قِيادَةُ المرأَةِ للسَّيارة بين الحقِّ والبَاطِل
راجعه وقرظه : الشيخ العلامة / عبد الله الجبرين
راجعه : الشيخ العلامة / صالح الفوزان ، الشيخ العلامة / سفر الحوالي
ذياب بن سعد آل حمدان الغامدي
" تقـريــظ "
الحمد لله وحده، وصلَّى الله وسلم على محمد، وأله، وصحبه .
وبعد : فقد قرأتُ هذه الرسالة في موضوع قيادة المرأة للسيارة، وبيان ما يترتب على ذلك من الآثار السيئة، والمفاسد الكبيرة، وفي مناقشةِ شبه الدعاة إلى قيادتها، والردِّ عليهم .
وقد كفى الكاتبُ، وشفى، وأقنع بما كتبه طالبَ الحقِّ، والصوابِ، وبيَّن أنَّ الدعاةَ إلى خروج المرأة، وقيادتها لهم أهداف سيئة، ومقاصد ممحوقة، وأنه اختصر في الردِّ؛ ولو توسَّع لكان المقام يستدعي طول، وقد أتى بما فيه الكفاية لمن أراد الله به خيراً .
فجزاه الله أحسن الجزاء، وأثابه على ما عمله، ونسأل الله ـ تعالى _ أن يهدي ضال المسلمين، وأن يَمُنَّ على النساء المؤمنات بالستر، والحياء، والعفاف، والله أعلم وصلى الله على محمد، وآله، وصحبه، وسلم .
( 5 / 4 / 1420هـ )
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
إنَّ الحمدَ لله نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل لله ومن يضلل فلا هادي له، واشهد أن لا اله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون)آل عمران 102.
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تسآءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ) النساء :1.
( يا أيها الذي آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) الأحزاب : 70-71.
أما بعدُ : فإن أحسن الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار .
اعلم أخي المسلم أن الناظر في حال الأمة الإسلامية ـ لا سيما هذه الأيام ليعلم أن الأمرَ جدُّ خطير، بل اخالك إذا عاينت تلكم اللحظات الحرجة، والظروف العصيبة التي تعيشها الأمة؛ لتحزن كلَّ الحزن ! .
ولولا إيمانُنا بأنَّ الحقَّ قادمٌ وأهلَه منتصرون، والباطلَ زاهقٌ وأهلَه مغلبون؛ لاستولى اليأسُ على قلبِ كلِّ مسلم ـ عياذاً بالله ـ فالحمدُ لله أولاً وأخراً .
وفي خضمِّ هذه النكبات والجهالات التي لم يزل المسلمون بعدُ يتجرعون غصصها؛ إذ بالصحف تطالعنا، والأخبار توافينا بفاجعة أليمة، وقاصمة وخيمة أقضت نوم الصالحين، وأزعجت المسلمين بنارها وشرارها، حيث خرج علينا بعض المثقفين : بثقافات باردة، وأراء فاسدة؛ وذلك في إثارة بعض القضايا التي كنَّا ـ جميعاً ـ في غنىً وسلامةٍ منها !! .
فإن الناظر البصير، والقارئ الكريم ليستغرب من هذا النداء الهائل، والكم الكبير من التساؤلات، والآراء التي لم تزل تتفجر وتقذف بزبدها حول قضية أحسبها ساخنة وهي قضية : ( قيادة المرأة للسيارة )!
فأقول : لا شك أن قضية ( قيادة المرأة للسيارة )، من القضايا العصرية الحاسمة المصيرية، حيث فجرت حولها مجموعة من الأسئلة، والشبهات؛ ومنه اختلفت عندها الآراء، وتباينت فيها الأقوال، وانساق الناس نحوها وُحداناً وزرافات، وتنازعوا حولها وكلٌّ بحسب مشاربِه ونحلِه، فكانوا عندها طرفين ووسطاً؛ كما ظهر لي عند التحقيق، لذا أردت أن أقف مع هذه الأقوال بشيء من الاختصار، وإلاَّ فالموضوع يحتاج إلى كراريسَ وطولِ بحث؛ ولكن حسبي أن في هذا الطرح الوجيز كفاية ـ إن شاء الله ـ .
وقد نظمتُ هذه الرسالة في بابين، وتحت كل بابٍ فصلان : ـ
الباب الأول : رفقاً بالقوارير .
الفصل الأول : عصر العشرين .
الفصل الثاني : الأطراف الثلاثة .
الباب الثاني : كشوف، وزيوف .
الفصل الأول : الأدلة الشرعية، والقواعد الفقهية الدالة على حرمة قيادة المرأة للسيارة .
الفصل الثاني : كشف الشبه التي أعتمد عليها المبيحون لقيادة المرأة السيارة.
وفي الختام أشكر الله تعالى أولاً وأخراً، وكل من أعان على إخراج هذه الرسالة، أو أسدى لي رأياً، أو نصحاً، آمين، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله الأمين .
تأليف
ذياب بن سعد آل حمدان الغامدي
الطائف / ص . ب ( 1979 ) .