
2006-07-25, 2:48 AM
|
2- الإصلاح بين المؤمنات :
كـمـا نـجعـل من زياراتنا مجالاً خصباً للإصلاح بين الناس ، فإن عمل الشيطان على إثارة الـعـداوة بـيـن المسلمات نزيلها بالإصلاح بينهن، فإن إزالة الخصام دليل سمو النفس التي تعمل على إشاعة المودة بين الآخرين، ليحل الوفاق محل الشقاق، والصلة مكان القطـيعة، لذا كانت درجة من يصلح بين الناس أفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة التطوع لا الواجبة .
عن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: »إلا أخبركم بأفـضـل مـن درجـة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا : بلى. قال: إصلاح ذات البين، فإن فـسـاد ذات الـبـيـن هي الحالقة«. ويروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: هي الحالقة: لا أقول تحلق الشعر ، ولكن تحلق الدين«.
ذلك أن الإفساد بين الآخرين يـؤدي إلـى القطيعة التي حرمها الشرع كما جاء في الحديث الـشـريــف:»لا يـحـل لمـسـلـم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام" (29).
وقال صلى الله عليه وسلم مـنـفـراً مـن الـشـحـنـاء والقـطـيعة ومبيناً سخط الله تعالى على المتقاطعين حتى يصطلحا: »تـفـتـح أبواب الجنة يوم الاثنين، ويوم الخميس، فـيغـفـر لكل عـبـد لا يـشـرك بالله شيئاً، إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: انظروا هذين حتى يصطلحا ثلاثاً«(30).
فـإن حـصـلـت جفوة بين المسلمات نسارع إلى الإصلاح بينهن للتغاضي عن هفوة المخطـئـة، فإذا بالعيش صافياً بعد كدر ، والوداد عاد بعد الجفاء.
والـواجـب أن تقـبـل عذر من تعتذر، لا أن تشيح بوجهها بعيداً عن أختها ، إصراراً على مواصلة القطيعة، وعدم قبول العذر: إذ من شرار الناس من لا يقبل عثرة، ولا يقبل معذرة كما بين الرسول -صلى الله عليه وسلم-:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رســول الله صـلـى الله عـلـيـه وسلم: »ألا أنبئكم بشراركم؟ قالوا: بلى إن شئت يا رسول الله، قال: إن شراركم الذي ينزل وحده، ويجـلـد عبده، ويمنع رفده. أفلا أنبئكم بشر من ذلك؟ قالوا: بلى إن شئت يا رسول الله. قال: من يبغض الناس ويبغضونه، قال: أفلا أنبئكم بشر من ذلك؟ قالوا: بـلـى إن شـئـت يا رسول الله. قال: الذين لا يقبلون عثرة ولا يقبلون معذرة ولا يغتفرون ذنباً، قال: أفلا أنبئكم بشر من ذلك؟ قالوا : بلى يا رسول الله : قال : من لا يرجى خيره ولا يؤمن شر5"(31).
=============
الهوامش:
1- رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.
2- أخرجه الترمذي في البر والصلة من حديث جابر وحسنه. وهو في المسند 4/193، وانظر شرح السنة 12/367.
3- صحيح مسلم بشرح النووي 12 / 213. 4- رواه الترمذي / 2583.
5- أخرجه أبو نعيم في الحلية مرسلاً ، وأخرجه الحاكم 4 / 306 موصولاً. ينظر شرح السنة 14/224.
6- صيد الخاطر / 142. 7- رواه البخاري في الرقاق ،والترمذي في الزهد.
8- فتاوي ابن تيمية 1/426. 9- مصنف ابن أبي شيبة 8 / 564.
10- الفتاوى لابن تيميه 32/من260-264 بإيجاز. 11- الفتاوى لابن تيمية 32/281.
12- المغني 7/20. 13- عون الباري 2/285-287باختصار.
14- أحكام القرآن للقرطبي 14/179. 15- في ظلال القرآن ، سيد قطب ، 5/2859.
16- شرح صحيح مسلم 12/88. 17- الإصابة 4/457.
18- الإصابة 4/443 19- البداية والنهاية لابن كثير ، 4/204.
20- المغني 7/226. 21- فتح الباري 1/101.
22- الإصابة 4/333. 23- الفتاوى 10 / 661.
24- رواه البخاري ، ومسلم. 25- شرح صحيح مسلم 2 / 73.
26- متفق عليه. 27- الإصابة 4/442.
28- أفراح الروح ، لسيد قطب. 29- شرح صحيح مسلم 16/ 117122.
30- شرح صحيح مسلم 16/ 177 - 122 .
31- رواه الطبراني وغيره ، ينظر الترغيب والترهيب 3/394.
مجلة البيان
توقيع mk_smart |
[IMG]http://latansallah.******.com/images/k19.gif[/IMG]
|
|