انفثها في سيجارة
عندما ترى رجلاً مدخناً بل ، وفي أحيان غير نادرة هذه الأيام امرأة مدخنة ،
وتسأل هذا المدخن أو تلك المدخنة : لماذا يفعل ذلك ؟ ..
تأتي الإجابة في الغالب : إنها الوسيلة التي أقضي بها علي قلقي الداخلي واضطراب نفسي ،
وإن اختلفت الإجابة فستكون : إنها الوسيلة التي أنسى بها همومي اليومية وضغوط العمل
ومتطلبات الأسرة .
بالأمس فقط نقلت لي هذه القصة عن امرأة مدخنة كانت تشتكي مجموعة هموم لطبيبها المعالج ،
وعندما سألها : كيف تتعاملين مع هذه الهموم والمشاكل ؟
كانت إجابتها وبكل بساطة : أدخل الحمام وأغلق علي نفسي الباب وأدخن بكل شراهة .
وليسمح لي هؤلاء المدخنون الذين يتذرعون بهذه الإجابة ، بأن أقول لهم وبكل صراحة ،
إنهم يستخدمون أسلوب النعامة في مواجهة المشاكل ،
وهذه الوسيلة قطعاً لا تحل المشكلة وإنما تزيد الأمور تعقيداً علي تعقيدها ،
ولكن قبل أن أسترسل في الموضوع دعونا نستعرض نتائج أحدث بحث أجري حول أثر التدخين في نفسية
المدخن :
? يؤكد الباحثون أن عملية التدخين بما يصاحبها من إمساك بالسيجارة بين إصبعين والضغط عليها بالشفاه وأحياناً بالأسنان كانت سبباً في زيادة حدة التوتر عند 60% من المدخنين الذين كانوا قيد البحث في هذه الدراسة .
? إن عملية التدخين لم تؤد إلي أي نتائج إيجابية عند 85% من المدخنين الذين شاركوا في هذا البحث أكدوا أنهم لاحظوا أن السيجارة الأولي التي يدخنونها عندما يكونون في حالة توتر تجعلهم يدخنون بعدها بشراهة أكبر .
? وجد أن الأرق في النوم مرتبط ارتباطاً طردياً مع عدد السجائر المدخنة ، أي أنه كلما زاد عدد السجائر المدخنة زادت اضطرابات النوم ، وهكذا تكون المعادلة علي النحو التالي :
الاضطراب النفسي يؤدي إلي اضطراب النوم ، المدخن يلجأ إلي التدخين بشراهة عندما يتعرض لضغط نفسي التدخين يزيد من الأرق = اضطراب شديد في النوم وزيادة القلق والتوتر .
? مادة النيكوتين المادة الرئيسية الموجودة في السجائر هي مادة منبهة وبالتالي فهي تزيد من حدة القلق ولا تخفف منه .
إذن عملية التدخين ستؤدي إلي زيادة حدة توترك في معالجة المشكلة ، فإذا كانت المشكلة خارج المنزل فإنك حتماً ستنقلها إلي داخل المنزل بتوترك ، إن كانت المشكلة أصلاً داخل المنزل فسجائرك ستجعلك أكثر حدة في التعامل مع المشكلة ، والحدة واضطراب المزاج هي آخر ما قد تتمنى حدوثه إذا أردت أن تتعامل مع مشكلة أسرية ، فالحل إذن لا يكمن في هذا الدخان الأبيض ، وإنما فيما تعطيه لنفسك من فرصة للنظر في مشكلتك ومن ثم العمل علي حلها ، والتدخين يفعل العكس تماماً فهو يجنبك النظر في المشكلة وبالتالي لا يعطيك الفرصة المطلوبة للخروج من دائرة القلق .
فإذا كنت مدخناً وتعرضت لضغط ما في العمل أو في الأسرة أو في أي مكان آخر ، فعليك أن تفكر في هذه الحلول قبل أن تلجأ إلي نفث دخان سجائرك :
1- اذهب مباشرة إلي المغسلة وتوضأ ، أو أغسل وجهك بماء بارد .
2- اجلس في مكان هادئ ، ومن الممكن أن تقوم باحتساء كوب من مشروب دافئ شريطة ألا يكون شاياً أو قهوةً ، فهذان المشروبان لهما تأثير السجائر تماماً .
3- حاول أن تخرج ذهنك من حالة الاضطراب الشديد المفاجئ الذي حدث ، وذلك بأداء عملية ذهنية أخرى مثل الصلاة ركعتين مثلاً .
4- الآن أعط نفسك فرصة أخرى للتفكير في الموضوع ، وستجد نفسك بدأت تقوّم الموضوع بنفسية مختلفة تماماً وأن الحدة قد هدأت تماماً بفضل الله .
والأهم أنك لم تحتج لسجائرك ولم تكلف نفسك عناء البقاء يقظاً طوال الليل نتيجة الأرق الذي أصابك من تدخينك لسجائرك .
ويبقى سر مهم لابد من مصارحة كل زوج مدخن وكل زوجة مدخنة به وهو :
1- إن 90% من المتزوجين من شخص مدخن يكرهون جداً رائحة السجائر المنبعثة منه .
2- إن ذكاء أطفال المدخنين يقل بنسبة 25% عن ذكاء أطفال غير المدخنين .
3- 60% من النساء المتزوجين من رجل مدخن ، قلن لو أن الأيام عادت بهم مرة أخرى فلن يقبلن الزواج من رجل مدخن .
وختاماً هل تريد أن تكون هذا الرجل المدخن ؟
الفرحة