة، كما انه لا يعارضه بالضرورة أيضاً، إنه إقلاع إلى افق أعلى، لذا فأنا هنا أتحدث عن أفق جديد لمعاني الصلاة، وهو أفق لا يلغي الآفاق الأخرى بل ربما يزيدها سطوعاً ووضوحاً..
باختصار، هذه السلسة ستقدم لي ولكم نظرة جديدة لم يسبق إليها أحد نحو الصلاة ليستخرج لنا الكاتب منها معاني جديدة وعظيمة تزيد من سطوع ووضوح عظمة هذا الركن..
قد يغير هذا الكتاب من فكرتك ورأيك نحو الصلاة، لكن هل سيتغير سلوكك الآدائي للصلاة بالضرورة؟
يقول المؤلف :
لا أزال أؤمن بأن الأفكار عندما (تتغير) فإنها (قد) تؤدي إلى تغيير السلوك. التقليل هنا لأن ذلك، للأسف، ليس حتمياً. وأحياناً يحدث تغيير في الأفكار، دون أن يرافقه تغيير موافق في السلوك على الإطلاق، الأمر الذي ينتج تلك الهوة المعروفة بين الفكر والسلوك، التي قد تصل إلى حد النفاق أحياناً..
والحقيقة أن عملية تغيير السلوك أمر أصعب من عملية تغيير الأفكار، فهي لاتشمل الإيمان بقكرة جديدة فحسب، بل اسئتصال الفكرة السلبية أيضاً، وهو أمر سيكون –سلوكياً- اصعب وأعقد من مجرد الاقتناع، لأن الفكرة السلبية قد تكون رواسبها وجذورها المتأصل في اللاوعي، بينما الفكرة الجديدة ما تزال في سطح الوعي وغير مؤصلة ولا مرسخة بمفاهيم ونمط سلوك اجتماعي، كما هو الأمر مع الفكرة السلبية. مثال نموذجي على هذا، وعي المدخنين بمضار التخدين، والأخطار الصحية التي قد تنتج عنه، ولكن هذا الوعي لا ينتج بالضرورة تغييراً في سلوكهم، رعم قوة الحملات الإعلانية التي تدعوهم لذلك. ومثل ذلك يصحُّ على الكثير من العادات الغذائية الضارة صحياً؛ الناس تعلم، ولكنها مع ذلك تواصل. عملية الإقلاع والامتناع والتغيير تتطلب آليات معقدة أكثر بكثير من مجرد المعرفة والعلم، أكثر من مجرد الوعي.
الفصل الأول كان بعنوان [ "نصلي" ولكن….! ]
في هذا الفصل الممتع جداً والواقعي جداً يتحدث المؤلف فيه عن الناس والصلاة، فالبعض يصلي لمجرد الصلاة، لأنه تعلّم أن من لا يصلي يدخل النار والبعض يصلي يوماً ويترك أياماً وهناك آخرون لا يصلون أبداً مع أنهم يعرفون أن الصلاة ركن!
يطرح الكاتب سؤالاً مهماً، لماذا نصلي؟
هل نصلي لأن الصلاة مجرد فرض وفقط؟
أم أننا نصلي لأن الصلاة تساعدنا على العيش بأمان؟
أو لأي سبب آخر ..
يتحدث أيضاً في هذا الفصل عن اهتمام الناس بالكم مع غض النظر عن الكيف، فيقول:
الفكرة السائدة تركز على أن ( الأمور ) ستتحسن عندما يصير عدد (مصلي الفجر) مساوياً عدد مصلي الجمعة، إلا أن هذه الفكرة (كمية) جداً، وتركز على (الكم) باعتباره الحل.. وهي فكرة غير مرتكزة، في تصوري، على أي نص شرعي.. فالنص القرآني لايقيم وزناً مهماً على حساب النوع، و(الإعجاب بالكثرة) في يوم حنين على حساب النوع كان سبباً من الأسباب التي كادت تؤدي إلى الإخفاق..
ثم يقول :
إذن، على الرغم من سيادة فكرة (الكم) فالكم الموجود عند الصلاة ليس سيئاً جداً، ربما هو ليس كما نريد، ولكنه ليس سيئاً، فالمساجد عامرة في أغلب البدان، اللهم إلا تلك التي تعد الصلاة فيها عملاً إرهابياً، عندها تكون المساجد فارغة إلا من مخبري الأمن.
إذن عدد المصلين، أمر لا يمكن التشكي منه.. و(أداء الصلاة) –إحصائياً- أمر لا يمكن إنكار زيادته وزيادة وجوده..
هل المساجد حالياً مليئة بالمصلين؟
إذا فرضنا أنها كذلك.. هل هؤلاء سيكونون من ضمن المصلحين أم ضمن المفسدين؟
أقصد، هل صلاتهم هذه تجعلهم يتغيرون؟
أعجبتني هذه الأسطر المميزة من الكتاب:
ماذا عن نتائج الصلاة؟ ماذا عما هو خارج وقت الصلاة، بين الأوقات؟.. ماذا عن مقاصد الصلاة الدنيوية التي ستؤدي إلى نتائجها الأخروية؟..
حسناً.. الوضع يسر العدو ولا يسعد الحبيب. فبينما المساجد عامرة بالمصلين، فإن المجتمعات لا يبدو عليها أنها عامرة إلا بالخراب، مجتمعاتنا منخورة بحيث إنها صارة (عامل طرد) لكل الخبرات التي تشعر أنها مهدورة في مجتمعات تضيّع كل ماهو أهل لأن يخدم مجتمعه..
