الموضوع: حوار مع سجادة
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 2010-11-03, 11:45 PM
مها
النائبة الأولى للمشرف العام ومعبرة معتمدة رقم1
الصورة الرمزية مها
رقم العضوية : 128
تاريخ التسجيل : 9 - 8 - 2004
عدد المشاركات : 25,585

غير متواجد
 
افتراضي حوار مع سجادة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حوار مع سجادة


كنت نائما فى ليله من ليالى الشتاء الباردة ؛ من بعد تعب من مشاكل الدنيا ؛ وما أكثرها

وقد استلقيت على فراشى ؛ وغرقت فى نوم عميق جدا ؛ فاستيقظت قبيل

الفجر من عطش شديد ألم بى ؛ فقمت لأشرب الماء فسمعت أنينا يخرج من الأرض ؛ تلفت حولى فذهب الأنين ثم ذهبت وشربت الماء فعدت إلى الفراش

وإذا بالأنين يعود مرة أخرى ؛ وفى هذة المرة كان الأنين قويا وكأنه

صوت بكاء فتحسست الأرض بيدى ؛ حتى أمسكت "سجادتى" فسكتت

فقلت مستغربا : أأنت التى تأنين يا سجادتى !!

قلت: وهل تريدين أن أحضر لك كأسا من الماء

قالت: لا ليس هذا الماء ؛ الذى يروينى ؛ إنما يروينى دموع العابدين التائبين

قلت: ومن أين لى أن أتى لك بهذا النوع من الماء ؟

قالت: وهذا هو سبب بكائى فقم يا عبد الله وصل لله ركعتين فى ظلمة الليل
؛ حتى تنير لك ظلمة القبر ؛ والجزاء من جنس العمل ؛ ولم يبق من الوقت إلا القليل وبعدها يؤذن المؤذن لصلاة الفجر

فقلت: دعينى وشأنى يا سجادتى

قالت: يا عبد الله قم للصلاة ؛ فأنها حياة للقلب والروح ؛ وقد حان موعد الاذان

ليردد "الصلاة خير من النوم ؛ الصلاة خير من النوم " وأنت تستجيب لنداء الدنيا كل يوم فى الليل والنهار ؛ ولا تستجيب لنداء العزيز القهار ؟!!!!!!!

قلت متضايقا : دعينى أنام يا سجادتى فأنت تشاهدينى كل يوم لا أعود إلى المنزل إلا وأنا متعب مرهق

ثم أخذ اللحاف ووضعة على صدرة فشعر بالدفء وأستسلم لسلطان النوم .

قالت السجادة يا عبد الله وهل تعطى للدنيا أكثر مما تعطيه لدينك ؟

قلت بلهجة تهكميه: أسكتى يا سجادتى . أرجوك لا تتكلمى ؛ فأننى متعب ومرهق أريد أن أنام

فسكتت السجادة برهة متأثرة بما قال عبد الله

وقالت بصوت حزين : أة لرجال الفجر !! أة لرجال الفجر !!

ألم تسمع قول النبى "صلى الله عليه وسلم" (لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها)؛ يعنى صلاة الفجر والعصر

وقال عليه الصلاة والسلام (من صلى البردين دخل الجنه )

وقال عليه الصلاة والسلام (ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيها لأتوهما ولو حبوا)

فانتبه عبد الله من غفلته وقال: فعلا ان صلاة الفجر مهمه

قالت السجادة: قم يا عبد الله

فقال: غدا إن شاء الله ولكن أتركينى اليوم لأنام فإننى مرهق

فقالت السجادة وهى متحسرة: من لم يعرف ثواب الأعمال ثقلت عليه فى جميع الأحوال

ثم قالت: ستنام غدا فى قبرك كثيرا وستتذكر كلامي

ثم تركته السجادة

ونام عبد الله ولكن ! كانت أطول نومه ينامها فى حياته

فقد قبض فى تلك الساعة

وأنشدت السجادة حين علمت بوفاتة

يا من يعد غدا لتوبته أعلى يقين من بلوغ غد المرء فى عيشه على أمل
ومنيه الانسان بالرصد أيام عمرك كلها ولعل يومك أخر العدد.

من ماراق لي.



توقيع مها


{ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى

أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً }
{كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ
يَسْتَغْفِرُونَ}
{ إنّ الله مَعَ الصّابِرينَ }
{ سُوريـآ الجَريحـة‘ إلى متى ! }



خدمة سريعة جدا