عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2006-07-08, 4:09 PM
المؤمن كالغيث
Guest
رقم العضوية :
تاريخ التسجيل :
عدد المشاركات : n/a

 
افتراضي اليوم كلمتي لكم حزينة ... ودموعي بعد لم تجف من داخل المقبرة والله بكيت وأبكيت موقف!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


وأسأل الله أن يرحمني وإياكم وأن لا يريكم فيمن تحبون مكروها اللهم آمين ..



=





=








=
















د . سعود الفعر ..

رجل عالم في قسمه .. واختصاصه ..

شهد له أهل الخير بأنه عملي مبارك ونشيط ومحبوب ...

تنقل في مراتب العلم والتعليم في مدينة الطائف حتى وصل .. إلى وكيل كلية المعلمين بمحافظة الطائف ..

إلتقيته أكثر من مرة .. وله ابن أعرفه من مدة تربو على 8 سنوات ( هاشم ) .. شاب خفيف الظل مستقيم ..

انقطعت عنهم وانقطعوا عني .. من مدة تزيد على الخمس سنوات فأنا سافرت للدراسة للمدينة ... وهم باقين في الطائف

في فلتهم الحديثة أسرة مترابطة .. سعيدة ( ماشاء الله ) ...

أذكر سابقا .. أني جلست مع هاشم نتجاذب أطراف الحديث عن والده د. سعود .. فقال لي مداعبا : أذكر مرة أني

( طفشته ) ضايقته .. وضربني - وهمت- أو شتمني ... فتألمت ( لأنه حساس جدا ) ...

فما لبث أن دخل علي غرفتي ... واتعذر اعتذارا شديدا .. وقبلني واحتضنني .. !! فتعجبت.

كان والدهم قمة في الدلال لهم وحبهم ..

وعلى نطاق أوسع .. كان دائما يقول للطلاب : يا عيالي ..

أحبه كل الناس وشهدوا له بأنه كان من حمامات المسجد .. وأنه كان من أهله ..

ومرت السنون ...













































ليأتيني اتصال أمس ( الجمعة ) من أحد الزملاء ..

ألو : السلام عليكم أبو أسامة .

حياك الله أهلا وسهلا .. كيف صحتكم وأخبارك ,. ؟؟

قال تعرف هاشم ؟

قلت كيف ..؟؟ ما أعرفه ؟؟

قال : ترى أبوه صار عليه حادث ؟؟

هاااااااااه؟؟

قال وأخته ؟؟

نعم ؟؟ تمزح معي يبو أنس ؟؟

قال : كيف أمزح أموت الرجل وهو حي ؟؟

ياالله !!

لحظة صمت ؟؟

قلت وفي أي مستشفى ؟؟

وجاءت الصاعقة ؟؟


عظم الله أجرك .. قضوا نحبهم ..

قل لا إله إلا الله .. !!

وانتهى الاتصال وتأجل الدفن من أمس لليوم الظهر ...


انتهى الإتصال ولكن القصة لم تنته بعد والقادم أدهى وأمر ..





















































وجاء الموعد اليوم ..

ولم يكن أمامي سوا ( هاشم المدلل )

وأنا أدعو أن يفرج الله همه .. وأن يمر هذا الموقف على خير .. ذهبت لجامع العباس بالطائف ..

لأفاجأ بأن مواقف السيارات الضخمة قد امتلأت !!

والسيارات اضطرت للوقوف على الشارع العام !!!

لله دره كم أحبه الناس وكم أحب هو الناس - رحمك الله يا دكتور سعود -

آآآآآآآآآآآه

صلينا .. واضطررنا .. للذهاب لمقبرة السيل الكبير وهي مقبرة بعيدة قليلا عن المسجد ..

فانطلقنا مع أفواج الناس الذي لا يحصون .. كلهم متجهين ليشيعوا جنازة الفقيد .. وابنته ..


ودخلنا المقبرة .... وابتدأت الفصول المؤلمة ..















































دخلت على وأنا قد استقر في ذهني خلفية إشاعة ( أن زميلي هاشم منوم في غيبوبة )

ولكن الفاجعة فوجئت بالشاب صاحب اللحية الكثيفة والوجه السمح أمامي قد احمر ... يهادى بين الرجلين أشبه

بالمشلول ... يالله .. !! كم كان هذا الموقف مؤلما علي فضلا على هاشم - فرج الله همه -

الحمد لله .. الحمد لله .. كلمات متقطعة بسبب بكائه المتواصل ..

تخيلوا - أبعد الله عنكم الشر لو كنت أنت مكانه - وأنت تنظر لقبرين أمامك .. !!

قبرك أبوك وأختك !!

يا أرحم الراحمين ..

إضطررت أن أتلثم لأن المعارف كثر ... والوقت غير مناسب للسلام على أحد ...

