خواطر ::
إذا افتقدت الطريق الذي تشعر معه بدفء القرب من الله فهذا يعني أنك على حافة هاويةٍ من الضياع، فتوقف على الفور ولا تواصل السير في دروب الضياع حتى لا تنزلق قدمك في تلك الهاوية السحيقة، واستجمع قوى التوبة والإنابة إلى الله في قلبك لعلك تفلح في التماس الطريق نحو الله والجنة مجدداً، حيث به تكون النجاة ولا نجاة لك إلا به
من المستحيلات استيعاب أماني طول الأمل خلال ما قسمه الله لنا من قصر العمر، فاجمح زمام نفسك عن مواصلة السير وراء الأوهام، واحرص على ما ينفعك من عملٍ صالحٍ تنجو به يوم القيامة من هول يوم المحشر، واستعن بالله ولا تعجز، فإنما الأمر صبر ساعةٍ يعقبها نعيم لا يحزن المرء بعده أبداً.
من صاحبك لدنياك فكن على حذرٍ فوريٍ منه، فإنه صلاحية صحبته تنتهي فور انقضاء حاجته الدنيوية منك، بل لعله ينقلب عليك عدوّاً وحاسداً لما رآه عليك من نعم الله تعالى، أما من صاحبك لدينك ولم يرغب في دنياك، فاعضض على صحبته بالنواجذ لأن بركتها تمتد إلى قيام الساعة، بل يظلك الله بصحبته في ظلّهِ يوم لا ظلَّ إلا ظلّه.
بداية طريق الزلل خطوة تتغافل فيها عن تقوى الله، وتهون الأمر على نفسك مبرراً لها التجاوز بأي وجه من الوجوه، ومن ثم يعرف الشيطان كيف ينتقل بك من خطوة إلى أخرى حتى تجد نفسك في نهاية المطاف قد وقعت في هاوية سحيقة من الانزلاق!!
فاجمح زمام نفسك عن غيها بكثرة ذكر الموت وما يتلوه من ظلمة القبر وفوات فرصة الحياة كلها واستحالة عودة أي لحظة منها لتدارك التوبة!!
واعلم أن صبر ساعة الدنيا يهيئك برحمة الله للفوز بنعيم الآخرة الذي لا ينقضي،
فاستجمع قوى نفسك
واعزم بها على تقوى الله
تكن من المفلحين
أبو مهند القمري