المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الله الحسيني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فأسأل الله تعالى أن يعينك ويشرح صدرك وييسر أمرك ويرحم ضعفك ويغفر ذنبك ويعلي ذكرك.
أختي الفاضلة، ما ذكرتيه يمر بكثير من المستقيمين بهذا الدين، فإن الإيمان لا يبقى على وتيرة واحدة، ولكن ساعة وساعة، وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم المعصوم من كل ذنب وأفضل الخلق عند الله يكثر أن يقول في سجوده: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، فماذا سنصنع نحن؟؟؟ ، إننا أحوج إلى هذا الدعاء والالتجاء إلى الله والاعتصام والاستعاذة به سبحانه من شر الشيطان الرجيم، وما يحصل من الفتور راجع إلى أسباب منها:
- عدم الالتزام بمصاحبة من هم على حال عالية من الطاعة والتذكير بالله (الصحبة الصالحة) فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية .
- إرهاق النفس بكثرة العمل ونسيان قضية أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا في عدة أحاديث أن نصلي حسب نشاطنا وأن نذكر الله حسب نشاطنا، فإذا نعسنا أو أحسسنا بالملل تركنا الطاعة مؤقتاً حتى نستجد نشاطنا ونرجع إليها بنفوس منشرحة، لكن الحماس الزائد والانشراح المؤقت يدفع بالإنسان إلى عدم الاتزان بين الطاعات وبين الترويح والخلطة بالناس. لذلك كان الأفضل هو تنويع أعمال الخير بين: صلاة وذكر وصيام وصلة رحم وبر بالوالدين والاجتماع بالأصحاب وإعطاء النفس حقها من اللعب والمرح واللهو المباح والنوم الكافي وراحة البال.
- الشيطان يحرص على تخريب البيت العامر بالنور وأهله ، فهو مثبط وموسوس ومؤذي بما يستطيع.
ومن العلاجات لهذه الحال :
1- اختيار صحبة صالحة تقضين معها ما تستطيعينه من الوقت ويكون اجتماعكم يحتوي على شيء مفيد (مثل التسجيل في دار تحفيظ).
2- الانتباه للفرائض، وأذكار الصباح والمساء والصلوات، ومن ثم زيادة ما تستطيعينه من العبادات تدريجياً حسب النشاط، وإقناع النفس بأن هذه الطريقة أقرب لهدي النبي صلى الله عليه وسلم.
3- الإحسان إلى الناس مثل: بر الوالدين، صلة الرحم والجيران، الصدقة، المساعدات البدنية.
4- الالتجاء إلى الله تعالى دائماً بأن يشرح صدرك للعبادة، وذلك بالدعاء وشرب زمزم بهذه النية، واجعلي من دعائك في سجودك وأي وقت تنشطين فيه للدعاء أن تقولي:
- يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث.
- يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.
- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
ثم أنصحك أن تبدئي بالرقية بنية الشفاء والهداية والرحمة، إذ الرقى لا تختص بالعين والمس والسحر، بل هي لكل الأمراض النفسية والجسدية، وطريقة الرقية هذه أتعمد أن تكون بأسهل طريقة نافعة بإذن الله تعالى، وهي خلاصة تجارب بعض الرقاة، وقد جربتها مع عدة أشخاص فانتفعوا بها كثيراً من غير جهد وإرهاق يذكر مقارنة بكثير من الطرق الشاقة على المريض، وهذه الطرق الشاقة لا شك أنها نافعة وبالأخص لأصحاب الحالات الصعبة، لكنها تحتاج إلى همة وشدة إحساس المريض بالحاجة والصبر عليها، لكن الأفضل البداءة بأدومها وإن قل ثم يتدرج الإنسان في الاستزادة من الطرق النافعة التي ثبت نفعها بالتجارب وهي كثيرة وفيها الخير والبركة.
رقية عامة
(سهلة الاستخدام أو لأصحاب الأشغال) يفضل أن تستمر لمدة 40 يوماً:
ü ضعي أمامك جالونين ماء (أحدهما للشرب والآخر للاغتسال به) وعلبة زيت زيتون وماء ورد، واقرئي السور والآيات التالية :
1- سورة الفاتحة (7 مرات).
2- آية الكرسي (3 مرات).
3- آخر ثلاث آيات من سورة البقرة (3 مرات).
4- آية (54/ص157/سورة الأعراف) - 3 مرات -.
5- آية (82/ص290/سورة الإسراء) - 3 مرات -.
6- الآيات من (115 إلى آخر السورة/ص349/سورة المؤمنون) – 3 مرات.
7- آخر أربع آيات من سورة الحشر (3 مرات) .
8- سورة الشرح (3 مرات).
9- سورة الزلزلة (3 مرات).
10- الكافرون (3 مرات).
11- سورة الصمد (3 مرات).
12- سورة الفلق (3 مرات).
13- سورة الناس (3 مرات).
ü بعد انتهائك من كل واحدة من السور والآيات السابقة؛ اثفثي نفثة في جالوني الماء وعلبة الزيت وماء الورد (النفث هو هواء من الفم مع شيء قليل من الريق).
- خصصي أحد الجالونين للشرب منه كلما عطشت (لا تشربي من غيره).
- خصصي الجالون الآخر للاغتسال به يومياً بالطريقة التالية:
خذي سطل ماء واجعلي 4 أجزائه ماءً عادياً غير مقروء فيه، ثم أكملي الجزء الخامس المتبقي بالماء المقروء فيه حتى يمتلئ السطل، دلكي جميع جسدك بيدك أثناء صب الماء عليك .
- صبي في الماء المخصص للاغتسال كمية مناسبة من ماء الورد المقروء فيه، بحيث تفوح من الماء ومن جسدك رائحته بعد الاغتسال.
- ادهني بالزيت المقروء فيه (أو بماء الورد في حال ثقل عليك استخدام الزيت أو كان عندك مقابلة خارج المنزل وتؤذيك رائحة الزيت) : جبهتك، وقفاك، وصدرك، وأسفل ظهرك بارتفاع مقداره عشرون سنتيمتر تقريباً. وذلك ثلاث مرات في اليوم: بعد الفجر، وبعد العصر، وقبل النوم الطويل.
ü اقرئي أو استمعي كل يوم ما تستطيعينه من سورة البقرة أو باقي القرآن.
ü ملحوظات مهمة:
- إذا نقص الماء أو الزيت أو ماء الورد المقروء فيه، فأضيفي عليه كمية غير مقروء فيها، فإن ذلك لن يخفف قوة تأثير القرآن في الكمية الأصلية (ولأجل ألا يثقل عليك تكرار القراءة).
- أي رؤيا ترينها في هذه الأيام أو بعدها اعرضيها على معبر مباشرة.
- لا بأس بالاغتسال في الحمام (فتوى الشيخ ابن باز).
- لا بأس بزيادة مرات تكرار السور والآيات أو إنقاصها، والأفضل أن تكون وتراً (مرة أو ثلاث أو خمس أو سبع ..).
ابدئي بهذه الطريقة وتابعي معي تطور حالتك أختي الفاضلة ، أسأل الله تعالى لك الهدى والسداد .
|
ما شاء الله عليك
وفقك المولى لكل خير
وأسأل الله أن يديم علينا وعلى الأخت حسن الصلة بالله والأنس بلقائه
موفقين