اقتربت أكثر ..لأجد زميلي الحبيب ينتقل بين قبر أبيه ( د. سعود رحمه الله ) وقبر أخته رحمها الله .. ( وهي كبيرة والله

أعلم أنها تخرجت من الثانوي ) وتدركون كم يبكي الشخص لو خرجت أخته من البيت عند الزواج .. فما بالكم حينما

تخرج من الدنيا .. ؟؟ وفوق هذا الأب ؟؟ لله أشكو حالهم ..

ينظر هاشم إلى قبر أبيه .. أخته نظرات الوداع .. الأخيره وهما أمامه مكافنين يلحدان .. حيث لن ينظر إليهما إلا في

الجنة إن شاء الله يهز رأسه ... ويعض شفاته ... ودموعه سيل على خده ..

فجرت دموعي ( المؤمن كالغيث ) ... وأنا أنظر لشقيقي وزميلي يتفطر قلبه في موقف يذيب الصخر ..

فما بالكم بالقلوب الضعيفة ..

أخوه الصغير ... إضطر الناس لحمله .. لصراخه العالي ..

وبقي هو .. الحمد لله الحمد لله ..

وكان الموقف الذي سمع فيه الناس بكائي .. حيث أني لم أتمالك نفسي ...

والله يعلم أني أكاد أبكي ( والآن انطلقت زفرة متقطعة مؤلمة )

كم كان الموقف مؤلمة ..

والقصة لا اتزال ...















































جاء الأمر بإهلال التراب على من ( على الأب ) وعلى الأخت رحمهما الله في وقت واحد ..


بدأ العد التنازلي للوداع ...

أخذ ( الفاروع ) زميلي ..

وكان الموقف المؤلم .. :


تصلب هاشم على القبر .. ولم يستطع ولو إنزال التراب ولو مرة واحدة ..

ارتفع صراخه .. وألقي الفارع من بين يديه ..

والناس بكت لهذا الموقف ..

ولم يلوموه ..

فهل يستطيع .. أن يلقي التراب على اعز أحبابه ..

أو على أكثر حبيباته .. محبة ..

مؤلمة ..


وكان من حولي لا يدرون أيلتفتون له ؟؟ أم لي ؟؟

لا يدرون ؟؟ من المصاب وهل المؤمن كالغيث ابن الدكتور أو ماذا ؟؟

ولكن مشاعري لم تتحمل هذا المشهد ..

( بالمناسبة .. رجلي الآن لا تزال فيها حتى وقت كتابة هذا الموقف .. تؤلمني من حرارة الشمس )


تمالكت نفسي ودعوت للميت وابنته .. والصبر والسلوان .. للأهله وخاصة زميلي هاشم ..


ولزحمة الموجودين .. اضطررت لقفز أكثر من شخص في وقت السلام .. وقد ( سحبوا زميلي هذا ) بين رجلين وهو صابر

ومحتسب .. ميت في ثوب حي !! فرج الله همه ..

حتى ظفرت به .. وقد كان لا يعرف من يسلم عليه ..

حتى وقفت أمامه وكشفت لثامي ..

فابتسم ابتسامه فرح بلقائي ( ويعلم الله مدى فرحتي بلقاءه من بعد السنين الطويلة )

وقال هلا يا *******

ويستر هذه الإبتسامه ألمه ..

فاحتضنني واحتضنته ..

وقلت له ألا يسرك هذا العدد الذي جاء محبة لوالدك ..

ألا يسرك شهادة هؤلاء المشات له بالخير ..

أتذكر قوله صلى الله عليه وسلم (وجبت )

المفترض أن تفرح بأن له الجنة .. بإذن الله فالكل شهد له بالخير ..

وأبشر .. قطعني ببكاااااائه وهو محتضنني ...

يارب والكل بجواري يؤمنون على دعائي في موقف مؤثر ..له ولي ..

ودعته لأن حولي مجموعة غفيرة ..

وخرجت ورأسي مطرق أدافع دمعاتي ...!!



( ولهذا الموقف منذ حصوله وحتى كتبة هذا المقال بالمناسبة فقط ساعتين ونصف )


فرأيت ختاما أن أنقل لكم .. هذا الموقف لتدعوا للفقيد وابنته .. الذين توفيا يوم الخميس طريق الرياض في حادث مؤلم ..

وادعوا لزميلي هاشم .. وأهله بأن يلهمهم الصبر والسلوان إن كنتم تقدروني ,,




(( لفتة )) زواج الزميل هاشم يوم 26 هذا الشهر . ؟؟؟
(( تذكير )) تخيل لو كنت أخي مكان د. سعود رحمه وتخيلي أختي لو كنت مكان ابتنه الفقيدة رحمها الله ..

فقط لمحبتكم ولحبكم .. استعدوا لهذا الموقف فهو آت لا محالة ..

شكرا لكم

والله لا يريكم مكروه ..

والله المستعان
التعديل الأخير تم بواسطة المؤمن كالغيث ; 2006-07-08 الساعة 4:47 PM.