عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2010-11-05, 6:29 AM
الحسناء الفاتنه
عضو متميز بالمنتدى
رقم العضوية : 128276
تاريخ التسجيل : 12 - 9 - 2010
عدد المشاركات : 966

غير متواجد
 
افتراضي الثعبان وعقد الؤلؤ


الثعبان وعقد اللؤلؤ



**********






أراد رجل طاعن في السن وهو على فراش الموت أن يعلم ابنه الحكمة




فطلب من ابنه ألا يصنع معروفا مع أحد أبداً من الناس .

وبعد موت الرجل وبينما كان ابنه في رحلة
وكيف يصنع المعروف خالصاً لوجه الله تعالى ،
صيد ممتطيا جواده وبجانبه سلاحه،




رأى نسرا مجروحا لا يتمكن من الطيران ،


أشفق الرجل على النسر فحمله من أجل مداواته في بيته ،


وأصرّ على أن يطلقه بعد علاجه .

وفي اليوم الثاني وأثناء رحلة صيد له أيضاً داخل الغابة
رأى رجلا فاقدا للوعي مكبلا في جذع شجرة ؛




فأشفق عليه ومسح وجهه بالماء وفك قيده ، وبمجرد أن عاد إليه وعيه ،


حمله الرجل معه إلى بيته ، وجهز له مكانا خاصا واهتم به اهتماما كبيراً ،


وقدم له كل ما يحتاجه من دواء وكساء وطعام وشراب وراحة .

وفي اليوم الثالث خرج أيضا للصيد فرأى ثعبانا مريضا ،




فأشفق عليه وحمله إلى بيته لعلاجه .

بعد أن تماثل النسر للشفاء رفض أن يبتعد عن البيت ،




وفي يوم من الأيام دخل النسر وحط بجوار زوجة الرجل


وفي منقاره عقدا جميلاً من اللؤلؤ والماس والياقوت .

فرحت المرأة بالعقد فرحا كبيرا ، وهي التي طالما عانت من مرارة الفقر وشظف العيش ،




وكان الرجل المريض الذي كان في حالة إغماء في الغابة ينظر ويرقب ما حدث باهتمام كبير .


وبعد أن تماثل الرجل للشفاء غادر المكان بسلام وأمان .


وفي الطريق سمع هذا الرجل مناديا يقول :


إن زوجة الملك قد فقدت عقدا لها ، ومن يخبرنا عن مكانه فله مائة ليرة ذهبية ،


سمع الرجل النداء وقال في نفسه : مائة ليرة من الذهب !! ،


وأنا رجل فقير لا املك من حطام الدنيا شيئا !! ،


وذهب إلى قصر الملك فأخبره بأن العقد الذي تبحث عنه زوجته موجود في بيت رجل صياد ،


( وهو الصياد الذي اعتنى به وصنع معه معروفا وآواه وعالجه وأكرمه ).





ذهب رجال شرطة الملك إلى بيت ذلك الصياد الطيب واعتقلوه ،


واتهموه بالسرقة وأعادوا العقد إلى زوجة الملك ، ثم حكموا عليه بقطع رأسه .

عرف الثعبان الذي عالجه الصياد الطيب في بيته بالقصة كاملة ،




فأراد أن يقدم لصاحبه خدمة لا ينساها العمر كله مقابل ما خدمه وأحسن إليه عندما كان مريضا في الغابة .

ذهب الثعبان إلى قصر الملك ، ووصل حجرة بنت الملك والتف حولها ،




وعندما رأت زوجة الملك هذا المشهد المرعب خافت على بنتها فأخذت تصرخ ،


وأسرعت لتخبر الملك ورجال القصر،


ولكن لم يتمكن احد من الاقتراب خشية على حياة بنت الملك .

احتار الجميع في الأمر ،




وكان كل واحد منهم يفكر ويبحث عن مخرج لهذه المصيبة التي حلت بالمملكة .

قال الوزير للملك :




أليس عندنا في السجن رجلا متهماً بالسرقة ومحكوماً عليه بقطع الرأس ؟ .

قال الملك : بلا .
قال الوزير نحضره إلى هنا فإما أن يموت من لدغ الثعبان




وإما أن ينجي بنت الملك من الثعبان لأنه في كل الأحوال محكوم عليه بالإعدام .

أحضر الجنود الصياد ، ووقف بين يدي الملك ،




فطلب منه الملك أن يدخل الغرفة لينجي بنته من الثعبان .

قال الصياد الطيب :




أرأيت يا ملك الزمان إن فعلت ذلك ، فبماذا تكافئني وماذا سيكون جزائي ؟ .

قال الملك : بالعفو وأمنحك العقد هدية لك .






دخل الرجل غرفة بنت الملك ، وعندما رآه الثعبان أقبل إليه بهدوء وتسلق إلى كتفيه ،



فحمل الرجل الثعبان وسار به إلى بيته والعقد في جيبه آمنا مطمئنا وقال :
وأن عمل المعروف مع الإنسان هو من أجل الله رب العالمين وليس من أجل مخلوق .




لقد حفظ الثعبان المعروف ، وحفظ النسر المعروف ،


أما الإنسان فلم يحفظ المعروف ،


وهذا ما كان يقصده أبي عندما أوصاني وهو على فراش موته ،

بألاّ أصنع المعروف مع إنسان ، بمعنى ليس المعروف من أجل الإنسان ،


فإن الله الذي ينظر ويسمع ويعلم هو الذي خلق الإنسان ،




وكما قال نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم :





ثم قال : وبسبب أنني أصنع المعروف لوجه الله نجّاني ربي من الموت ومنحني العقد
"اصنع المعروف مع أهله ومع غير أهله ، فإن لم تجد أهله فأنت أهله "،





منقوووول

التعديل الأخير تم بواسطة الحسناء الفاتنه ; 2010-11-05 الساعة 6:33 AM.


توقيع الحسناء الفاتنه

نعم طفله..
تعيش أحلامها ألوان..
وتبني فرحها برمال..
وتبكي حين..وتضحك حين..
ويميزها الصدق كل حين