( الباب الأول ) رفقاً بالقوارير الفصل الأول : عَصرُ العشرين .
الفصل الثاني : الأطراف الثلاثة .
( رفقاً بالقوارير )
لا يخفى الجميع ما أُصيب به الإسلامُ والمسلمون، من الشرور والفتن ، والدواهي والمِحَن، التي لم تزل تحدق بالأمة الإسلامية من كل جانب ومجانب، فهذه الفتن كقطع الليل المظلم، يتبع بعضها بعضاً، وليس هذا بالعجيب فالكلُّ يركض في دبر الزمان !، فالساعات إذاً حرجة، واللحظات عصيبة ! .
فهذه الشهوات والمحرمات قد ضاقت بها الأرض، وهذه القنوات الفضائية بجميع أشكالها وأسمائها بعد أن عثت في الأرض فساداً؛ نجدها لم تبرح أن عانقت السماء بسمومها؛ حيث لوَّثت الهواء ببثها المنتن، وبرامجها البهيمية؛ حتى أنك لتقول إن البشرية بأسرها ـ مسلمها وكافرها ـ لم تصل في يوم من الأيام إلى مثل ما وصلت إليه اليوم؛ وهو كذلك ! .
فليت الأمر وصل بهم إلى هذا الحال الرديء، بل من كذبِهم وتَيْهِهِم لم يزل بعض أهل هذا العصر يتشدقون بأنهم : أهل الحضارة العصرية، والتقدم الآلي ـ التكنالوجي ـ التي لم تصل إليها أمة من الأمم التي مضت !، زيادةً في الإضلال والضلال، والغي والفساد .
أقول : نعم والله لم تصل أمة من الأمم إلى ما وصلت إليه هذه الحضارة العصرية!، لكنها في الحقيقة حضارةٌ آلية محضة؛ لا علاقة لها بالإنسان العصري، بل حضارة جوفاء من القيم الإنسانية، والآداب البشرية، و الرحمة الأخوية، والعلاقات الأسرية، والواقع أكبر دليل لا ينكره إلاَّ مكابر أو جاهل !، والله المستعان .
فلا تذهب أخي القاري بعيداً فلك حقُّ النظر يمنةً أو يسرةً في هذا العالم العصري ـ زعماً ـ حتى ترى بأم عينيك حقيقة ما أقول : فدونك تلك البلاد التي حُرمت الإسلام، ولم يشع فيها نور الإيمان، أو لم تحكم شريعة الرحمن، حيث أظلمت بها الشهوات، وماجت بها الأهواء، وضاقت بها الأرض والسماء ذرعاً ! .
فهذا الشذوذ الجنسي بجميع معانيه الدنيئة منتشرٌ في نواحيها؛ حتى غدت الرذيلة عندهم فضيلة، والمنكر معروفاً؛ لذا تجد فيهم الرجل الكبير، أو الرئيس الخبير يتبجح بارتكاب الخنا، والزنا، والكذب، والنفاق دون غضاضة، فقلي بربك : أين عقولُهم أو حتى فطرهم() ؟! .
نعم قد أعمى الله بصائرهم، وأنساهم أنفسهم، كما قال الله تعالى : ( ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون ) الحشر19 .
وكذا ـ أيضاً ـ نجدهم في عالمهم العصري ـ زعماً ـ أرباب الظلم الإنساني، وسدنة التثعلب السياسي، وعباقرة التخلف الفكري، و أنصار العلاقات الأنانية، و أعوان الاستبداد البشري، وأقطاب التَّلوُّن الدولي ...!
وهذا كافٍ لكل ذي بصرٍ وبصيرة، وعاقلٍ مسترشد، أن يوقنَ ويعلم أن القومَ يعيشون كالبهائم بل هم أضل سبيلا كما قال الله تعالى :( أم تحسبُ أنَّ أكثرَهم يسمعون أو يعقلون، إن هم إلاَّ كالأنعام بل هم أضلُّ سبيلا ) الفرقان 44 .
وبعد هذه الوقفة القصيرة مع العالم العصري الأجوف، والحضارة المزعومة؛ إذ بنا نجد بعض أبناء جلدتنا ممن يتكلمون بألستنا، ويستظلون تحت رايتها في ظل هذه البلاد الإسلامية، التي هي مهبط الإيمان، وأرض التوحيد ـ نجدهم منساقين إلى هذه الظلمات دون بصيرة، كأنهم إلى نصبٍ يوفضون !، متساقطين في أحضان الغرب دون روية، لاهثين وراء كل ناعق؛ ظنَّاً منهم أن حياة الكفار هي رأس الحضارة، وعاداتهم أساس التقدم، وأفكارهم مصدر الاستنارة … !، دون البحث والتنقيب، وجودة الاختيار إلى ما هو عندهم مفيد لنا أو مسيء، أو حلال أو حرام، بل غاية مطلبهم التقليد، والمحاكاة في جميع أنماط حياتهم ، والارتماء في أحضانهم صماً وعمياً؛ إن هذا والله لشيء عجاب، فاعتبروا يا أولي الألباب، والله الهادي إلى الحق والصواب .
وهذا هو بيت القصيد من رسالتي هذه، حيث أدهشني ورابني ما قرأته وسمعته هذه الأيام، من الخوض فيما لا علم لكثير من الناس فيه حيث تنازعوا في قضية ( قيادة المرأة للسيارة )؛ ومنه اختلفت آراؤهم وتباينت فيها أقوالهم، حتى انساقوا نحوها وُحداناً وزرافات، والكلٌّ منهم ـ للأسف ـ بحسب مشاربِه ونحلِه، فكانوا عندها طرفين ووسطاً، لذا أردت أن أقف مع هذه الأقوال بشيء من الإيجاز كما أشرنا إليه آنفاً، مع علمي أنَّ في هذا الطرح الوجيز كفايةً ـ إن شاء الله ـ .
التعديل الأخير تم بواسطة mk_smart ; 2006-07-22 الساعة 3:28 AM.
توقيع mk_smart |
[IMG]http://latansallah.******.com/images/k19.gif[/IMG]
|
|