المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صافيا
جزيت خيرا يا شيخ
صديقتي كانت بخير.. ومن أسبوعين ظهر لها أورام غريبة في رقبتها أزيلت بعملية ووجد عندها كوليسترول عالي جدا وتشحم في الكبد وتكلس في الكلى وهشاشة عظام وغيرها الكثير في غضون أيام مرعبة كانت للجميع. أمس أخذ جميع إخوتها يعانون من الأعراض، وبالاستقصاء وجد أن قريبة لهم سحرت صديقتي وأهلها جميعا !
سأبدأ معها بوصفتكم العلاجية بإذن الله، المشكلة أن من إخوتها غير المحجبات ومن لا تصلي أصلا، فإن كان السحر واحدا لهذه العائلة هل يمكن أن يبطل عن صديقتي وأهلها إن قامت هي وحدها بوصفتكم ؟ فالباقون ربي يهديهم.
وطبعا رأو السحر معقودا في بيئاتهم من ساحرة نصرانية تسلطت على العائلة
فما رأيك في هذا؟ جزيت خيرا يا شيخ
|
أهلا بك وهدى الله الأخوات أولئك، والحقيقة يجب أن يعلم البعض ممن عصى وأذنب، أنه ما نزل بلاء إلا بذنب، وما رفع إلا بتوبة، والبعض يبتليه الله رفعة في درجاته، ولذا فمن ابتلي من الصالحين، فإنه علامة خير له إن شاء الله ولعل هذا البلاء والابتلاء سبب للتكفير عن خطاياه، ورفعة لدرجاته، وقد أخرج الترمذي في جامعه عن مصعب بن سعد عن أبيه قال ، قلت : يا رسول الله، أي الناس أشد بلاء ؟ قال : (الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل. يبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلباً اشتد بلاؤه ، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه ، فما يبرح البلاء بالعبد يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة).
ب- وفي حديث آخر أخرجه الطبراني في معجمه الكبير عن أخت حذيفة بن اليمان فاطمة أو خولة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل).
والمقصود بالأمثل فالأمثل : الأشرف فالأشرف والأعلى فالأعلى رتبة ومنزلة في الدين والفضل. وقال الراغب : الأمثل يعبر به عن الأشبه بالأفضل والأقرب إلى الخير. وأماثل القوم كناية عن خيارهم.
وإنما كان أكثر الناس بلاء – أي محنة – لتتضاعف أجورهم وتتكامل فضائلهم ويظهر الناس صبرهم ورضاهم فيقتدى بهم، ثم من بعدهم الأمثل فالأمثل من جهة شدة البلاء الذي يتعرضون له، لأن البلاء في مقابلة النعمة : فمن كانت نعمة الله عليه أكثر فبلاؤه أشد، فهم – أي الأمثل فالأمثل – معرضون للمحن والمصائب وطروق المنغصات والمتاعب، ويشمل ذلك كل ما يتأذى به الإنسان من أذى مادي أو معنوي، فيبتلى الرجل على حسب دينه، أي على مقدار دينه؛ أي بقدر قوة إيمانه وشدة يقينه، فإن كان في دينه صلباً أي قوياً شديداً اشتد بلاؤه كمية وكيفية ونوعاً.
وإن كان في دينه رقة؛ أي ضعف ولين ابتلي على قدر دينه. فما يبرح البلاء بالعبد، أي ما يفارقه حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه من خطيئة، كناية عن خلاصه من الذنوب فكأنه كان محبوساً ثم أطلق وخلي سبيله وما عليه بأس.
ويستفاد من الحديثين الذين ذكرتهما أن سنة الله العامة، في البلاء والمبتلين، وأن أشدهم بلاء أي محناً هم الأنبياء، ثم الأفضل فالأفضل في الصلاح والدين وتقوى الله تعالى. وهذه سنة ماضية وباقية في المؤمنين دون تخلف.
وأما من ابتلي من غير الصالحين أو المفرطين، فلعل في هذا تأديب له، ورسالة إلهية له؛ لعله أن يصحح مسار حياته، وأنصح أن تبدأ المرأة التي تصلي بالعلاج، ثم إذا ما أثر فيها، فلعل أخواتها يتبعنها، ولكن يقال لهن لابد من المحافظة على الصلاة أولا كشرط أساس لبدء العلاج، ولعل هذا يكون سببا في هدايتهن، وأسأل الله أن يفرج همك وهمهن.