في المجتمعات ذات المساجد العامرة بالمصلين: هناك التأخر في كل شيء، من قمامة الشوارع، إلى وضع عام هو كالقمامة في حقيقته.. هناك كل ماهو مرفوض في ديننا، بل كل ميراه ديننا كبيرة من الكبائر.. مجتمعاتنا تزخر بكل الآثام والفواحش؛ ماظهر منها وما بطن.. بالإضافة إلى عدد كبير من المصلين..
بعد هذا الكلام كله يعود المؤلف فيضع أسباب هذه المشاكل وحلولها وأن الصلاة لابد أن تكون منضوية تحت ضوابط معينة وآداب محددة وواضحة..
الفصل الثاني، والمعنون بـ “الأعرابي المجهول”، ماذا يقصد المؤلف بالأعرابي المجهول؟
حسناً دعوني أشرح لكم ماذا يقصد الكاتب برؤيتي الشخصية للواقع الذي نعيشه ..
عندما أستمع إلى أشخاص يتحدثون عن الصلاة، غالباً ما ألحظ أنهم يقولون : ( كل شيء إلا الصلاة..)؛ وهم يقصدون بذلك أنهم قد يذنبون ويقد يفعلون الكبائر ويزنون أو يخوضون في شتى الذنوب والموبقات لكنهم لا يتركون الصلاة أبداً..
عندما تسألهم لماذا؟
يجيبونك غالباً بأنصلى سيدخل الجنة وسينجيه الله من النار، وأن مابين الصلوات من الذنوب يغفرها الله..
ويكون دليلهم مرتكزاً على حديث الأعرابي الذي جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام يسأله عن الإسلام، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : “خمس صلوات في اليوم والليلة”. فقال: هل علي غيرها؟ قال: ” لا، إلا أن تطوع” إلى أن قال الأعرابي وهو مدبر : ( والله لا أزيد على هذا ولا أنقص). فقال عليه الصلاة والسلام : “أفلح إن صدق”..
في هذا الفصل يتحدث المؤلف عن أننا جعلنا هذا الأعرابي هو قدوتنا فأصبحنا لانزيد –بل قد ننقص-، وأن الأعرابي كان له وضع خاص في زمن خاص هو بداية الإسلام..
فالأعراب يوم إذن كان لهم دور لا يذكر فجعلنا ذلك الأعرابي قدوتنا ونسينا عمر بن الخطاب وأبو بكر الصديق وغيرهم من الصحابة، يقول المؤلف :
لو أن ذلك الجيل –الذي قاد العالم- قد فهم ما فهمه الأعرابي.. وقرر ما قرره الأعرابي.. لما كان قاد العالم أصلاً، لأنه كان رضي من البداية، بأقل القليل.. بالحد الأدنى من الأمور.. بالحد الذي يالكاد يجعلك تنجح بصعوبة..
لو أن هذا الجيل كان كله مثل ذاك الأعرابي، لماذا كان صار ذلك الجيل بالأساس.. ولما كان قاد العالم.. وربما –مرة أخرى- لكان التاريخ تغير.. وسار في طريق آخر..
لكن ذلك الجيل، لم يفهم الأمور، ولم يأخذها كما فعل ذلك الأعرابي..
كانت نهاية هذا الفصل مليئة بالتساؤلات العميقة، التي تدخل في عقولنا آلاف الآسئلة المهمة..
بل ترسل إشارات لا تمحى إلى قلوبنا الميتة وعقولنا المتحجرة..
جمل وعبارات مؤثرة للغاية لمن كان له قلب..
يقول المؤلف :
ومن سخريات الأمور، أننا اخترنا هذه النماذج تحديداً، لتكون القدوة الحقيقة لنا، حتى لو لم نعلن ذلك.. لكننا، تفاوضنا مع متطلبات الشريعة الغراء، كما تفاوض ذلك الأعرابي، وأخذنا ما قاله عليه الصلاة والسلام سنداً لكي ” لانزيد ولا ننقص”..
ما كان آخر الركب –يقصد الأعرابي-في جيل النهضة.. صار القدوة!..
هل عجيب بعد ذلك أن نبقى ننتظر نهضةً.. لا تأتي أبداً؟..
* * *
عندما تعيش طوال عمرك تحت سقف واطئ لدرجة أنك تضظر لحني ظهرك حتى تسير فإن هذا السقف الواطئ سيصير مع الوقت هو حدود طولك، سيتكيف ظهرك مع هذا السقف، سيحدودب، ستنحني (كلك).. وستصير، مع الوقت، على مقاس ذلك السقف الواطئ.. حتى لو أزيح السقف، حتى لو تفجر، وصارت السماء هي الحدود المفترضة.. فإنك ستظل محني الظهر، على مقاس ذلك السقف الواطئ.. لقد تشكلت على أساسله، تقولبت بحدوده.. ولكن يكون من السهل أن تتطاول لتتجاوزه..
هذا ما فعلناه بالضبط، عندما اخترنا ذلك الأعرابي المجهول لنجعله حدود قامتنا.. لنجعل اختزاله ومفاوضاته هي كل مانساوم من أجله.. لقد اخترنا سقف خيمة واطئ جداً، لتكون حدوداً لرؤيتنا عن الصلاة..
هل يكون عجيباً بعد ذلك كله.. أننا صرنا أمة أعراب؟..
التعديل الأخير تم بواسطة ربيع الحلم ; 2010-11-25 الساعة 11:25 PM.


توقيع ربيع الحلم
اللهم اغفر لوالدي وارحمه رحمة واسعة واجمعنى به في مستقر رحمتك يارحم الراحمين ..